كمال عبيد: قطاع الشمال غير جاد وورقته تتحدث عن إعادة توحيد السودان
أكد الدكتور كمال عبيد، رئيس وفد الحكومة للمفاوضات حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، إن وفد الحركة الشعبية – قطاع الشمال- غير جاد وليس لديه رغبة في الوصول إلى سلام واستقرار وما فيه خير مواطني المنطقتين. وقال د. عبيد، لـ (المجهر) من مقر المفاوضات في أديس أبابا أمس، إن الورقة التفاوضية للحركة التي تسلمها وفد الحكومة عبر الوساطة الإفريقية تحوي سطراً ونصفاً فقط عن مشاكل النيل الأزرق وجنوب كردفان، بينما تتحدث (16) سطراً أخرى عن العلاقة بين الشمال والجنوب.
وكشف رئيس وفد الحكومة للمفاوضات أن ورقة – قطاع الشمال- أشارت إلى ضرورة العمل على إعادة توحيد السودانيين (الشمالي) و(الجنوبي)، وطالبت بإصلاح دستوري وتحديد العلاقة بين المركز والأقاليم.
وأوضح د. عبيد أن الحركة تريد إنتاج (نيفاشا) ثانية، مستغلة قضايا أهل جبال النوبة والنيل الأزرق، ووجه رئيس وفد الحكومة انتقادات لاذعة لوفد القطاع، وقال:(إنهم يسعون لتحقيق أجندتهم الشخصية، ولا شأن لهم بمشكلات جنوب كردفان والنيل الأزرق)، موضحاً أن وفد الحكومة ابلغ الوساطة بأن الحركة غير جادة في الوصول إلى أي حلول.
في المنحى ذاته اتهم مجدداً قطاع الشمال بمواصلة عرقلة التفاوض بطرحه لقضايا لا تختص بأجندة التفاوض الخاص بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.
وأكد عبيد، اتجاه ورقة قطاع الشمال إلى قضايا أخرى ليست لها علاقة مع المنطقتين، واصفاً إياها أجندة سياسية بعيدة عن هموم المنطقتين، مبيناً أن ورقة القطاع اقترحت تكوين لجان مماثلة لمعالجة ما أدعته مظالم مناطق دارفور، شرق السودان، (السدود)، شمال كردفان ومشروع الجزيرة!
إلي ذلك استنكرت القوى السياسية بشدة ما سمَّته إقحام قطاع الشمال بالحركة الشعبية بتكوين لجان مماثلة للنظر في قضايا الشرق ودارفور والشمالية (السدود) ومشروع الجزيرة وشمال كردفان وغيرها، مؤكدين أن هذا المطالب تعتبر تكتيكاً مبكّراً لإفراغ المفاوضات المرتقبة من مضمونها، ومحاولة لإفشالها وعرقلتها قبل أن تبدأ سعياً للوصول إلى إنهاء المدة المحددة من مجلس الأمن الدولى.
وقال القيادي بكتلة نواب دارفور بالبرلمان، عبد المنعم أمبدي، إن طلب قطاع الشمال بإدخال خمسة قضايا مختلفة لمناطق بعينها هي محاولة من الحركة لتشتيت جهود الحكومة في عملية التفاوض، مبيناً أن المناطق المشار إليها ليست لها علاقة بالمناطق الثلاث، وأكد أن المناطق محل التفاوض خضعت لبروتوكول مشترك، داعياً الحكومة إلى عدم الاستجابة لمطالب قطاع الشمال، وزاد قائلاً :(على الحكومة أن تدرك أن قطاع الشمال لا يريد التوصل إلى حلول).
من جانبه وصف القيادي بالمؤتمر الوطني، البروفسور الأمين دفع الله، قيادات قطاع الشمال بغير المؤهلة سياسياً للتفاوض، وأكد أن ما يقوله حول القضايا المشار إليها مردود عليه، وأن القطاع يفرض أجندة شخصية فقط ولا تمثل الولايات التي أتوا من أجلها.
من جانبه اعتبر عبد الله موسى، القيادي بجبهة الشرق، التفاوض من حيث المبدأ مع قطاع الشمال بادرة إيجابية لإيقاف آلة الحرب، مبيناً أن قضايا الشرق قد حُسمت في اتفاق خاص بها ومن غير المنطقي إقحام قطاع الشمال لقضايا تم حسمها من قبل عبر اتفاقيات معلومة.
وأكد أن إقحام الحركة الشعبية لعدد من المناطق ربما يؤدي إلى عرقلة المفاوضات التي استبشر الناس بها خيراً لأجل الوصول إلى سلام ينهي حالة الاحتقان الماثلة.