الديوان

(المرارة ) .. وجبة مجهولة الهوية والتاريخ

ارتبطت بعيد الأضحى
الخرطوم ـ محمد جمال قندول
ثمة بعض العادات في عيد الأضحى محل تساؤل وجدل دائم من ضمنها أكل اللحوم النية على غرار (أم المرارة)، وهناك ايضا أم فتفت ، التى لايرتبط أكلها بوقت اومناسبة معينة . وهي لحوم  يتم تناولها نيئة ، دون أن تشوى أو تطبخ، والمرارة تعد واحدا من الاطباق الرئيسية في فطور السودانيين صباح يوم عيد الاضحي  .
ولكن تظل وجبة (المرارة وأم فتفت) أو اللحوم غير المطبوخة من الوجبات التي تثير الاسئلة بشأن اصلها وتاريخها ووقت ظهورها ،واحتلالها لموقعها في قائمة الطعام السوداني  .
(1)
الأستاذ الإعلامي “عبد الله رزق” يرى في حديثه لـ(المجهر) أن أكل اللحوم النية، ام فتفت والمرارة ، هي جزء مما تبقى  من مخلفات مائدة الانسان الاول ،والعصور القديمة ، وربما من العصر الحجري ، اي قبل اكتشاف النار . التي سبقت اكتشاف النار على أيام الإنسان الأول .
ويواصل أ.”عبد الله رزق ” حديثه ويضيف: إن وجبة المرارة ، تطورت عبر الحقب الزمنية المختلفة، وأضيفت لها البهارات والمقبلات، لتناسب الاذواق ، لتصبح في نهاية الامر ، جزء رئيسيا من المائدة السودانية. ولأن المرارة ، تؤخذ من بطن الخروف ، عكس ام فتفت ، التى تؤخذ من بطن البقر، فقد ارتبطت المرارة ، بذبح الاضاحي ، من الضان ، وارتبطت بمناسبة عيد الضحية ، دون ان يكون لها ، اي بعد او مغزي طقسي ، أي ارتباط بالمناسبة الدينية للمسلمين .
(2)
(المرارة) والتي تحتوي على الكبدة مستخرجة من لحم الضان، بينما وجبة (أم فتفت) مستخرجة من لحم العجالي، وأيضاً من اللحوم النية التي تؤكل.. كبدة الإبل، ويعد تناول المرارة ، واحدة من العادات التي تشكل ملامح عيد الأضحى ،ويكاد يكون من النادر رؤية صينية في أي منزل أول أيام العيد لا تحتوي على طبق (المرارة) ومعها (الشطة).
غير أن خبير الأغذية د.”عثمان أبو الريش” قال لـ(المجهر): إن هذه الوجبات التي تشكل عادات وتقاليد لدينا، تحمل خطورة كبيرة جداً على صحة الإنسان وتسبب العديد من حالات الوفيات، وذلك لأن اللحوم غير المطبوخة تحتوي على كم عالٍ من البكتريا. ويرى “أبو الريش” أنه ينبغي علينا كسودانيين أن نراجع البعض من عاداتنا ومن ضمنها وجبات المرارة و(أم فتفت).
(2)
وبحسب تقرير أمريكي، فإن أكل اللحوم غير المطبوخة يتسبب في 900,000 حالة وفاة سنوياً، ويكلف علاج من يصابون بأمراض بسبب أكل اللحوم غير المطبوخة جيداً الخزينة الأمريكية (12) مليار دولار.
أما الباحث الاجتماعي د. “علي آدم” فيقول لـ(المجهر): إن عيد الأضحى يمثل للسودانيين  مناسبة لظهور العديد من المشاهد حتى تكتمل فرحة العيد، ويواصل حديثه ويقول : إن وجبة (المرارة وأم فتفت) ومعهما مشروب (الشربوت) من أهم الأضلاع التي ترتكز عليها صينية الفطور بالعيد، وستطرد قائلا : أن  وجبة المرارة ليس لديها تقدير زمني كامل، لظهورها في المائدة السودانية ، ولكن أنا شخصياً منذ أن ولدت بالسودان وجدتها من الوجبات الرئيسية في سفرة العيد.
ويتفق د.”علي” مع فرضية  الإعلامي عبد الله رزق ، بأنها قد تكون من مخلفات  العصور القديمة مما يرجح بأنها قد تكون وجبة أساسية لدى إنسان ما قبل اكتشاف النار .
بينما قال المواطن “رامي يوسف” في إفادته: إن المرارة تعد من الوجبات المحبذة له وللكثير من السودانيين، وتمثل فاكهة صينية الفطور.
أما العم “شرف الدين كوشة” فقد قال في إفادة مقتضبة : “نحن من قمنا بنلقى المرارة دي في السفرة وبدونا ما بنحس بعيد الأضحى”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية