فايزة عمسيب: يا حليل زمن موية (القربة) الباااااردة!!
تنقلت الأستاذة “فايزة عمسيب” بحكم طبيعة عملها كـ(مدرس)، في عدد من ولايات السودان (المديريات سابقاً)، وشهدت رمضان في بيئات مختلفة، وتعرفت على ثقافات ما كان لها أن تتعرف عليها لولا مهنة (التدريس)، حكت ” فايزة عمسيب” عن كل ذلك، وعن التغييرات التي طرأت على (رمضان)، فقالت إن كل عام يمر على السودان يأتي برمضان يختلف عن سابقه شكلاً ومضموناً، وإلاّ فأين تلك التحضيرات التي كانت تعد بالجهد الذاتي؟ وأين الجيران الذين كانوا يجوبون الحي لـ(العواسة) في ظاهرة تكافلية رائعة.
(1)
وطفقت الأستاذة “فايزة” تقص على (المجهر) كيف كان رمضان في (ميز المعلمات/ الداخليات) التي سكنتها في كل من (كسلا، القضارف وأم درمان) فقالت: حينها كان أهلنا يرسلون إلينا كرتونة تحتوي على آبري وبعض مواد في كل رمضان، وأضافت: لم تكن هناك تلفونات، لذلك كنا في نذهب إلى موقف البصات ونسأل عن الكرتونة، وأحياناً كان سائقو البصات يحضرونها إلينا في (الميز) بحسب العنوان والاسم، أما بالنسبة لإعداد مائدة الإفطار في الداخلية، كانت كل يوم على واحدة وكذلك العشاء، واستدركت قائلة: طبعاً لا كان في كهرباء ولا تلج، كنا نعتمد على الأزيار وموية القربة (السعن) ودي موية بااااردة وسمحة، لكن هسي ما في شيء غير الثلج والعصائر المشكلة.
(2)
( يا سلاااام، على الكرم الفياض بتاع ناس الأقاليم)، أطلقت ” فايزة” عباراتها هذه، ثم واصلت: كنا لما نرجع الحلة في الإجازة يجونا في الميز شايلين شيل تقيل، والحاجات البجيبوها لينا تقعدنا لحدي ما نرجع تاني، دا غير العزومات، وكان طلبنا منهم حاجة ما بدونا بيدهم، بقولو ليك أدخلوا المخزن شيلوا كفايتكم، وما زالت هذه العادة مستمرة عندنا حالياً في شرق النيل، فأنا وجيراني حالتنا واحدة عادي ممكن أجيب منهم ملاح أو عصيدة أو غيرها كان ما عملتها، وهسي أمبارح القريبة دي جوني ضيوف على الإفطار، رسلت لـ”فاطمة” جارتي قلت ليها دايرة لي نشا ظريفة، والله ظبطتها تمام وجابتها.
(3)
وعن قضاء لياليهم في رمضان وهم مغلقون في داخلياتهم، قالت ” فايزة” زمان كانت تقام حفلات في المسرح القومي كل يوم “خميس” ويتم الإعلان عنها عبر مكبرات الصوت، مثلاً يردد (سميري الرسموك في ضميري ويين) دلالة على أن الحفلة بـ” أحمد المصطفى”، وهكذا .. أها انحن بهنا في الداخلية طوالي نستعد ونجهز تمانية حجار بطارية للرادي ونسمع السهرة من طقطق للسلام عليكم، وفي الأيام العادية ننوم والعليها العشا تصحى لحدي ما تجهزوا وبعدين تصحينا.
وتحسرت “فايزة” على الدراما الرمضانية، قائلة: زمان في رمضان ما بنقعد في البيت بنكون شغالين في ثلاثة أماكن، التلفزيون، الإذاعة، والمسرح، ومرات ندخل البيت الساعة واحدة واتنين صباحاً، لكن ويين لهسه يا كافي البلا التلفزيون القومي يغط في سبات عميق، والمسرح ذاتو تعرض فيه مسرحيات ما لاقيه إقبال، ومع ذلك أشارك هذا الـ(رمضان) بمسلسل إذاعي يومي، فضلاً عن فيلم سيبث في القناة القومية في مقبل الأيام.