(المجهر) تقف على تداعيات الهزة الأرضية في بعض المناطق بالخرطوم
مدير الجيولوجيا يكشف تأثيرات الهزة
الخرطوم ــ أمل أبو القاسم ــ هبة محمود
أثار الخبر الذي خرجت به الصحف صباح أمس عن الهزة الأرضية التي حدثت في عدد من المناطق بولاية الخرطوم جبل أولياء وبعض أحياء شرق النيل (دار السلام المغاربة، والفيحاء، والهدى)، أثار ردود أفعال واسعة، لأن الحدث نادر الوقوع ولا يحدث إلا بين فترة وأخرى المسافة الزمنية بينها طويلة اللهم إلا من تلك التي تحدث في مناطق العالم وتنتهي بكوارث مخلفة عدداً من الضحايا والإصابات والخسائر المادية، (المجهر) وللوقف على ردود أفعال المواطنين القاطنين بتلك المناطق قامت بزيارتهم، إلا إنها تفاجأت بأن السواد الأعظم منهم لم يعِ أو يسمع بالهزة التي حدثت مساء (الاثنين)، والتي لم تستمر سوى ثوانٍ قدرت بالثماني، اللهم إلا قلة منهم مستدعين في حديثهم الهزة التي حدثت قبل أعوام خلت في ذات المناطق، وهو يؤكد ما ذهبت إليه الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية على لسان مديرها في حديثه لـ(المجهر) مستصحباً الأسباب التي تؤدي إلى هكذا هزات ومن ثم كيفية التحوطات.
سريان الحياة بشكل طبيعي
وخلال الجولة التي قامت بها الصحيفة في المناطق المذكورة بشرق النيل، لاحظت هدوء الحياة وسريانها بشكل طبيعي، فبدأنا أولى محطاتنا بحي الفيحاء وتوقفنا لسؤال عدد من المارة وأصحاب المحال من القاطنين، إلا إنهم جميعاً ابدوا دهشتهم بسماعهم الخبر لأول مرة وأنهم لم يشعروا بشيء، إذ ربما الثماني ثواني مدة الهزة لم تترك أثراً يذكر ولم يشعر بها إلا من كانوا جلوساً على الأرض.
هنالك من استشعر الهزة
تركنا هؤلاء ويممنا وجهنا شطر حي (دار السلام المغاربة)، وقبل أن نصل إليه وعند قرية السمك التي تعج بالزبائن والرواد وقفنا وسألنا بعض الداخلين والخارجين فنفوا معرفتهم بالخبر نفسه، ناهيك عن استشعارها، لكن أخيراً وجدنا ضالتنا التي تبينت وشعرت بالهزة، فعند راكوبة مجاورة لقرية السمك والتي اتخذتها واحدة من السيدات لبيع الشاي وقد تحلق حولها عدد قليل من الزبائن، وبعد سؤالنا انبرى أحد الجالسين “عبد الهادي” والذي بحد تعريفه يسكن حي الجامعة، قال نعم شعرت بالهزة لكنها كانت بسيطة جداً ولم تتجاوز الثواني، ولعل إحساسه بالهزة نبع من كونه كان جالساً على الأرض وهو يتحدث بجواله.
سبق وأن وقعت هزة
أثناء حديثنا مع “عبد الهادي” ولج اثنان من رجال المرور وشاركانا الحديث ومن خلاله اتضح أنهما لم يشعرا بالهزة التي حدثت مساء (الاثنين)، لكنهما قرآ عنها في الصحف، غير أنهما و”عبد الهادي” قالوا إن هزة أرضية واضحة حدثت قبل سنوات مضت في المنطقة منتصف النهار، وأمّن “عبد الهادي” على حديثهما وقال إنه وقتها كان يسكن “دار السلام المغاربة” ومن شدة هزتها فقد بدأت الأواني والكبابي بالدولاب ترتج وتتزحزح من مكانها، وهذا ما يؤكد إفادة الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية من أن الهزات التي تحدث تستهدف مناطق بعينها وفق معطيات بعينها.
السبب التصدعات
أرجع المدير العام للهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية د.”محمد أبو فاطمة عبد الله” الهزة الأرضية التي ضربت منطقة جبل أولياء وشرق النيل مساء (الاثنين) الماضي، إلى التصدعات الموجودة بمنطقة جبال النوبة، لافتاً إلى أن المنطقة التي ضربتها الهزة تعتبر مناطق هزات بسيطة، مؤكدا لـ(المجهر) حدوث هزات سابقة بالمنطقة نفسها في العام 1967 وأخرى في التسعينيات بمنطقة جبل طورية في أم درمان.
وفي ذات السياق عزا “أبو فاطمة” الهزات الأرضية التي ضربت كلاً من دولتي (تنزانيا) في 13 سبتمبر الحالي و(مصر) في 19 سبتمبر تزامناً مع حدوث هزتنا الأرضية، إلى فوارق قارية عابرة للحدود من غرب أفريقيا إلى شرقها، وقطع بوجود مجموعة من العوامل تكمن وراء ما أسماها بثورة الزلازل على سطح الأرض وارتباطها بعوامل داخلية بتكوين الأرض، مصنفاً قوة الزلازل بحسب قوتها (مقياس ريختر)، إلى ضعيفة وتكون بواقع (3.5) درجة بمقياس ريختر، وهي هزة لا يكاد يحس بها أحد، أما القليلة فهي التي يشعر بها أناس قليلون وتحدث بقوة (4.2) درجة، فيما يشعر بالمعتدلة المشاة وهي بقوة (4.3) درجة، وصولاً إلى المفجعة التي تحدث دماراً كاملاً وهي التي تقع بقوة (8.9 ) درجة بمقياس ريختر.