رأي

المشهد السياسي

التوقيع على خارطة الطريق وما بعده
موسى يعقوب
مساء أمس الأول (الاثنين) شهدت العاصمة الإثيوبية التوقيع على خارطة الطريق التي وقعت الحكومة السودانية عليها من قبل وظلت قوى المعارضة السياسية والمسلحة تتخذ منها عصى للملعب سياسياً، في وقت قدرت فيه القوى الخارجية أن الظرف مع المتغيرات وفي أولها الحوار الوطني الداخلي الذي وصل إلى غاياته، والأوضاع في دولة جنوب السودان التي كانت تشكل ملجأً ومعيناً للحركات المتمردة.
قوى (نداء السودان) المعارضة ومن أشهر رموزها السيد “الصادق المهدي” زعيم حزب الأمة القومي والسيد “مالك عقار” زعيم الحركة الشعبية، والدكتور “جبريل إبراهيم” زعيم العدل والمساواة و”مني أركو مناوي” رئيس حركة تحرير السودان المتمردة في دارفور، وقعت مجتمعة على خريطة الطريق التي تعد خطوة كبيرة على الطريق والانضمام إلى الحوار الوطني والمجتمعي الذي اكتملت فصوله ومخرجاته. وكانت جلسته قبل الأخيرة قبل يومين في قاعة الصداقة محل وقوف وإشادة بما تم من الجميع ومؤسسات الحوار ولجانه تقدم تقاريرها وخواتيم أعمالها التي لم تغلق الباب على من يلحق بها من الممانعين، ليدلي بدلوه قبل المؤتمر العام للحوار في العاشر من أكتوبر القادم.
وليس ذلك فحسب وإنما كانت هناك مبادرات بتهيئة الأجواء للحاق بالحوار ممن ما زالوا على رصيف الممانعة والمقاطعة وأن هدأ روعهم وبدأت تظهر منهم في تصريحاتهم وإفاداتهم إشارات القبول بما تم في مؤتمر الحوار الوطني والمجتمعي حتى الآن.. فالسودان بشهادة الجميع (ساسة ومفكرين) في حاجة أو حاجة بالغة للمخرجات الحوارية التي ستعين على الدستور الدائم والدولة النامية المستقرة، وقد قصد بتهيئة الأجواء إطلاق سراح المعتقلين والمسجونين الذي رحب به السيد الرئيس في الجلسة. وقال إنه نافذ بالفعل ولا يوجد معتقلون أو مساجين.
الجلسة الحوارية المذكورة ورغم غياب الأمين العام للمؤتمر الشعبي الذي غيبه الموت وهو حق، فإن حضور الأمين العام الجديد – الشيخ “السنوسي” – وكانت له كلمته التي وجدت قبولاً كبيراً لدى الحضور والرأي العام. وكذلك كان شأن السيد “مبارك الفاضل” ومساعد رئيس الجمهورية “عبد الرحمن الصادق المهدي” الذي دعا والده إلى الخروج من الغيبة الطويلة التي لا تشبهه وهو إمام ومفكر أم درماني.. وأعقب ذلك بين السيدين “عبد الرحمن” و”مبارك” عناق وتبادل تحايا. فقد دعا السيد “مبارك الفاضل” أيضاً السيد الإمام للحضور واللحاق بركب الحوار والعمل الصالح من أجل البلاد والعباد.
لقد تبادل الكثيرون في تلك الجلسة وجهات نظرهم في ما سمعوا وقدم إليهم من تقارير من السيد السكرتير العام والسيد رئيس المؤسسة التنسيقية – “أحمد سعد عمر” والبروفيسور “حسين أبو صالح” رئيس لجنة الحوار المجتمعي.
إن الاتفاق في لجان الحوار ومؤسساته على (98%) من مخرجات البحث والفكر والتداول حول الهموم الوطنية كما جاء في خلاصة تلك التقارير، يطمئن الجميع على أن السودان بخير وخرج من دوامة الخلافات السياسية والمجتمعية، والمعنيون فيه الآن يلجون إلى مجال الحوار والتفاكر وتأسيس المنافع والمصالح على التفاهم والاتفاق.
فإن كان الاتفاق على الاستقلال التام في البرلمان في التاسع عشر من ديسمبر 1955 هو المناسبة القومية الأولى التي جمعت بين الأحزاب الاتحادية – الاتحاد مع مصر والأحزاب الاستقلالية (الاستقلال التام) عن الدولتين المستعمرتين، فإن الحوار الوطني والمجتمعي يشكل الآن تلك المرجعية لا سيما بعد توقيع أحزاب المعارضة (نداء السودان) على خارطة الطريق المختلف عليها سياسياً، والدخول بعد ذلك في التفاهمات مع لجان (7+7) المنبثقة عن مؤسسات الحوار الوطني والممثلة له.
إن نجاح العمل الحواري الذي يجري بين جماعات (نداء السودان) الموقعة مع الحكومة على (خارطة الطريق) وما تبعها من إجراءات وترتيبات، يعني أن المهمة الحوارية الوطنية التي عكف عليها المواطنون منذ فترة ليست بالقصيرة، قد شارفت على النهاية والاكتمال بعد شهرين من الآن تقريباً – أي في 10 أكتوبر 2016 القادم.
وذلك، لا ريب، بعد وصول الجماعة الموقعة على الخريطة مع (7+7) على نتائج تصل بالتطلعات والتصريحات إلى غاياتها مما سيكون له أثره ودفعة بالنسبة للآخرين الذين ما زالوا في (قاعة الانتظار) ولهم تطلعاتهم.
اليسار (الاشتراكي) إجمالاً ويذكر بالاسم الحزب الشيوعي السوداني بعد مؤتمره العام السادس قبل أيام وعودة أمينه العام السابق المهندس “الخطيب” إلى منصب السكرتير العام للحزب في الحقبة الجديدة، ما انفكوا على ما هم عليه من رأي سالب في الحوار الوطني منطلقاً ومبادرة ثم مخرجات.
ومن ذلك تصريحات السيد “الخطيب” الأخيرة.
في المشهد السياسي السابق (الأحد) الماضي قلنا إن الحزب الشيوعي (لم يحسبها صاح..!) ويبدو أن الأمر ما يزال كذلك لا سيما وأن عودة “المهدي” و”جبريل” و”عقار” وربما آخرين، باتت وشيكة وعندئذٍ لا توجد قوى السيد “أبو عيسى” و”أمين مكي مدني” الذي هو الآن في “أديس أبابا” ضمن من غادروا إلى هناك، في إطار الحملة الأفريقية والدولية للخروج من أزمة الممانعة والجلوس في الرصيف التي طالت واستطالها الجميع.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية