اقتصاد

مناطق العودة الطوعية بشمال دارفور … الماء هو الحياة

بتوجيه من نائب الرئيس محليات (امبرو – كرنوي – الطينة)  تنتعش من جديد بعد تأهيل (30) مضخة مياه وحفر (14) آبار مياه وتركيب (11) محطة مياه بالطاقة الشمسية
الخرطوم ـ رقية أبو شوك
مشروعات البني التحتية والتي على رأسها المياه تأتي في المقام الأول لإحداث الحراك الاقتصادي ومن ثم الاستقرار وسط المجمعات السكنية، فالاستثمار مثلاً بحاجة كبيرة إلى مشروعات البني التحتية من مياه وكهرباء وطرق، وذلك إذا أردنا استثماراً ناجحاً، لأن هذه الأشياء من شأنها أن تؤدي إلى استقرار الجهة التي تبحث عن الاستثمار، وعندما تجد هذه المقومات التي نعتبرها أساسية نجد أن وراء هذا العمل استثمار ناجح سواءً كان استثماراً زراعياً أو صناعياً.
أقول هذا والكثير من مناطق السودان مازالت بحاجة إلى مقومات أساسية.. فقط من أجل الاستقرار.. فعندما نوفر الماء مثلاً في ولايات دارفور فإن هذا سيؤدي إلى الاستقرار والعودة الطوعية للذين نزحوا بحثاً عن الماء ومقومات الحياة الأخرى، الآن وحدة مياه الشرب والصرف الصحي التابعة لوزارة الموارد المائية والري والكهرباء والتي أنشئت في العام 2012م، تحت مسمى (الهيئة) بعد أن تحوَّل اسمها – الآن- إلى وحدة نفذت الكثير من الآبار والحفائر وتركيب عدد من الصهاريج بعدد من محليات دارفور.
(المجهر) جلست مع المدير العام للوحدة المهندس “محمد حسن محمود عمار” ونائبه المهندس “عادل عبد الفتاح سيد أحمد” والمهندس “مضوي إبراهيم” والذين حدثونا عن ماتم وانعكاساته في الاستقرار، بالإضافة إلى الخطة المستقبلية والدروس المستفادة من هذا العمل الذي نحسب أنه عمل كبير، والذي بدأ بعمل مسوحات مشتركة وزيارات ميدانية لتحديد الاحتياجات بالمحليات الثلاث بولاية شمال دارفور.
المدير العام للوحدة أكد أن هذا العمل جاء بناءً على التوجيهات العليا للاستجابة للعودة الطوعية بمحليات (الطينة، أم برو وكرنوي)، مشيراً إلى أنه وبناءً على هذه التوجيهات فقد تم عمل مسوحات مشتركة وزيارات ميدانية لتحديد الاحتياجات بالمحليات الثلاث.
لهذه الأسباب اهتمت الدولة بالعودة الطوعية
تعتبر مناطق (امبرو، كرنوي والطينة) من المناطق المهمة بشمال دارفور ومركزاً تجارياً مهماً لمناطق (دار زغاوة)، ورغم أنها تقع في مناطق صحراوية قاسية إلا أنها من المناطق الغنية جداً بالثروة الحيوانية، وتربط السودان، تشاد، النيجر، ليبيا وأفريقيا الوسطى، ومن هذه الأهمية كان اهتمام الدولة ببرنامج العودة الطوعية وتنمية وتطوير تلك المناطق عبر إيجاد وسائل السلامة التي تجعل هذه المجتمعات مستقرة تعيش في سلام وأمان وتهتم بثروتها الحيوانية وتكون مجتمعات مؤثرة تسهم في التعايش السلمي بالمنطقة، ومن هذا المنطق كانت عملية توفير مياه الشرب من أهم تلك الوسائل خصوصاً بعد الهجرة والنزوح التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية بسبب الحروبات، وبعد السلام والعودة الطوعية جاءت عملية الاهتمام بتوفير مياه من الشرب من رئاسة الجمهورية عبر وحدة مياه الشرب والصرف الصحي بوزارة الموارد المائية والري والكهرباء، واحدة من أهم المؤشرات المشجعة للعودة الطوعية،
إلى ذلك فقد تم إجراء عدد من الدراسات لـ(30) موقعاً من جملة (10) لكل محلية، كما تم تأهيل وصيانة (32) مضخة يدوية بواقع (10) لكل من (أمبرو وكرنوي) و(12) بالطينة وتم تركيب (13) محطة بالطاقة الشمسية من جملة (18) فيما يجري العمل في تركيب المتبقي بواقع    (6) بكل محلية وحفر (18) موقعاً من جملة (18) بالطينة وتركيب (12) صهريجاً (4) بكل محلية.
كل هذا العمل انعكس إيجاباً في العودة الطوعية بعد أن تم تدريب المواطنين على التشغيل والصيانة الذين أبدوا فرحتهم الكبيرة بهذا الإنجاز الذي تم في مجال المياه.
الدروس المستفادة
نعم، هناك دروساً مستفادة من هذا العمل والذي كان له أثره في برنامج العودة الطوعية، خاصة وأن الماء هو مصدر للسلامة بين المواطنين، كما أنه يعتبر مؤشر صحي لعدم حدوث أي نزاعات،
فالعمل لم يكن قاصراً على شمال دارفور، بل ولايات جنوب دارفور ووسط دارفور وكردفان.
//

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية