عز الكلام
منظمة “طه”
أم وضاح
في أكثر من مناسبة قلت لبعض الإخوة المهتمين بالشأن الثقافي والإبداعي إنني أتحسر وأشعر بالألم أن مضى إلى لقاء ربه الفنان الكبير “محمود عبد العزيز” من غير أن يستثمر الشعبية الضخمة والأسطورية التي حباه بها المولى عز وجل، و”محمود” كان في زمانه زعيماً وشيخاً لقبيلة الحواتة يعشقونه بلا حدود منقادين له طاعة وأمراً بالكامل، ولو أنه طلب منهم المستحيل لتدافعوا لتحقيقه، وفي ذلك مواقف وأحداث كثيرة أكدت أن ذلك (الجان) كان أسطورة وحالة خاصة، لكن رغم ذلك للأسف لم يستثمر “محمود” عليه الرحمة، هذا الالتفاف والانصياع إلى عمل كان يمكن من خلاله أن يوجه هؤلاء الشباب إلى خدمة مجتمعهم بكل الوسائل الممكنة، و”محمود” لا يختلف اثنان على تأثيره وحتى أهل السياسة انتبهوا لذلك فغازلته الحركة الشعبية وهي تعلم أنها لا تغازل فرداً ولكنها تعزف على وتر فنان خلفه الملايين من المعجبين، ولم يفت هذا التأثير على المؤتمر الوطني الذي (رمى بياضه) في دائرة الجذب واستطاع أن يشده ناحيته إن لم يكن انتماءً واضحاً له، لكنه على الأقل نجح في أن يبعده عن مرمى أطماع تيار الحركة الشعبية و(قمحهم فيه) كما يقول أهلنا الطيبون، وفات عليه وعلينا أن يؤسس لحالة التفاف إيجابية وبشكل مؤسس تخدم المجتمع من خلال هؤلاء الشباب المليء حيوية واندفاعاً، لكنني أحسب أن الفنان “طه سليمان” وبذكاء ليس غريباً عليه استفاد من تجربة “محمود عبد العزيز”، ولـ”طه” آلاف من المعجبين الذين هم كما الحوت حباً له وعشقاً ومتابعة لدرجة الجنون، وقد شاهدتهم في أكثر من مناسبة ومن الجنسين يبذلون للشاب عبارات الإعجاب بلا حدود ويذبحون في محرابه قرابين الولاء والطاعة بشكل محير، لذلك أحسب أن السلطان كما يسميه معجبوه وهو قد شرع في تكوين منظمة واتجه بخطوات حثيثة لتسجيلها رسمياً، أراد أن يستثمر هذه (التابعية) له لتتعدى متابعة الحفلات والأغاني إلى حراك لو أنه استثمر بالشكل الصاح فإنه سيشكل بلا شك، كسباً عظيماً للحراك الاجتماعي والإنساني والشبابي بمبادرات يحرك عجلاتها هؤلاء الشباب بشكل منظم ومرتب ومدروس، صحيح الفكرة عظيمة، لكن الأفكار وحدها لا تحقق النتائج، و”طه” عليه أن يجعل هذه المنظمة مؤسسة (مهيكلة) و(مسستمة) يرتب بيتها الداخلي بشكل منظم وجاد لتوضع الخطط والخرائط لعمل شبابي ينداح من خلاله هؤلاء الشباب إلى المجتمع بشكل ينهض بقيم كبيرة وغايات عظيمة في شتى نواحي الحياة اجتماعية وصحية وعلمية، وبالمناسبة الفكرة يمكن أن تتسع ويتناولها بذات الشكل وبمضامين أخرى عدد من الفنانين الشباب مع معجبيهم ومتابعيهم والبلد محتاجة لكل فكرة ولكل ساعد يحول البؤس إلى فرح، والأزمة إلى فرج، والنية أخي “طه” صادقة وسليمة لكن يبقى الرهان والتحدي في التنفيذ والنتائج.
كلمة عزيزة
متى يفهم بعض الفنانين أن أصواتهم الجميلة هي هبة من السماء تحتاج منهم أن يصونوها ويرتقوا بها إلى درجات تفيد الإنسانية خاصة في مجتمع كالمجتمع السوداني يبسط جناح الاحترام والتقدير لقبيلة الفنانين والشعراء والملحنين، لذلك المسألة ليست غناءً ورقصاً فقط، بقدر ما أن القضية يمكن أن تتعدى ذلك إلى قيادة وريادة للقضايا العاجلة والآجلة وما أكثرها في مجتمعنا.
كلمة أعز
بإلحاح وإصرار من الدكتورة “هنية فضل” مؤسس مركز سرطان الثدي بالخرطوم، أورد معلومة صممت أن أذكرها وهي أنه ليس كما ذكرنا في سياق خبرنا قبل أسابيع عن رفع الحظر الأمريكي لبعض المعدات الطبية، ليس كما ذكرنا أن دكتور “هنية” لا زالت زوجة الملياردير السوداني “محمد إبراهيم” (موم)، وقد شرحت لي دكتورة “هنية” أنها قد انفصلت عنه منذ أربع سنوات وأن حراكها ونشاطها يجب أن ينسب لشخصها وليس لأحد آخر، وهأنا استجيب لإصرارها ولها العتبى حتى ترضى!!