رأي

فوق رأي

الأشياء كما لا تبدو
هناء إبراهيم

مرات بنلقى صور فيها مشاكل، بس المشاكل دي ما محتاجة ضبط صورة، هي محتاجة ضبط نظر، ضبط إحساس وهيكل أخلاقي وإنساني..  الصورة سليمة ما فيها حاجة بس نحن شايفنها غلط..
حكى شاب أنه وبينما هو بالمواصلات جلس بالقرب من رجل كبير بالسن، وأن هذا الرجل ظل طول الطريق يسند رجله عليه (أخد راحتو) كما يقال في لكنة الوصف المتعارف عليه وأنه طول الطريق كان عايز يقول لهذا الرجل (لم رجلك شوية) بس بقي ساكت وما قال الكلمة دي، يقول الشاب لما وصلنا الموقف لقيت الرجل رجله مشلولة وبيمشي على رجل واحدة ففضلت أحمد ربنا إلى هذا اليوم أني لم أقل له تلك الجملة الجارحة التي كانت  بقلبي..
وقال آخر: ذهبت إلى كوريا الجنوبية وأول ما وصلت ركبت تاكسي وأعطيت السواق عنواناً معيناً هو وجهتي ومكان إقامتي، وبعد قليل لاحظت أن السواق قام بإيقاف العداد وكشخص مفتح وما بنضحك عليه سألته بلهجة تحذيرية: ليه وقفت العداد؟
فرد عليه الرجل بأدب وهدوء وأسف أنه فوت المكان المفروض يدخل منه وأنه مجبور يلف من مكان أبعد حوالي (7) كيلو وأن هذه غلطته هو لذا وقف العداد حتى لا يتحسب على سعادتك قروش زيادة دون وجه حق.. وظل يعتذر له مراراً وتكراراً على وقته الذي ضيعه له اللي هو بالكتير (7) دقائق..
شايف كيف..
صورة سائق التاكسي كانت واستمرت جميلة، بينما الغلط خيال الراكب..
زاوية سوء الظن كانت سيئة..
الأشياء التي نراها كما لا تبدو تعود علينا بخسائر أخلاقية فادحة..
المشاهد التي نصادفها في مواقف وأحداث الحياة، في المواصلات والأماكن العامة ونفترض لها سيناريو من نسج الخيال، تضعنا في خانة صعبة وحتة ضيقة أمام أنفسنا أولاً..
أقول قولي هذا من باب الملاحظة
…….. و
قلبي راح لي قلبك وقعد قبلو

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية