(الرزيقات) يختارون ناظرهم السابع "محمود موسى مادبو" ويودعون "سعيد"
دموع واستقبالات صامتة لقيادات الدولة
الضعين – يوسف عبد المنان
اختارت قبيلة (الرزيقات) أمس (الخميس) ناظرها السابع “محمود موسى مادبو”، بعد يوم من تشييع الناظر الراحل “سعيد موسى مادبو”، وسط حضور كثيف لقيادات الدولة والأحزاب وزعماء الإدارة الأهلية، ويتقدم الحضور نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن”. وجاء اختيار الناظر “محمود موسى مادبو” بإجماع (105) من عمد القبيلة بفروعها الثلاثة المحاميد والماهرية والنوابية. وطغت الأحزان على الاستقبالات الصامتة التي قوبل بها كبار المسؤولين في الدولة، ولم تستغرق الاجتماعات التشاورية التي عقدت في منزل آل مادبو الكبير بحضور الدكتور “آدم موسى مادبو” نائب رئيس حزب الأمة القومي وشقيقه د.”إبراهيم مادبو” القيادي السابق بحركة تحرير السودان. ولم يشارك د.”عبد الحميد موسى كاشا” في مشاورات الاختيار، وكذلك “محمد حمدان دقلو حميدتي” الذي وصل بطائرة انتنوف خاصة للضعين وبايع الناظر “محمود موسى ببزته العسكرية. وذرف “كاشا” الدموع على رحيل الناظر فيما أسدى نائب رئيس الجمهورية (4) نصائح لقبيلته وسط حضور كثيف من القيادات التي شاركت في العزاء ومبايعة الناظر الجديد. ومثل المؤتمر الوطني نائب رئيس الحزب مساعد الرئيس مهندس “إبراهيم محمود حامد”، وحضر (4) من ولاة السودان بطائرات خاصة ضاق بها مطار الضعين المتهالك المدرج.
ومثل ولاة دارفور “آدم الفكي محمد الطيب” والشرتاي “جعفر عبد الحكم إسحق”، إضافة إلى العقيد “أنس عمر” والي شرق دارفور. وقاد د.”عبد الحميد كاشا” وفداً من أعيان النيل الأزرق مثل قبائل الحسانية ونظارة البقارة شرق ودار محارب والكواهلة، و”سلمان سليمان الصافي” عن قبيلة الحوازمة. وكان لافتاً مشاركة قبيلة (المعاليا) في تشييع الراحل “سعيد”، حيث مثلها وكيل النظار والنائبان في البرلمان “عبد المجيد الزائر” نائب دائرة عويلة والمهندس “عبد الله تكس”، في إشارة لانقشاع سحابة الحرب القبلية بين (الرزيقات) و(المعاليا.).
ويمثل الناظر السابع للرزيقات امتداداً لإرث وتاريخ ضارب في جذور الأرض، بدأ بمقتل الناظر “مادبو علي” إعداماً بالسيف على يد قوات الخليفة “عبد الله التعايشي”، لتمرده على الدولة المهدية. وفي عام 1920 تم توحيد بطون القبيلة تحت نظارة واحدة للناظر “موسى مادبو علي”، ثم جاء من بعده الناظر “إبراهيم موسى مادبو” أشهر زعماء القبيلة الذي غيبه الموت عام 1960، ثم جاء “محمود موسى مادبو” حتى عام 1972، حينما أمر “جعفر نميري” بحل الإدارة الأهلية ليأتي من بعده “إبراهيم موسى مادبو” والد الناظر الجديد خريج أكسفورد حتى عام 1999 ليعين من بعده الناظر الراحل “سعيد موسى مادبو” حتى يوم (الثلاثاء) حيث ودعته القبيلة. وشهدت مدينة الضعين أمس (الخميس) حركة كثيفة لوفود من نيالا وعد الفرسان ورهيد البردي والمجلد وبابنوسة، وكان لافتاً مشاركة قيادات من قبيلة الدينكا من جنوب السودان في وداع الناظر “مادبو”، إضافة لمشاركة قائد قوات اليوناميد بدارفور وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية. ومثل حزب المؤتمر الشعبي أمينه العام بولاية النيل الأبيض، وشاركت أمينة المرأة بالمؤتمر الوطني “زينب محمد الطيب”، والسفيرة “أميرة الفاضل” أمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني ونقيب الصحافيين “الصادق الرزيقي، و”محمد عيسى عليُّو” عن حزب الأمة القومي. تفاصيل أوفى في حديث (السبت) غداً.