رأي

ربع مقال

ليس هكذا  أيها الأطباء .. !!
خالد حسن لقمان
 
هكذا ودون أي تمرحل منطقي تطورت أحداث الوضع الصحي والعلاجي بمستشفيات الخرطوم  لإضراب شامل للأطباء بكل مستشفيات الولاية .. خلال الفترات الفائتة من تاريخ البلاد الثوري وانتفاضاتها الشعبية  كانت آخر مرحلة تنبئ الناس عن دخول الأوضاع الثورية إلى مرحلتها النهائية، بحيث لا يبقى هنالك منفذ لعودة أو تراجع .. هو إعلان الأطباء عن انضمامهم إلي صفوف المضربين من أصحاب المهن بالخدمة المدنية، بحيث يصبح هذا هو الحلقة الأخيرة لمسلسل الإضرابات والمشهد الأخير من أحداث المواجهة مع السلطات. ولعبقرية هذا الشعب المعلم فقد كانت معالجات الأطباء لأوضاعهم خلال انقطاعهم عن العمل فيها حكمة كبيرة، بحيث لا يؤثر ذلك على منافذ الطوارئ والحوادث والتي يوضع لها برنامج ورديات خاصة وطارئة تخرج وإلى حد ما (مقبول للبعض). من أضربوا من دائرة الاتهام باختراق وتجاوز قسم المهنة الذي يمنع الطبيب من التوقف أو الامتناع عن مساعدة مريض في أي ظرف كان .. خلال هذا الإضراب الأخير فوجئ الناس بوضع  من عدم التنظيم  لا يرقى للمستوى المطلوب  كما فيه عدم وضوح لطبيعة  الإضراب نفسه .. هل هو إضراب سياسي له أهدافه أم  مهني مطلبي مثل غيره من إضرابات القطاعات الأخرى ..  لأنه ليس من المنطقي في الحالة الأخيرة أن يطالب من قام به بقية الناس بتحمل تبعاته .. وأي تبعات ؟؟  إنه الموت لمن لا يجد العلاج الفوري .. دافعوا عن أنفسكم بأفضل من هذا أيها  الأطباء .!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية