بعد.. ومسافة
مضحكات مبكيات.. ومبكيات مضحكات
مصطفى أبو العزائم
نترك الحكم للقارئ الكريم في تصنيف الوقائع والأحداث التي ننشرها أو نعلق عليها، إن كانت مضحكة مبكية، أو كانت العكس، ونحاول أن ننوع في الأحداث التي رصدتها صحف الأمس، بحيث تغطي الساحات المختلفة، سواء كانت سياسية أو رياضية أو جريمة أو أحداث عامة، ولن نجعل لها عنواناً، بل رقماً يحدد موقعها من ترتيب النشر.
(1)
انسحاب فريق المريخ من مباراته مع الهلال مساء أمس في عرس الختام للدوري الممتاز وما سبق ذلك الانسحاب من اتصالات وتفاوض واجتماعات واستعدادات شرطية وأمنية لمنع وقوع الكارثة المحتملة بمواجهة مشجعي الفريقين، ثم بروز الخلافات بوضوح بين فريقي الهلال والمريخ والاتحاد العام لكرة القدم، كل ذلك كان عبارة عن مأساة مبكية محزنة وتحول في نهاية الأمر إلى ملهاة تسبب فيها فريق المريخ العظيم صاحب التاريخ الحافل بالبطولات، ولكن إدارة هذا النادي الكبير الحالية لم تكن في وزنه ولا ثقله ولا أثره وتأثيره في ميادين كرة القدم والبطولات الكروية السودانية.. ولا يدري مشجعي هذا الفريق أيهما أفضل (البكاء) أم (الرضا بالمقسوم).. وقد ضحك “الكاردينال” ومجلسه وفريق الهلال ومشجعيه، وحق لهم أن يحتفلوا بالنصر الكبير حتى مع الانسحاب، لأن الذين انسحبوا رأوا أن يجعلوه نصراً بارداً، لكنه جاء مثل نصر في كاسات الآيسكريم.
(2)
صديقنا سعادة الفريق أول “عصمت عبد الرحمن” وزير الداخلية، كان شجاعاً كعادته وصريحاً وواضحاً وهو يتحدث لعدد من الصحفيين بالبرلمان حول عدة قضايا مرتبطة بصلاحيات شرطة الجامعات التي قال إنها ستمتد إلى مكافحة المخدرات، وفي هذا إشارة للممارسات الخطيرة والمدمرة التي يمارسها البعض داخل الجامعات، لكن الأخطر ليس هذا، فالأخطر هو قول السيد الوزير: إن الشرطة تمكنت من ضبط مصنعين لصناعة المخدرات في السودان ومن ثم يتم تصديرها إلى بعض الدول الأفريقية.. وقد علق صحفي غاضب بالأمس على الأمر قائلاً: (تصدير مضر وغير مفيد، نحن نبحث عن العملة الصعبة، وهؤلاء يستوردون لنا السمعة الكعبة).
(3)
اتهامات متبادلة بإشانة السمعة بين أحد موظفي البرلمان وأحد عمال النظافة، فيه بعد اتهام الأول للثاني بأنه قام بسرقة وإخفاء (عصا مهدي)، ونقصد عصا الأستاذ “مهدي إبراهيم” القيادي البارز في المؤتمر الوطني والنائب البرلماني المعروف.. المضحك في الأمر أن العصا لم تخرج من تحت قبة البرلمان، لكن المحزن الاتهامات التي ستطيح بأحد الرجلين.
(4)
إعدام الأمير “تركي بن سعود بن تركي بن سعود الكبير” في المملكة العربية السعودية الشقيقة، خبر كبير بكل المقاييس، وربما كان محزناً لأفراد أسرته وهو الأمير الشاب الذي لم يتجاوز الحادية والعشرين من عمره، وقد يكون محزناً لكثيرين، لكنه حمل معانٍ ودلالات عظيمة، أهمها أن عدالة السماء وشريعة الله تطبق في أرض الحرمين الشريفين، ولا تفرق بين أمير وخفير، ومنها أيضاً أن العدالة أخذت مسارها الطبيعي دون تدخلات من الأسرة المالكة لحث أسرة القتيل على التنازل وقبول الدية، وكان يمكن أن يحدث ذلك، هل علم الناس الآن لماذا يستقر نظام الحكم هناك؟ ليتهم علموا وتعلموا.