المذيعة "سميرة البلوي" في حوار مختلف لــ(المجهر) :
(70%) من المذيعات الآن تم اختيارهن على أساس الجمال والواسطة
* هنالك نماذج لمذيعات ارتضين أن يكن ديكورات داخل الاستوديوهات
حوار – محمد جمال قندول
تعد المذيعة “سميرة البلوي” من الوجوه التلفزيونية الشابة التي استطاعت أن تقدم أنموذجاً ناجحاً، وذلك بفضل تلقائية أدائها بالإضافة لامتلاكها لثقافة عالية جداً، أفادتها في ذلك خبرتها كسياسية منذ سن مبكرة عبر حزب مؤتمر البجا، قبل أن تتخلى عن ممارسة العمل السياسي بسبب ولوجها مجال العمل الإعلامي.
سميرة جلست إلى (المجهر) في حوار تحدثت فيه بصراحة عن آرائها حول عدد من القضايا الإعلامية بجانب التوثيق لتجربتها الإعلامية حتى الآن.
*حدثينا عن تجربتك في قناة أم درمان ؟
ـــ هي تجربة كانت نقطة تحول في حياتي، مرحلة أخذت فيها شكل النضج أكثر وتعلمت فيها الاحتراف، بعيداً عن العواطف والانحياز لمشاريع فكرية كنت أشعر بالانتماء تجاهها، وأنا بادلت الطاقم الموجود في أم درمان التقدير والمحبة.
* لماذا اتجهت إلى الإنتاج الخاص ؟
ـــ امتلاكك لأدوات إنتاجك يعني أنك تمتلك السياسة التحريرية للمادة المنتجة، وذلك مقارنة أن تكون في إطار توظيف عام أو مؤسسة تعمل على تقييد قدراتك، والحد من إبداعاتك التي تشعر أحياناً أنها نافعة ومفيدة. وعبر الإنتاج الخاص أتيحت لي فرصة نادرة وأرضية جيدة عبر شركة (نبرون)، والتي عملت على تأسيس لإعادة إنتاج الحضارة السودانية، كمادة مشاهدة أو مقروءة أو مسموعة. وفي ذات الوقت عملت على التوثيق للهوية السودانية، وتجلى ذلك عبر برنامج (فال وترحال) الذي عرض عبر شاشة (الشروق) في موسم عيد الأضحى الماضي.
*ما تعليقك على الاتهامات التي توجه للمذيعة السودانية أنها غير مثقفة ؟
ـــ التعميم مخل، نعم أقر بأنه ليست هنالك قوالب أو امتحانات حقيقية أو معايير واضحة ومضبوطة لتحديد ثقافة المذيعة، ولكن في الوقت الراهن لا ينعدم أنموذج المذيعة المثقفة المنفعلة بقضايا المجتمع. ولا أستطيع القول أن الاتهام في غير موضعه. ولكن بالمقابل هنالك نماذج لمذيعات ارتضين أن يكن ديكورات داخل الاستوديوهات، ولديهن درجة كبيرة من حالات اللاوعي.
*اختيار المذيعة عبر معيار الجمال كم تكون نسبته بحكم عملك في المجال ؟
ـــ (70%) من المذيعات الآن تم اختيارهن على أساس الجمال والواسطة.
* ماذا عن نظرة المجتمع للمذيعة، هل ثمة تقدم تحقق مقارنة بالماضي؟
ـــ المجتمع السوداني متقدم جداً تجاه لقضايا المرأة، ولا ينظر إلى المذيعة بصورة تقلل من شأنها، والمذيعة هي فتاة سودانية خرجت من أسرة تربت على مكارم الأخلاق ولا تشذ عن المجتمع في شيء.
* ما انطباعك عن زحام المحطات الفضائية حالياً ؟
ـــ هي تحسب محمدة، أن يكون هناك أكثر من محطة سودانية فضائية. ولكن السؤال هو هل تقدم ما هو مفيد وما هو جديد؟، مع العلم أن الرسالة الإعلامية يجب أن تخاطب العقل والعين في آن واحد. بمعنى أن تكون جاذبة للأبصار ومفيدة للعقول . وتعدد القنوات السودانية للأسف الشديد خلف انطباعاً لدى المتلقي بضعف المحتوى المعد للتقديم.
*سميرة ارتبطت بالعمل السياسي ؟
ــ كنت منظمة في حزب مؤتمر البجا وهو أول تنظيم سياسي منظم في شرق السودان. وانضممت إليه إيماناً مني بضرورة رفع التهميش الثقافي والاقتصادي والاجتماعي ومن ثم الوصول لمراكز اتخاذ القرار. وهذا ما تم بفضل اتفاقية سلام شرق السودان.
*ألا تعتقدين أن تصنيفك سياسياً يخصم من تجربتك الإعلامية خاصة وأن الإعلامي ينبغي أن يكون قومياً لأنه يخاطب السودانيين بصفة عامة ؟
ــ بالتأكيد أي تحيز أو انتماء لجهة سياسية هو نقص يخل بالرسالة الإعلامية للشخص الذي يقدمها، سلفاً، ذكرت لك بأنني بدأت العمل السياسي في سن باكرة جداً، ولكن عندما قررت احتراف العمل الإعلامي تخليت تماماً عن التزام تنظيمي لأي جهة سياسية. ولكني ما زلت جزء من الحدث أتابع وأراقب وأحلل، واتخذ القرارات التي تليني كمواطنة سودانية صالح لأي مكان.
*أفضل قرار اتخذته سميرة ؟
ــ الانضمام لشركة (نبرون) للإنتاج الإعلامي.
*أسوأ قرار ؟
ــ الانخراط في العمل السياسي في سن باكرة.
*مدينة في الخاطر ؟
ــ كسلا.
*لمن تستمعين ؟
ــ استمع لكل المفردات الجميلة والألحان الأنيقة باعتباري إنسانة أكتب الشعر، واستمعت لفنانين كبار شكلوا الثقافة السمعية لديَّ، ولكني مؤخراً معجبة بتجربة (مهدية مهدي) وكورال كلية الموسيقى والدراما.
*جوانب مهمة من حياتك ؟
ــ الوطن والأسرة والشعر وبعض الشخوص المقربين الذين لا استطيع الإفصاح عن أسمائهم.
*لو لم تكوني مذيعة ؟
ـــ سياسية طبعاً.
*طموحك في إطار العمل الإعلامي إلى أين يمتد ؟
ــ بما أنني تفرغت للعمل الخاص، وعبر هذا الحلم الذي أنا فيه في شركة (نبر ون) للإنتاج الإعلامي أرى أن القادم للإنتاج الخاص سيغيِّر من شكل الهوية السودانية عند المتلقي إذا كان محلياً أو إقليمياً أو عالمياً. وكذلك من خلال قسم صناعة النجوم أستطيع أن أرى بوضوح أن القادم للسودان أجيال مستنيرة أتقنت فن الحوار مع الذين هم سبقوها عمراً وتجربة . فطموحي يمتد إلى التحول من شركة إنتاج إلى قناة فضائية أو هيئة للإنتاج الخاص، تتعدد المسميات، ولكن الحلم يظل ويكبر يومياً أمامي.