شهادتي لله

السلام عند (كتبة قطاع الشمال)..!!

{ ليس من الحكمة، ولا من الفطنة، ولا من الكياسة ولا من السياسة، أن تحمل الحكومة – أي حكومة – ملفاتها، وتولي شطر “أديس أبابا” أو “الدوحة” أو غيرهما من العواصم، للتفاوض مع أي (مجموعة) من شذاذ الآفاق حملت السلاح، بحجة واهية ومبرر مكرور يردده الضعفاء والمضطربون كثيراً، مفاده أن (الحرب لن تحل قضية)!!
{ ومن قال لكم إن الحرب تحل قضية؟! ومن قال لكم إننا دعاة حرب، وأعداء سلام؟!
{ فقط دلونا على طريق السلام الصحيح.. خبِّرونا عن مكانه، وزمانه ورجاله..
{ هل السيد “ياسر عرمان” بكل تاريخه وسوءاته (السياسية) المعلومة للجميع، معلومة للسيد “الصادق المهدي”، والسيد “محمد عثمان الميرغني” قبل “البشير” و”علي عثمان”، هل هو رجل يمكنه أن يقود للسلام؟!
{ وأي سلام هذا الذي نسعى إليه؟ ما هي شروطه.. ومواصفاته ومطلوباته؟ سلام تتوقف فيه العمليات الحربية من أطراف “تلودي” و”كاودا”، لتنتقل إلى شارع الموردة وحي المهندسين كما حدث في عملية (حرب الشوارع) التي تمت حول مساكن قوات (حركة مناوي) بأم درمان؟! السلام الذي جعل قيادة قوات الشرطة تدفع (بدبابات) لحماية قسم شرطة (الأوسط) بأم درمان خوفاً من (هجمة مرتدة) من قوات الحركة، بأم درمان، ولأول مرة في تاريخ (البقعة) منذ أن دخلها الإمام “المهدي” في العام 1885؟!
{ متى كانت الحكومة تحمي أقسام الشرطة (بالدبابات) قبل عهد سلام “مناوي” و”عرمان” و”مالك عقار” و”عبد العزيز الحلو”؟!
{ متى كان أهل “أركويت” و”المعمورة” يسمعون قعقعة السلاح يجرح سكون الليل في الخرطوم، قبل أن تجاورهم حراسات (الجيش الشعبي)، من مقر إقامة “باقان” إلى سكن العميد “ياسر جعفر”؟!
{ هل السلام المقصود، هو توقف العمليات في جنوب كردفان، وقد توقفت في جنوب النيل الأزرق بصلابة القوات المسلحة السودانية؟! تتوقف العمليات، لتظل “كاودا” وغيرها من البقاع (مغلقة) بجدار (الجيش الشعبي) الأسوأ من الجدار الإسرائيلي (العازل) لستة سنوات أخرى، مثلما كانت (مغلقة) في وجوه (ولاة) المؤتمر الوطني طوال الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام، وكأنها لم تكن جزءاً من السودان؟! (في العام 2006 تم منع موكب (الوالي بالإنابة) الدكتور “عيسى بشري” من دخول “كاودا” وعلى بعد عشرات الكيلو مترات من المنطقة بواسطة حاجز عسكري تابع للجيش الشعبي، رغم أن الموكب كان يضم وزراء تابعين للحركة الشعبية وسكرتيرها السياسي بالولاية، ولكنهم كانوا يمثلون علينا ويضحكون على دقوننا، وكنت والأستاذان يوسف عبد المنان والصادق الرزيقي شهوداً على تلك (المهزلة) في أحراش جبال النوبة، وعدنا خائبين بعد ساعات من الانتظار على بوابات الجيش الشعبي)!!
{ هل هذا هو السلام الذي تريدونه..؟ السلام الذي تنصب فيه (الحركة الشعبية) لافتاتها الملغومة التحريضية والعدائية ضد زيارة النائب الأول للرئيس الأستاذ “علي عثمان محمد طه” الذي نادوه ذات يوم بلقب (بطل السلام)، تنصبها في استاد “الدمازين” بإشراف (الوالي) “مالك عقار” ليتم إلغاء (برنامج الاستاد) ويغادر “طه” الولاية، لتخرج بعض الصحف (الممولة حكومياً) بعنوان رئيس في اليوم التالي يقول: (هل هرب “طه” من كمين استاد الدمازين؟!).
{ وإذا كانت قيادات الدولة تهرب من (الكمائن) في (حواضر) ولايات البلاد، وإذا كان الرصاص يقعقع في شارع الموردة، وحي المهندسين، و”الكلاكلة” و”المعمورة”، فأين كان هذا السلام الذي يطالب به بعض (كتبة قطاع الشمال) أصدقاء “عرمان” وسدنة السفارات الأوربية؟!
{ أئمة المساجد ليسوا مسؤولين، ولا مُكلفين، لا شرعاً، ولا قانوناً، بحمل السلاح لقتال بضع مليشيات من (المرتزقة) تتقافز بين جيوب كردفان، ودارفور، ما دامت للدولة قوات مسلحة قادرة ومقتدرة، عدة وعتاداً، وإلاّ لما كانت (أبراج) قيادتها العامة بالخرطوم تفوق كل مباني رئاسات أعظم جيوش المنطقة العربية والأفريقية، بما فيها “مصر” و”أثيوبيا”.. أكبر جيشين في أفريقيا!!
{ مثلما تم حسم (المعركة) في النيل الأزرق على يد اللواء الركن “يحيى محمد خير” في “الدمازين” فهرب “عقار” عابراً الحدود، ينبغي حسم المعركة، وقصم ظهر (الجيش الشعبي) في جنوب كردفان، من بعد ذلك، فليعد “عرمان” وكل (الجرذان) للسودان كمواطنين (عاديين جداً)، لهم حق ممارسة العمل السياسي والكتابة في الصحف إن أرادوا.
{ هذا هو الحل، أن تتصدى القوات المسلحة لمسؤولياتها تماماً دون أدنى تأثر بسياسات (المؤتمر الوطني) المتخبطة طلوعاً ونزولاً، ثم إن باب الحوار مفتوح للجميع، بالعمل السياسي، لا بابتزاز السلاح.
{ الحوار أولى به الإمام “الصادق المهدي” ومولانا “الميرغني” و(الاتحاديون) الرافضون للحكومة، والوطنيون من (الشيوعيين) واليساريين، الحوار أولى به المعتقلون الآن في حراسات الأمن، الذين احتجوا على الزيادات في أسعار المحروقات، وهذا حقهم.. الحوار أولى به الصغيرة المحتجزة “مروة التيجاني” المُغرَّر بها بواسطة جماعات (اليسار الانتهازي الكذوب).
{ لا حاجة للوطني في محاورة حملة الجوازات البريطانية والأمريكية واليوغندية “عرمان” و”عقار” و”الحلو”.
{ وإذا كان لا بد من حوارهم، فإن المطلوب من الدكتور “كمال عبيد” إسداء النصح إليهم بأنهم أخطأوا في حق الوطن، وأن عليهم أن يعتذروا ويعودوا – إن أرادوا – مواطنين مسالمين بلا مليشيات، لا حكاماً، ولا جنرالات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية