نائب رئيس حزب الأمة القومي الفريق "صديق إسماعيل" لـ(المجهر)
بعد الاجتماع التحضيري بأديس أبابا سننتقل جميعاً لإعمار الحوار الوطني بالداخل
“الصادق المهدي” سيعود في الأيام القادمة بعد أن اتخذ الحزب قراراً بهذا الخصوص
نعم.. تدخل المجتمع الدولي بدبلوماسية ومارس ضغوطاً ناعمة على كل الأطراف
من حق مريم الصادق أن تترشح لرئاسة الحزب لكن ….
أبو عيسى يعيش خارج الواقع وسيظل هكذا حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً..!
انشغلت الساحة السياسية خلال هذه الأيام بتوقيع قوى (نداء السودان) على خارطة الطريق التي تضم حزب الأمة وحركتي العدل والمساواة بقيادة دكتور “جبريل إبراهيم” وتحرير السودان بقيادة “مني أركو مناوي” والحركة الشعبية شمال بعد أن رفضت التوقيع عليها في وقت سابق. لكن يبدو أن الضغوط الدولية التي تعرضت لها قوى (نداء السودان) قادتها لهذا التوقيع، ومن المتوقع أن تقودها إلى الانضمام لطاولة الحوار الوطني طالما هذه الضغوط مورست بغرض إحداث تسوية سياسية، يمكن أن تؤدي لمشاركة القوى المعارضة المؤثرة في السلطة، وتتحقق بذلك نظرية الهبوط الناعم التي تجد الدعم الدولي كبديل لإسقاط النظام بالقوة.
كما أن حزب الأمة القومي لم يخف رغبته في أن يكون جزءاً من الحوار الذي خرج منه في وقت سابق، وظهر ذلك من خلال تصريحات كان قد أطلقها رئيسه “الصادق المهدي” من قبل، قال فيها إن مخرجات الحوار حوت ما طرحوه من مطالب، كما تزامن إعلان الحزب عن عودة رئيسه الإمام “الصادق المهدي” إلى البلاد مع التوقيع على خارطة الطريق، وقد يدخل حزب الأمة القومي هذه المرة الحوار بقوة أكبر وفق ضمانات دولية وإقليمية.. (المجهر) حاولت قراءة المشهد السياسي بعد توقيع قوى (نداء السودان) على الخارطة الأفريقية التي تمهد الطريق للحوار الوطني مع حزب الأمة القومي بوصفه من القوى الموقعة، فالتقت نائب رئيس حزب الأمة الفريق “صديق إسماعيل”.. فماذا قال؟؟
حوار ـــ محمد جمال قندول
{ كيف تنظر إلى تطورات الأوضاع السياسية عقب التوقيع على خارطة الطريق الذي شاركتم فيه بأديس أبابا أمس الأول (الاثنين)؟
ـــ أعتقد أن ما تم في الأمس هو أعظم إنجاز وهدية للشعب السوداني، وهو ثمرة ما زرعناه في باريس في الثامن من أغسطس بالعام 2014.. ولاحظوا التاريخ.. بعد مرور عامين تأتي ذات القوى التي اجتمعت في باريس وتوقع على خارطة الطريق في الثامن من أغسطس 2016. ونحن نرى أن التوقيع يعني أن اتفاقية باريس قد أثمرت، وأكدت للعالم أنه إنجاز سوداني خالص لمصلحة الوطن والمواطن، الذي تحمل كثيراً، وهو طريق للسلام.
{ أنتم ظللتم ترفضون التوقيع على خارطة الطريق لفترة طويلة.. وبالأمس قبلتم بما كنتم ترفضونه.. ما دواعي ذلك الرفض؟ ألا يعكس هذا الأمر تناقضاً وتخبطاً في مواقف حزب الأمة القومي؟
ــ نحن لم نرفض التوقيع على خارطة الطريق، لكن أبدينا بعض الملاحظات عليها في حينها. ولو كانت تلك الملاحظات قد وجدت استجابة لوقعنا عليها.
{ وما هي هذه الملاحظات؟
ـــ نحن كان لدينا رأي في الفقرة رقم (3) من خارطة الطريق، التي لم تؤكد مشاركة الحكومة في المفاوضات في ذلك الوقت. وهذا كان يشير إلى أنه من الممكن أن يحدث تراجع من جانب الحكومة. ونحن احتطنا جيداً، حتى لا يحدث ما جرى في اتفاقية (نافع- عقار).
{ ماذا فعلتم؟
- لتجنب هذا السيناريو تمسكنا برأينا الواضح في هذه النقطة، ثم أن آلية (7+7)، التي كانت تمثل الحكومة لم تشر إلى القوى الأخرى المشاركة، مثل مجموعة (الأربعة)، المتمثلة بمكونات (نداء السودان)، ثم البند الأهم الذي طالبنا به، حينها، بضرورة وقف الحرب بشكل فوري وتوصيل المساعدات الإنسانية.
{ ثم ماذا؟
- ثم طالبنا بأن يكون هناك مؤتمر دستوري لكتابة الدستور المستدام للسودان. وهذه التحفظات أخذها الوسيط في الاعتبار، وتحدث مع الحكومة التي بدورها أكدت التزامها بكل هذه النقاط.
{ عقب التوقيع على الخارطة هل من المتوقع أن نرى “الصادق المهدي” وحزب الأمة القومي مشاركين في المؤتمر العام للحوار الوطني أكتوبر المقبل؟
ـــ بعد الاجتماع التحضيري، الذي سينطلق في الأيام القادمة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، سننتقل جميعاً إلى إعمار الحوار الوطني بالداخل، والمشاركة الجادة فيه بالرغبة المدعومة بالإرادة السياسية. وإن شاء الله “إذا الأمور مشت على ما يرام” ستشاهدون الأمة و”المهدي” في الحوار الوطني.
{ قوى تحالف الإجماع الوطني بقيادة رئيسها “فاروق أبو عيسى” وجهت انتقادات شديدة لكم بعد توقيعكم على خارطة الطريق.. ما تعليقك؟
ـــ شوف! “فاروق أبو عيسى” هذا يعيش خارج الواقع والتاريخ السوداني، وسيظل هكذا حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً…!
{ قوى الإجماع الوطني حينما رفضت المشاركة باجتماعات باريس توقعت توقيعكم على خارطة الطريق وانتقدت هذا الموقف؟
ـــ هؤلاء يعيشون في حالة نفاق، ولا يقرأون الخارطة السياسية السودانية، وما تشهده من متغيرات بصورة جيدة، ولا يعيشون معاناة الشعب السوداني الحقيقية، ويتعالجون بالقاهرة وعواصم العالم والمواطنون يعانون ويبحثون عن الدواء.. هؤلاء باختصار شديد يعيشون في عالم افتراضي ونحن قلنا لهم (لكم دينكم ولي دين).
{ كيف تقرأ مشاركة “مبارك الفاضل المهدي” بعمومية الحوار الوطني؟
ـــ الأخ “مبارك” تمت دعوته بصورة فريدة كشخصية قومية، وكان يجلس في مقاعد الشخصيات القومية. وحين طلب منه أن يتحدث تحدث باعتباره شخصية قومية، وهو أعلن حل حزبه قبل سنوات. إذن فهو يمثل نفسه ولا يمثل حزب الأمة القومي بأي شكل كان.
{ وما انطباعك عن خطابه الذي ألقاه أمام رئيس الجمهورية؟
ـــ لم يأت بجديد. نحن لدينا حزب، رئيسه لديه مؤسسات تتخذ القرارات، و”مبارك المهدي” ليس جزءاً منها.
{ هل تتوقع أن ينال “مبارك” منصباً سياسياً قريباً في ضوء التغيرات والتحولات الجارية؟
ـ الذين يصنعون الأحداث في البلد هم من يقررون. لكن أقول إنه ليس كل من يتحركون الآن سيحصلون على مناصب، وواحد من الأشياء الذي نتشدد فيها في قوى (نداء السودان)، هو أن تكون المواقع التنفيذية محدودة حتى نسخر ما توفر لمصلحة المواطن السوداني.
{ متى سيعود الإمام إلى الخرطوم؟
ـــ لم يحدد، لكن القرار بعودته اتخذ، وسيعود في غضون الأيام القليلة القادمة إلى الوطن.
{ الكثير من الانتقادات طالتكم لتوقعيكم على خارطة الطريق منها أنكم وافقتم على التوقيع من باب الضعف خاصة وأن الحركات المسلحة فقدت جزءاً كبيراً من قوتها خلال معارك دارفور الأخيرة مع الحكومة.. ما رأيك؟
ـــ هذا حديث غير منطقي. قوى (نداء السودان) انحازت إلى خيار السلام. وفي أغسطس من العام 2014 كانت الحركات المسلحة موجودة بكامل عتادها العسكري، لكنها استجابت لدعوة حزب الأمة القومي للحل السلمي. لذلك وقعت هذه القوى على (نداء باريس) وأتت للسلام.
{ ثم ماذا بعد التوقيع على خارطة الطريق.. ما هي احتمالات المشاركة في الحكم؟
ـ طبعاً بالضرورة ستكون هنالك حكومة انتقالية لفترة انتقالية، ببرنامج زمني محدد، ومن ثم يتوج بانتخابات حرة نزيهة بالآليات التي سنتوافق عليها جميعاً.
{ ما هي المستجدات التي غيرت موقفكم وجعلكم متفائلين؟
ـ الآن هنالك مشروع لصناعة واقع جديد في السودان، يعتمد على تعزيز الثقة بين كل الأطراف تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.
{ يقال إنكم تعرضتم لضغوط خارجية للتوقيع على خارطة الطريق؟
ـ نعم.. في وقت ما، تشتتت الأفكار وتباعدت الخطوط بين كل الأطراف (الوسيط .. المعارضة.. الحكومة)، وحينها تدخل المجتمع الدولي بدبلوماسية ومارس ضغوطاً ناعمة على كل الأطراف مما جعل الأمور تتحول، وتصل إلى هذه المرحلة.
{ هل تعرضتم لتهديدات من المجتمع الدولي؟
ـ نعم من الوسيط الدولي، وكذلك من “زوما” رئيس الاتحاد الأفريقي، التي أعطتنا إنذاراً والمجتمع الدولي، لكن لم تكن هنالك تهديدات واضحة.
{ كثير من التحليلات وتصريحات القيادات ومنهم “مبارك الفاضل” بأن هنالك مشروعاً للتوريث يتم الآن بحزب الأمة القومي بانتقال القيادة في المستقبل لأحد أفراد الأسرة.. ما حقيقة الأمر من وجهة نظركم؟
ـ أنا أقول إنه ليس هنالك أي مشروع للتوريث لأن جماهير حزب الأمة القومي على قدر عالٍ من المعرفة بحقوقهم، بالإضافة إلى أنهم مؤهلون.
{ لكن الواقع يشير إلى أن “مريم” موجودة بالحزب بالمرتبة الثانية بعد “المهدي” وهي الآن معه بأديس أبابا؟
ـ وجود “مريم” بالمسرح السياسي الآن تقضيه ظروف استثنائية، وحال انتهائها ستعود الأمور إلى نصابها.
{ هل من الممكن أن تكون “مريم” رئيسة لحزب الأمة القومي مستقبلاً؟
ـ من حقها أن تترشح، لكن في النهاية الأمر يخضع إلى رأي الجماعة.
{ الحزب الشيوعي يعد واحداً من الأحزاب الرافضة للحل السلمي المتمسكة بفكرة إسقاط النظام.. ما تعليقك على هذا الأمر؟
ـ هم إذا أرادوا إسقاط النظام سنقول لهم اذهبوا. لكننا نعتقد أنه من مصلحة الوطن والشعب أن يكون هنالك تحول سلمي، ومحاولة التغيير بالقوة لن تحقق أي استقرار.
{ كيف قرأت إقامة المؤتمر العام السادس للحزب الشيوعي وانتخاب “الخطيب” سكرتيراً عاماً للحزب مجدداً؟
ــ انتهز هذه الفرصة لأهنئ الأخوة بالحزب الشيوعي على إقامة المؤتمر السادس، الذي طال أمده، والتوافق الذي حدث في تحمل مسؤولياتهم. ونتمنى أيضاً أن يعملوا على إجراء مراجعة حقيقية للموقف الكلي الوطني والانحياز إلى خيار الحل السلمي وإحداث التغيير المطلوب.