أخبار

خيار (التغيير)

} بعيداً عن الضجيج والضوضاء، لابد أن ننظر بتروٍّ حول الأوضاع السياسية في البلاد على أن نستصحب معنا الشخصيات الحاكمة، وتلك التي تقف على الرصيف وتنتهج أسلوبها العقيم في الإقناع من خلال أطروحات أكل عليها الدهر وشرب، حينها سندرك أن الفرق ما زال كبيراً، وأن النتيجة تبين أن المؤتمر الوطني سيظل الخيار الأمثل حتى هذه اللحظة.
} من يعتقدون أن الشعب السوداني بات لا يفكر في البديل غارقون في الوهم الأرعن، لأن التجارب في الدول العربية قد ضغطت على جرس التنبيه، وطالبت الشعوب الغاضبة أو الرافضة لبعض السياسات أن تفكر في المستقبل قبل اقتلاع المتواجد على دفة القيادة، لأن الهرج الذي صاحب مصر وليبيا وتبعات الثورة في تلك الدول قد أوضحت أن الصورة ضبابية وكارثية بكل المقايي.
} قال “روك بلانتور” في كتابه (السياسة ومعارضة الظل) إن الشعوب الواعية لن تنخرط مع معارضة هشة وغير مقنعة، خاصة إن كانت الثقة مفقودة بين الشخصيات المطروحة كبدائل، والمواطن الذي ينشد التغيير، لذلك فإن الأوضاع ستظل كما هي عليه مهما تعاظمت المشاكل واشتدت الأزمات من قبل المتواجدين على دفة القيادة.
} كثير من أهل السودان يتمعنون في البدائل بوعي مختلف، ويجيدون قراءة الخيارات السياسية بتفهم واستيعاب عالٍ، خاصة إن كان ضمن المطروحات أمثال “مبارك الفاضل” الذي تبين للكل أن السودان لن يقبل أن يمنح القيادة لأمثاله.
} وعندما يكتب “ياسر عرمان” بمناسبة عيد ميلاده البدعة الجديدة نتبين أن الأفكار العلمانية ما زالت تسيطر على الرجل رغم ادعائه بالألم المصنوع والحسرة المؤقتة باختياره طريقاً لا يشبهنا، ولا يمثل السودان واقعاً ومبادئ وقيماً ومنطقاً وحجة، وعليه فإن التغيير سيظل أنشودة وأحلاماً تعشعش في أذهان هؤلاء، ويصدقها (بعض) الغاضبين على النظام، ومن ثم تخلق نوعاً من الضجيج غير المجدي، وقد تطال الرموز والشخصيات، وتواصل مسلسل الاغتيال الأجوف والكذب الصراح، علها تطيب الخواطر وترطب الأفئدة المكتوية بالضغوط الخارجية التي يئست من الدعم المستمر بالعملة الصعبة دون أن تجد نتائج على أرض الواقع.
} قال الرئيس “عمر البشير” في خطابه بولاية القضارف أمس الأول إن بعض العملاء والمرتزقة قد استعدوا للدخول إلى القصر الجمهوري ورتبوا أحوالهم وملابسهم لإلقاء الخطب والبيانات التي تؤكد أن مشوارهم ومستقبل السودان سيكون مختلفاً.
} السودان لن يكون مثل بقية الدول العربية التي غيرت حكوماتها دون تأنٍّ أو انتظار أو ترقب أو تمعن في صحائف القادمين، أو التفكير في قادم مفيد، لذلك فإن الأوضاع ستظل كما هي عليه، وأرجو أن ينتبه العامة إلى أن هرطقات المعارضين في لندن وجنيف وغيرها من عواصم العالم التي يتاجرون فيها باسم السودان لن تجد طريقاً للواقع ولن تكون بديلاً مهما فعلت أو تحركت صوب القنوات، وحاولت تشويه صورة الدولة لمنظمات المجتمع المدني وغيرها من مسميات الغرب الأرعن.
} طالبوا بالإصلاحات الممكنة وعضدوا على أيادي المتواجدين علها تكون البدايات لإصلاحات واسعة وتعديلات وتبديلات تعيننا جميعاً على سد الثغرات وتغطية السلبيات والتفكير الجاد في المعالجات التي تضعنا في مصاف الدول من حولنا، وتذكروا جيداً أن الرياح التي تحاول عبثاً أن تمر عبر السودان مصنوعة بأيادٍ ملوثة بالعمالة والارتزاق المتخصصة في هدم استقرار الدول المسلمة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية