رأي

مسألة مستعجلة

شعب يدمن الشاي!!
نجل الدين ادم
لن يخطر ببال أحد أننا أكثر شعب يدمن شراب الشاي والقهوة إلا عندما نلحظ الانتشار الكبير (لستات) الشاي على الأرصفة والأسواق والأماكن العامة. قبل سنوات خلت لم يبلغ الإدمان هذا المدى الذي نحن عليه اليوم!.
أدعو كل شخص وهو داخل المركبة التي تقله إلى منزله أن ينظر على امتداد الطريق الذي يمر به مساءً، سوف يجد العشرات من ستات الشاي و(عدة) الشغل متراصة بالقرب مع بعضها البعض لدرجة أنك تسأل نفسك.. هل بإمكان كل هذا الكم من (ستات) الشاي أن ينلن الكسب المجزي من هذه المهنة؟، الإجابة نعم فقد أصبحت هناك حالة إدمان شديد لشراب الشاي، كباية واحدة لا تكفي رغم حالة الغلاء وارتفاع سعر كباية الشاي والقهوة، ليس الشباب وحده من يدمن هذا الشراب بل في بعض الأحيان يتقدمهم الشيب، أصحاب السيارات الفخمة تجدهم جميعاً يتنافسون من يملك مالاً ومن لا يملك على تناول كباية شاي أو كوب قهوة (مضبوطة).
يبدو أن تناول الشاي على هذه الشاكلة والبعض من الناس يخرج من منزله حيث تتوفر كباية الشاي والقهوة ليقصد ست الشاي التي تقرب منزله لاحتساء كباية رغم أن الشاي هو الشاي!، يبدو أن التناول أصبح مختلفاً شيئاً فبات محل ستات الشاي جزءاً من أماكن الترفيه وتغيير الجو بل واحداً من الأماكن السياحية، فرغم أن أعداد (ستات) الشاي كبيرة إلا أنهن جميعاً يتكسبن أرباحاً عالية تفوق أي عمل حر في أحيان كثيرة.
وأنا أمر أمس بالقرب من مقابر الأندلس التي تقع شرق الكلاكلة شرق حيث تتراص عربات النقل الكبيرة المتخصصة في نقل الطوب والتراب والخرصانة، فإذا بي ألحظ أكثر من (20) ست شاي في حين أن عدد العربات التي تعمل هناك لا تتجاوز هذا الرقم. وسألت نفسي هل تعمل كل واحدة من هؤلاء النسوة (قصاد) زبون واحد؟!، فالمعادلة التي تعرفت عليها أن سائقاً واحداً من هؤلاء قد يحتسي نحو (15) كباية شاي وقهوة أو تزيد بجانب أن أي زبون أو زبونين قادم يمكن أن يحتسي خمس كبايات، هنا يمكن أن تكون معادلة الكسب واقعية.
وفي شارع النيل فإن عينك لا ترى إلا الانتشار الكبير والمتزايد لستات الشاي في شكل سياحي حيث الكراسي العالية المتراصة، ويبلغ سعر كباية الشاي السادة أكثر من خمس جنيهات وشاي اللبن والقهوة (10) جنيهات، ومع ذلك يتدافع الناس صوب هذا الشاي العجيب.
على أية حال هنيئاً لستات هذا الشاي هذا الرواج العالي للشاي والقهوة التي يجذبن بها الزبائن.
 تنتعش هذه السياحة الجديدة والتي هي بالضرورة ترفيه عن الكثيرين والمحليات تأبى إلا أن تطارد هؤلاء النسوة!، لو كنت مسؤولاً لوضعت ستات الشاي أمام هذا الإقبال المتنامي من الجمهور على رأس الممولين لميزانية المحلية، أرجو أن ننظر لهذه (التقليعة) بزاوية أخرى وهؤلاء النسوة يكفين الحكومة شرور الانفجار داخل المنازل وفي الشارع العام!.
أتمنى أن تلتقط ولاية الخرطوم مبادرة البحث في تفاصيل مهنة مختلفة، يكون كسبها جماعي بدلاً من التعامل مع النساء بتعسف!.
 والله المستعان

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية