مدير مشرحة مستشفى أم درمان: معدلات الجريمة تنخفض في رمضان
ابتدر البروفيسور “جمال يوسف” مدير مشرحة مستشفى أم درمان سنواته الأولى مع رمضان في (مصر) التي درس بها الإعدادية، وعن تلك الأيام حكا “د. جمال” عن أن أسرته رغم إقامتها في مصر، إلا أنها ظلت متمسكة بالمأكولات والمشروبات الرمضانية السودانية.
وأضاف: كنت مسؤولاً عن إحضار الفول والطعمية بصورة يومية، وفي العاشر من (أحد الرمضانات، ذهبت لإنجاز مهمتي، لكنني لم أجد (سيد الفول)، فوجئت بالشوارع خالية من المارة، فعدت أدراجي خاوي الوعاء، حينها لم أكن أدرك سبب خلو الشوارع، لكن وأثناء الإفطار أذاع التلفزيون خبراً عن نشوب حرب، إنها حرب أكتوبر.
(1)
وعن ذكرياته مع الوجبات السودانية في قاهرة المعز قال “د. جمال” العصيدة والكسرة كانتا أساسيتين، والأخيرة كنا نجلبها من السفارة السودانية بمصر، حيثُ كنا نشتريها من مواطن نوبى يدعي “سمير”، ولإعدادها كنا نجلب (الخمار) ودقيق الذرة من السودان، واستطرد: هذا إلى جانب الآبري الأبيض والأحمر، قبل أن يستدرك قائلاً: على فكرة أسرتنا كانت بتحب الآبري جداً، وأنا كنت مسؤولاً من خرط العجين أثناء عواسته، يعني كنت (بكتل الابري)، ثم شرع شارحاً صناعة الآبري شرح خبير مقتدر.
(2)
ومن القاهرة كانت روسيا هي وجهة “د. جمال” حيثُ قضى هناك 21 عاماً بالتمام والكمال، ورمضان في روسيا بحسب “د. جمال”، يختلف تماماً عن مصر والسودان، وأضاف: رغم أننا كنا كسودانيين مقيمين في روسيا نحرص أن نفطر جماعة بذات الوجبات السودانية، إضافة إلى بعض الوجبات الروسية.
رمضان كان يأتي في الغالب في الصيف (شهر يونيو) ولأن نهار الصيف الروسي طويل، والشمس لا تغيب فقد كنا مضطرين للصيام (21 ساعة) منذ طلوع الشمس إلى غروبها، واستطرد: لكن في إحدى السنوات التي صادف فيها رمضان (أبو 21 ساعة) الامتحانات، تمكنا من الحصول على فتوى من الأزهر الشريف مفادها أن الإمساك يكون وفقاً لأقرب دولة إسلامية، فكانت تركيا ملاذنا الآمن، فصرنا نفطر حوالي الثامنة مساءً، أي بعد صلاة العصر مباشرة.
(3)
يواصل “د. جمال” ذكرياته الرمضانية، فيقول: في السنوات الأخيرة، اختلف رمضان في السودان كثيراً عما كان عليه، حيث خلت الشوارع من اللمة، وغاب مشهد التكافل، واختفت عادة الرحمتات، و(كورة الفخار) التي تخلط فيها الفاكهة بطريقة أشبه بـ(الخشاف)، أما الآن فكل (زول) يلزم بيته، ونجتمع مرات كعائلة.
وبصفته طبيب شرعي، كشف “د. جمال” عن أن معدل الجريمة والحوادث يقل كثيراً في رمضان، وتحديداً هذا العام، وأضاف: إلى الآن تسير الأمور على ما يرام. أما عن أبشع حادثة موت شهدها في رمضان وعلقت بذهنه قال إنها حادثة الطفلة “ريماز” التي اغتصبت وقتلت ثاني أيام رمضان من العام المنصرم، فقد كانت بشعة من كل النواحي، كونها وقعت في رمضان، والضحية طفلة لم تتجاوز الست سنوات.