شهادتي لله

فرنسا (العنصرية) برواية بريطانية !!

{قبل أن تتحدث الخارجية الفرنسية بإنسانية مصطنعة عن ضرورة إجراء تحقيق حول استخدام الجيش السوداني لأسلحة كيماوية ضد المتمردين في مناطق “جبل مرة”، فعليها أن تطالب جهات الاختصاص في حكومتها بإحسان معاملة اللاجئين السوريين والأفارقة وغيرهم من القادمين من دول العالم الثالث، توهماً بأن يجدوا الأمان والإنسانية والعيش الرغد والرزق الوفير على أرض الدولة “الفرنسية”.
{ولكن خاب ظنهم، وانهارت كل قصور أحلامهم وأبراج آمالهم، فوجدوا أنفسهم في حظائر حيوانات تحت نظر ومعرفة الحكومة الفرنسية !!
{فرنسا (العنصرية) التي انفجرت قنابل عنصريتها القميئة فور تعرضها لهجمات لا يسأل عنها مواطنون فرنسيون أبرياء، كل جرمهم أن أصولهم أفريقية أو من دول عربية وإسلامية، هذه الفرنسا غير مؤهلة أخلاقياً لذرف دموع التماسيح ومشاعر العطف والحنان على أهل دارفور الذين تحرروا أخيراً من أسر حركة عسكرية متمردة يقودها “عبد الواحد نور” الذي توفر له الحكومة الفرنسية الإقامة ووثائق السفر، وتنفق عليه وعلى الحركات المسلحة الأخرى المكونة للجبهة الثورية المعارضة لحكومة السودان ملايين اليوروات !! 
{ما الفرق بين الذين فجروا صحيفة “شارلي إيبدو” وقتلوا العشرات في “باريس” أو الذي استهدف الأبرياء من المواطنين والسياح على شاطئ مدينة “نيس” الراقدة على البحر المتوسط، ومتمردي الحركات المسلحة في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق الذين يستهدفون المدن والقرى بالصواريخ والمدفعية الثقيلة من أعالي الجبال ؟!
{قد لا يبدو  – بالنسبة للفرنسيين – هناك وجه للمقارنة والشبه بين هؤلاء وأولئك، ولكن بالنسبة لآخرين هنا في السودان أن المعتدين بالسلاح على المدنيين تصنيفهم واحد، وهو أنهم جميعاً (خارجون على القانون)، سواء كان ذلك قانوناً فرنسياً أو سودانياً، علماً بأن كثيراً من القوانين السودانية استندت على القانونين الفرنسي والبريطاني في العديد من المواضع. 
{فالذين تستضيفهم فرنسا برعاية الخارجية الفرنسية الخرقاء من (حملة السلاح) ومفجري المدن والقرى في بلادنا، قتلوا (عشرات الآلاف) من الأبرياء في مختلف مناطق النزاع في أطراف السودان منذ ثمانينيات القرن المنصرم في جبال النوبة، وابتداءً من العام 2003 في دارفور، بينما قتل مفجرو “شارلي إيبدو” ومواقع أخرى في “باريس” في السابع من شهر يناير عام 2015  ما لا يتجاوز (20) قتيلاً  !
{فرنسا التي تسيء معاملة اللاجئين الذين يلجأون إليها إحساناً للظن فيها وفي معاييرها الإنسانية، عليها أن تراجع سياساتها الخارجية وتعلم أنها تسير على طريق أمريكا الخاطئ، خلافاً لدول أوربية أخرى عديدة لم تتعرض يوماً لاعتداءات المتطرفين الإرهابيين .
{عن أحوال اللاجئين في فرنسا نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية في نوفمبر 2015م تقريراً مطولاً بقلم “سوزان مور” عن ما أسمته (الأوضاع المأساوية) التي يعانيها اللاجئون في مخيم “دنكيرك” بفرنسا، قائلة إنه ليس بمخيم بل مستنقع وحقل طين وخيام ممزقة ليس بها مرافق ضرورية للإنسان، ويلفه الخوف والبرد الذي يسري في العظام .
{وقالت المحررة: إن المخيم لا يلبي أياً من معايير الأمم المتحدة لضرورات العيش الإنساني. ووصفت حال اللاجئين بأنهم (مثل المحبوس في المصيدة الذي يمكن أن يقوم بأي فعل يائس). وأضافت أن أساليب العيش التي يقسرون عليها تعرضهم للإصابات بالجروح والكسور، وأمراض الجهاز التنفسي والالتهابات المعوية مع انتشار الفئران والحشرات !!
{تلك هي فرنسا (الحنونة) برواية بريطانية .. فَلِم تتجرأ علينا، وتتمثل الإنسانية، وتدعي البحث عن الحقيقة والعدالة والعيش الكريم لأهلنا في السودان ؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية