رأي

الحاسة السادسة

رشان أوشي
كسر الكمنجة!!
 
صديقتي رقيقة المعنى والمبنى، والمولعة جداً بالموسيقى والعزف على آلة الكمان، تعتبر صديقتي شديدة البراءة ورهيفة الدواخل أن كمانها أعز ما لديها، تعشقه كثيراً وتستهوى العزف عليه، التقينا ذات يوم كانت مضطربة السلوك حزينة جداً، سألتها عن حالها، أخبرتني قصة غضبها، وقالت لي معبِّرة عن شدة استيائها (أنا تاني ما دايرة أي حاجة في الدنيا دي حتى الكمنجة ح أكسرها)، انفجرت ضاحكة وسط ذهولها بضحكتي، ما أضحكني اعتقادها أن تخليها عن كمانها يمثل قمة الأزمة النفسية، قبل أيام عندما طالعت تصريحات وزير المالية “بدر الدين محمود”، التي قالها غاضباً في البرلمان     (والله تاني ما أقعد) خطر ببالي أن اقترح على وزير مالية السودان (أنو يكسر الكمنجة).
يا سعادة الوزير أن بقيت في شخصك أو غادرت موقعك سيظل الحال كما هو عليه، لأن العلة لا تعنيك وحدك، إنما هي علة سياسات الدولة الاقتصادية الفاشلة، فالدولة التي تمتلك مقومات طبيعية بإمكانها الاستثمار فيها دون الحاجة للضغط على معيشة المواطن، وتتجاهلها وتمضي في الطريق السهل، رفع الدعم، زيادة الجبايات، هذا يعني أنها عاجزة عن إيجاد حل للقضية الاقتصادية الشائكة حالياً، مغادرة “بدر الدين محمود” أو غيره لن يفي بالغرض، الحل الوحيد والملح أن تغيِّر الدولة سياساتها الاقتصادية وعقليتها في إدارة الأزمات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية