تدابير صغيرة .. ما يزال الفهم قاصراً .. !!
{ما زالت أجهزة الدولة الرسمية المعنية بالإعلام تحتاج إلى كفاءات وقدرات وأذكياء يعرفون الفرق بين مباني الكلمات ومعانيها، يستطيعون خدمة الفكرة والمشروع بطرق غير تقليدية، ويفهمون أن الدولة في هذا الظرف الدقيق الحساس تحتاج إلى رسائل كثيفة في كل الاتجاهات، تحمل معانٍ ذات قيمة ودلالاتٍ مفادها أن المرحلة القادمة مختلفة، كما قال بذلك الرئيس “البشير” قبل أيام في حديثه الفطن لصاحب (الألوان).
{ولا شك أن هناك بين ثنايا السلطة، من لم تسرهم النهايات السعيدة للحوار الوطني، ولا تسعدهم مخرجاته، ولا يريدون لها أن ترى النور، وتصبح حقيقة وواقعاً، لا يختلفون عن معارضي الحركات وتحالف الإجماع النائم، سوى في أسباب رفض الحوار وتسفيه مخرجاته، لكل أسبابه ولكن الهدف واحد، كما كان هدف الانفصاليين الشماليين، والانفصاليين الجنوبيين ومن وراءهم من لوبيات الكنيسة والصهيونية والمخابرات .
{لكن رافضي ومعوقي الحوار سواء بالقول أو بالفعل ومن ضمنهم الضائقون بالحرية، المستهدفون للأقلام، سيخسرون الجولة في خاتمة المطاف، أو ستدور الدائرة على الجميع، لكنهم لا يقرأون التاريخ، ولم يستوعبوا حديث “البشير” عن سبب سقوط بعض الأنظمة العربية في ثورات الربيع، وهو (الكبت السياسي والإعلامي) .
{أرجو أن يستوعب السادة القائمون على أمر الإعلام في بلادنا أن زمن التحكم والسيطرة المركزية انتهى بدخول (قاذفات) جديدة يصعب السيطرة عليها، اسمها (الواتس اب) و(الفيس بوك)، فزاويتي هذه تقرأ في (الواتس) ملايين المرات في اليوم الواحد، نحن ننشرها على النسخة الورقية والإلكترونية ونحن ما زلنا نصنع الحدث ونوجه الرأي العام، ولكن آليات التوجيه اكتسبت ميزة إضافية سريعة وقاطعة للمسافات وعابرة للقارات، من خلال إعادة نسخ مقالاتنا ومقالات غيرنا عبر تطبيق (الواتس اب) !!
{دعونا من هذه التدابير الصغيرة، ولا تضايقوا من خدموا هذه الدولة وساندوها أكثر منكم، ودون ميزانيات (مليارية).