رأي

ربع مقال

“الشافعي”.. صمت ونطق وهمس!!
         خالد حسن لقمان
   
عرف الأمام “الشافعي” بأنه كان في زمانه من أكثر من امتلك ناصية الشعر، لكنه تركه وآثر التفرغ للعلم والفقه وهو من يقول في هذا:
لولا الشعر بالعلماء يزري
لكنت اليوم أشعر من لبيد..
وأشجع في الورى من كل ليث وآل مهلب وبني يزيد..
ولعل من أجمل ما جاء به هذا الإمام الجليل:
ندم وحزن هز كل كياني        فانساب دمعي واستكان لساني
النفس حيرى والذنوب كثيرة        والعمر يمضي والحياة ثواني
يا نفس كفي عن معاصيك التي        كادت تميت الحس في وجداني
أنسيت أن الموت آت، فاجمعي        يا نفس من طيب ومن إحسان
أنا لست أخشى الموت بل أخشى الذي    بعد الممات، وعسرة السؤلان
ماذا أقول إذا فقدت إرادتي        وتكلمت بعدي يدي ولساني
ماذا.. وكل جوارحي تحكي بما صنعت    ولست بعالم النسيان
أخشاك يا شمس الشتاء فكيف لا    أخشى العذاب وحرقة النيران
أنا يا إلهي حائر فتولني        ولأنت تهدي حيرة الحيران
أنا إن عصيت فهذا لأني غافل        ولقد علمت عواقب العصيان
أنا إن عصيت فهذا لأني ظالم        والظلم صنع من يد الإنسان
لكنك الغفار فاغفر ما جنت        نفسي على نفسي فأنت الحاني
أشكو إليك ضآلتي ومذلتي            فارفع بفضلك ما أذل زماني
أدعوك في صمتي، وفي نطقي        وفي همسي بقلب دائم الخفقان
أدعوك فاقبل دعوتي وارفع بها شأني        وكن لي يا عظيم الشان
لك في الفؤاد مهابة ومحبة            يا من بحبك يستضيء كياني
أنا يا إلهي عائد من وحدتي        أنا هارب من كثرة الأشجان
من لي سواك يجيرني ويعيدني        من عالم الأهواء.. والشيطان
سدت بوجهي كل أبواب المنى        فأتيت بابك طالب الغفران
 يا رب إني قد أتيتك تائباً            فاقبل بعفوك توبة الندمان

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية