أصغر برلمانية "سهام حسن" في إفادات جريئة لـ(المجهر)
وزير العدل افتكرني صحفية وقال لي اليوم مافي تصريحات
المؤتمر الوطني لم يخل لنا سوى دائرة رئيس الحزب
لا غضاضة في مطالبة النواب بزيادة مرتباتهم لأنهم يمثلون الشعب
كنت كادراً سياسياً نشطاً لكن لم أتوقع دخولي البرلمان
البرلمان السوداني به العديد من الأشياء التي لا تنسى، وفي البرلمان الحالي برزت النائبة البرلمانية “سهام حسن حسب الله” من ولاية شمال دارفور التي تخرجت في جامعة زالنجي كلية التربية كأصغر نائبة ممثلة لحزب التحرير والعدالة الذي ولد قبل (45) يوماً من الانتخابات، ودافعت “سهام” عن حزبها الجديد وقالت إنه يمثل السودان وليس ولاية دارفور فقط، وعبرت عن حزنها لأنها لم تستطع خلال العام والربع من عمر الدورة البرلمانية تقديم ما يساعد على رفاهية الشعب، وطالبت النواب بنزع ثوب الحزبية داخل قبة البرلمان وتذكر القسم الذي أدوه.. فإلى مضابط الحوار..
حوار- وليد النور
{ من أنت؟
_ “سهام حسن حسب الله” عضو المجلس الوطني عن قائمة المرأة القومية حزب التحرير العدالة. أصلاً من ولاية شمال دارفور، تخرجت في العام 2006م من جامعة زالنجي تربية (فيزياء)، وأثناء الجامعة دارستي الجامعية كنت كادراً سياسياً نشطاً في حركة تحرير السودان جناح “أحمد عبد الشافي”، وحالياً أصغر نائب في البرلمان المنتخب في العام 2016م.
{ لكن “أحمد عبد الشافي” غادر مغاضباً إلى أمريكا لماذا بقيتم؟
_ بقينا لأننا نمثل اتفاقية “الدوحة”.
{ كيف دخلت القائمة النسبية؟
_ دخولي الانتخابات بموجب اتفاقية “الدوحة” الموقعة بين الحكومة والحركات المسلحة في دارفور في العام 2011م بالعاصمة القطرية الدوحة وبعد أن تحولت الحركة إلى حزب سياسي انضممت إلى حزب التحرير والعدالة بقيادة “أبو قردة” ورشحتني قيادة الحزب في قوائم المرأة ولاية شمال دارفور وفزت بالمقعد، لأنني كنت على رأس قائمة المرأة القومية بترتيب الـ(128).
{ كنت ناشطة في أركان النقاش بالجامعات وتتحدثين عن ظلم الدولة والآن أصبحت جزءاً من هيئة تشريعية في البلاد.. هل لمست الفرق بين حديث الأركان والممارسة الحقيقية؟
_ عندما كنا نناقش المواضيع السياسية في الجامعة والمنابر الطلابية، حينها لم تكن الحركات معترفاً بها ولم توقع الاتفاقية، لكن البرلمان له لوائح وتشريعات تلزمك بالحديث في مسار القضية المتداولة، والآن الحديث من أجل الشعب، وهذه هي الثقة التي منحنا لها، وندافع عن حقوقه في كل بقاع السودان لأننا قوميون وجئنا لكل السودان.
{ هل كنت تتوقعين دخولك البرلمان في يوم من الأيام؟
_ أبداً، لم أضع في حساباتي أن أدخل البرلمان، لكن قيادة الحزب رأت أن ترشحني لدخول الانتخابات وعندما اتخذ الحزب قرار الانتخابات لم أشعر بالخوف لأننا لا نمتلك قواعد عريضة على مستوى البلاد منذ أن كنا حركة، ودخلنا الانتخابات بثقة تامة كتنظيم سياسي وحزب عمره (45) يوماً قبل الانتخابات.
{ أين القواعد التي تتحدثين عنها وحزبكم دخل في الفراغ الذي تركه لكم الحزب الحاكم وحزبكم لم يكمل إجراءات تسجيله بعد عند قيام الانتخابات؟
_ لم يفرغ لنا حزب المؤتمر الوطني دوائر ما عدا دائرة رئيس الحزب، أما الدوائر الأخرى التي تحصلنا عليها كانت برغبة الشعب سواء على مستوى المجالس التشريعية أو النسبية وقوائم المرأة.
{هنالك صورة سالبة عند المواطنين للنواب البرلمانيين فهو لا يرى منهم سوى التصفيق ومدح بيانات الوزراء حتى الشعب حفظ هذه التسميات (بيان ضافٍ.. وبيان كذا)؟
_ نحن كنواب قدمتنا الأحزاب للبرلمان ولم نصفق داخل قبة البرلمان، وهنالك دليل عافية لأن بعض النواب يطالبون بحقوق الشعب بثقة تامة داخل البرلمان ويتم استدعاء الوزراء في مشاكل أمنية وسياسية واجتماعية.
{ المثل الشعبي عندنا يقول (المرأة لو بقت فأس ما بتكسر الرأس) والآن النساء يمثلن نسبة (30%) من عضوية البرلمان ولكن لا أثر لهن ولم يسمع لهن صوت لا سيما في القضايا التي تخص المرأة على سبيل المثال مشاكل “بائعات الشاي”؟
_ هذه المقولة غير واقعية حالياً لأنه توجد نساء أصبحن رئيسات، دول والمرأة السودانية تحرص على أداء دورها ومشاركتها في اتخاذ القرار، وهنالك قوانين كثيرة في الشؤون الاجتماعية تحفظ للمرأة حقوقها لكن حدة الفقر مفروضة بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على البلاد، وبالتالي عجز الدولة عن سداد الديون، وفي الميزانية العام 2016م العجز كان بسبب فشل وزارة المالية في إدارة الأزمة الاقتصادية بالبلاد.
{ كيف ذلك ووزير المالية قال إن النواب يتحدثون دون دراية عن الاقتصاد؟
_ لا نتحدث دون دراية، نحن نعرف في الاقتصاد.. لا يمكن لدولة تنتج ذهب ولا تستطيع تسويقه أو شراءه عبر بنك السودان المركزي سوى عبر التخزين من أجل أن ينافس به عالمياً لحل الأزمة الاقتصادية.
{ لو كنت رئيسة للبرلمان بذات الوضع ماذا ستفعلين؟
_ سأتخلى عن توجهاتي الحزبية لأن أي نائب داخل البرلمان يجب أن يكون قومياً، لأن مسؤوليته مباشرة أمام الناخبين والقسم الذي أداه، لكن المؤسف أن الأغلبية الساحقة بعد أداء القسم تركن إلى سياسات تنظيمها السياسي.
{ هنالك من يتهمك بأنك تتحدثين في البرلمان بنفس لغة أركان النقاش؟
_ بالعكس أنا تحدثت في قضايا عديدة واستدعيت وزير الدفاع في مسألة أمنية تخص الشعب السوداني، وكل مداخلاتي لم تخرج عن نص اللائحة، ولو حدث ذلك لأوقفني رئيس البرلمان.
{ المسألة التي استدعيت فيها وزير الدفاع في قضية تخص ولاية دارفور ولكن لم تستدعه لقضية في كسلا أو سنكات؟
_ الاستدعاء لجهة مخصصة لأن الحدث وقع في ولاية دارفور، وكانت مسألة شائكة في حق الشعب، في الوقت الذي يدعى فيه لإصلاح الدولة لذلك أنا استدعيت وزير الدفاع. ولو هنالك حدث في الولايات الأخرى سأستدعي الوزير لأنني قومية، وأنا استدعيته لهذه القضية لأنها وقعت في ولاية دارفور.
{ الآن كل الوسائط والسودانيين في مجالسهم يتحدثون عن الفساد ولم نسمع بنائب في البرلمان تقدم باستدعاء لمحاسبة “زيد” أو “عبيد” من الوزراء في قضية تخص وزارته بالرغم من أن تقرير المراجع العام قدم تفاصيل بأسماء؟
_ السودان أصبح فيه فساد ظاهري وليس مخفياً، وعلى وزارة العدل القيام بدورها وتقديم المفسدين للقضاء. هنالك استدعاء تم لـ”المطيع” مدير هيئة الحج والعمرة.
{ ليس “المطيع” وحده.. التقرير الذي قدمه مولانا “أبو زيد” شمل ملفات كثيرة.
_ أنت سألت لماذا لم يتم استدعاء في البرلمان وقلت لك تم استدعاء “المطيع”.
{ الشارع يقول إن هنالك نواباً يدخلون وهم غير ملمين بالقوانين ويغردون خارج السرب؟
_ بالعكس العضو البرلماني أثناء التداول يتحدث وفق مضابط ولائحة، وأي نائب يجب أن يكون مطلعاً على القوانين واللوائح ويتحدث على أساسها.
{ طالب النواب بزيادة مرتباتهم ولم يطالبوا بزيادة مرتبات الموظفين؟
_ لا يوجد نائب طالب بزيادة مرتبه، بل إنهم طالبوا بحقوق العاملين، وورد في واحد من بنود الموازنة زيادة أجور العاملين بالدولة وتمت إجازته. لكن وزارة المالية لم تنفذ.
{ أنا حضرت جلسة تحدث فيها نائب برلماني موجهاً حديثه لرئيس البرلمان بضرورة زيادة أجور ومرتبات النواب وأنهم أصبحوا يسهون في الصلاة بسبب عدم زيادة المرتبات؟
_ هذه رؤية نائب، ومن حقه أن يوصل رسالته، لكن ليس معنى أن نائباً قال كذا أن يدخل هذا في حيز التنفيذ، والبرلماني من حقه أن توفق له الدولة أوضاعه باعتباره يمثل الشعب، وأنا لا أرى غضاضة في زيادة المرتبات، وإذا زادوا البرلمانيين ستتم زيادة الجميع.
{ البرلمان يقيم ندوات وورش كثيرة جداً في إطار سن تشريعات لكن هذه التوصيات تكتب وتظل محفوظة في الأدراج من غير متابعة لتوصياتها؟
_ مسؤولية متابعة توصيات الورش تقع على رؤساء اللجان، وهم يمثلون، والنائب من حقه أن يحث رئيس اللجنة.
{ الآن مر أكثر من عام وربع على البرلمان.. كنائب برلماني هل أنت راضية عن ما قدمته؟
_ أنا كنائب برلماني وحسب الثقة التي قدمها لي الشعب السوداني أرى أنني لم أقدم له أي شيء. من المفترض خلال السنة الماضية أن نوفر للشعب حياة كريمة بجانب مساعدة الأطفال المشردين والمتسولين الموجودين في البلاد.
{ ولكن هذه مهمة الجهاز التنفيذي؟
_ صحيح، ولكن هذه رؤيتي كنائب برلماني على الأقل كان يمكنني طرح مبادرات تقلل من أعداد العاطلين عن العمل من الخريجين، ونحن كتشريعيين على الأقل كنا نرى ما ينتج عن الإصلاح وأن يكون هنالك سلام دائم في النيل الأزرق وكردفان ودارفور.
{ أنتم حزب التحرير والعدالة أتيتم باسم النازحين في المعسكرات واللاجئين لكنكم لم تجتهدوا لقيادة مبادرات؟
_ هنالك سلطة إقليمية وهي جهاز قائم بذاته.
{ الآن السلطة الإقليمية انتهت ووقعت الحركات المسلحة الدارفورية و(نداء السودان) على اتفاق خارطة الطريق.. ما هو موقفكم من الحركات التي تأخرت؟
_ نحن نرحب بتوقيع الحركات على خارطة الطريق، وندعو للسلام لأن الحرب أخذت الكثير سواء من دارفور أو كردفان أو النيل الأزرق أو جبهة الشرق.
{ هنالك اتهام لكم كحزب تحرير وعدالة.. بأن الأموال التي جاءت من المانحين تم صرفها على الجانب الإداري في شكل عربات وسلطة إقليمية وحتى القرى التي شيدت لم يسكنها أحد؟
_ السلطة الإقليمية هي سلطة رابعة في الدولة، وهنالك رئيس للسلطة مسؤول عنها مسؤولية مباشرة، ورئاسة السلطة نفسها فيها جهات اختصاص، وهنالك صندوق إعادة الإعمار وهو المسؤول عن تنفيذ المشروعات والقرى التي بنيت وكيفية إدارة المشروعات، وهذه مسألة مؤسسة وليست لها علاقة بالحزب.
{ رؤيتك لمستقبل البرلمان.. هل سيستطيع إجازة كل المشاريع والقوانين التي تساعد الجهاز التنفيذي على توفير حياة كريمة للشعب؟
_ أنا في رأيي يجب في المرحلة القادمة أن يكون هنالك تغيير، لأن النواب أنفسهم غير راضين عن ما تم في المرحلة السابقة.
{ ترشيحك للبرلمان كان على حساب أخريات أكثر منك خبرة في الحزب؟
_ أنا قدمتني المؤسسة ولم أقدم نفسي.. وأنا لا أرى أنني صعدت على حساب أخريات.
{ هل تعرضت لأي موقف باعتبارك أصغر عضو في البرلمان؟
_ نعم.. هنالك موقف طريف مع وزير العدل الحالي في أول جلسة وكان معي “برطم” و”عجبين” عندما سلمنا عليه نظر إليّ وقال: (اليوم ليس لديّ تصريح) باعتباري صحفية، ولكن تم تنبيهه إلى أنني نائب بالبرلمان.. وموقف آخر في أول يوم لي في البرلمان كنت أجلس في أول صف وواحدة من النائبات بالمؤتمر الوطني طالبتني بمغادرة مكاني وقالت: (الصحفيين مكانهم في المقاعد الخلفية).. والحقيقة أن كثيرين ظنوا أنني صحفية ولكن بعد ذلك عرفوا.
{ وأيهما أفضل لك صحفية أم نائبة برلمانية؟
_ في رأيي الوظيفتان على قدر من الأهمية، وتقريباً المهمة، واحدة الصحفي من خلال قلمه والبرلماني من خلال مداخلته.