أخبار

حديث النهود

} اختار “عبد القادر منعم منصور” أمير عموم قبائل حمر.. المطالبة جهراً بقيام ولاية وسط كردفان وعاصمتها النهود.. وتخير الأمير “عبد القادر” تعبئة واسعة في أوساط قبائل حمر قبل زيارة الرئيس – الأسبوع الماضي – وجهر الأمير “عبد القادر” علناً بمطالب أهله وعشيرته، بينما توارت قيادات سياسية كبيرة ومتنفذة في الدولة والحزب بعيداً عن ساحة المطالبة المباشرة.. ولكنهم يؤيدون بالطبع قيام الولاية.. إلا أن ارتباطهم الوظيفي والسياسي والتنظيمي قد حال دون الجهر بمواقفهم الحقيقية.. وإلا الأمير “عبد القادر” الذي يتكئ على سند أهلي وعشائري واسع وشجاعة في الطرح جعلته يتحدث علناً بضرورة قيام الولاية.. ولكن ماذا يفسر صمت الرئيس وتجاهله التام لمطالب الأمير “عبد القادر”؟؟.. هل يمثل الصمت قبولاً؟؟.. أم رفضاً مبطناً لطريقة عرض الأمير “عبد القادر” خاصة حديثه غير اللائق حينما زعم أن الحكومة قد منحت الرزيقات ولاية في الضعين.. والفور ولاية في زالنجي، والمساليت ولاية في الجنينة.. وفي هذا العام طالب زعيم قبلي آخر هو الشيخ “موسى هلال” بولاية تضم مناطق مستريحة وكبكابية.. وفي ذات الوقت طالب ناشطون في الواتساب والفيسبوك من أبناء المحليات الشرقية بجنوب كردفان بولاية شرقية.. وتردد أيضاً في دوائر الجزيرة مطالبة محلية المناقل بولاية مستقلة عن الجزيرة.. ولم يملك كل هؤلاء شجاعة الأمير “عبد القادر” في التعبير الصارخ عن رؤيته التي تقول إن تعداد سكان المحليات الست مليون وأربعمائة ألف نسمة، وإنهم يسحقون ولاية مستقلة عن غرب كردفان.. وسكان المحليات الست يشكلون طيفاً اجتماعياً عريضاً من قبائل شتى.. ولا تعتبر ولاية مثل شرق دارفور ولاية للرزيقات، نعم يشكل الرزيقات أغلبية، ولكن هناك البرقد والمعاليا والبيقو والدينكا.. وداخل قبيلة الرزيقات هناك تكوينات عرقية متعددة.. ولذلك الإدعاء بأن ولاية شرق دارفور هي ولاية الرزيقات يمثل تجديفاً مفارقاً للواقع.. والذي ينظر اليوم لتكوين حكومة الضعين يجد الرزيقات أضعف حلقة في الحكومة من حيث التمثيل.. وأما وسط دارفور فإن الشرتاي “جعفر عبد الحكم” حقق نجاحه كوالٍ احتفظ بمقعده وسط أهله وعشيرته لعدله وحكمته.. واستيعاب حكومته للطيف القبلي بزالنجي من الرزيقات والمسيرية والفور والأرنقا.. وحتى الجلابة من وسط وشمال السودان.. وما كان لأمير قبائل حمر وليست قبيلة حمر.. أن يتحدث بما يفرق ولا يجمع ويثير حفيظة آخرين من أهله المسيرية الذين يتشاركون مع أهلهم الحمر الكلأ والزرع.. ونصيبهم في الحكم والثروة ربما أقل مما حصلت عليه المحليات الست في شمال الولاية، وقد أثبت الوالي “أبو القاسم الأمين بركة” حكمة وكياسة وفطنة حينما ترك لأهل المحليات الست التعبير عن أشواقهم علناً أمام الرئيس، لأن مطالبهم لا علاقة لها بما حدث في غرب كردفان، وقد قالها الأمير “عبد القادر” إنهم لا يبحثون عن تنمية ولا عن خدمات بقدر أن مطالبهم حق قيام ولايتهم، وفي ذلك إقرار بأن حكومة الوالي “بركة” قدمت التنمية والخدمات، ولكن للمنطقة قضية أكبر وأهم من ذلك.
إن مطالب وأشواق المحليات الست قد وضعت المركز على المحك.. هل يستجيب لرغبات المواطنين الذين تمت تعبئتهم من قبل الأمير.. أم يتم تجاهل مطلبهم بالصمت أم بخروج قيادات من ذات القبيلة تجهر برؤية مغايرة لما طرحه الأمير “عبد القادر” إن كانت تستطيع ذلك..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية