إلى الدكتور "كمال عبيد" في "أديس" العجيبة
{ غادر الأخ الدكتور “كمال عبيد” وزير الإعلام الأسبق، عضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني إلى “أديس أبابا” صباح أمس (الجمعة) مترئساً وفد الحكومة للتفاوض حول منطقتي (النيل الأزرق) و(جنوب كردفان).
{ هذه أول مهمة لدكتور “كمال” في ملف المفاوضات، فلم يكن من (تيم) “نيفاشا”، ولا من مجموعة “أبوجا”، ولا شارك في مفاوضات “الدوحة” مع حركات دارفور.
{ “كمال عبيد” بطبعه لا يطمح في (جاه)، ولا (مال)، ويبدو متزهداً في السلطة، حاله حال أغلب أساتذة الجامعات في السودان، وهذا يبعث في دواخلنا (قليلاً) من أمل، ولا نقول (كثيراً)، لأننا لا نعرف ماذا يحدث في “أديس” العجيبة التي تحوَّل (الصقور) إلى (حمائم)، وما قصة د.”نافع” مع “عقار” في فيلم (الاتفاق الإطاري) إلاّ شاهداً ودليلاً..!!
{ نصيحتنا الأولى لا نهمس بها في أذن “كمال عبيد”، بل نرفعها إليه على الملأ، أن لا تأخذنكم غفلةً، أو سنةً من نوم، فتوقعنَّ على (اتفاق) ملغوم، ترفضه (بالفطرة) جموع أفئدة وجوارح أهل السودان، ولعلك عرفت اتجاه الفطرة، حين رأيت دموع أهلك تغسل شوارع الخرطوم وهم يتدافعون نهار (جمعة) قائظ باتجاه القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة بعد دقائق من إعلان تحرير “هجليج”.
{ “مالك عقار”.. لا.. ولن يكون حاكماً في الخرطوم، ولن يدخل “القصر الرئاسي” إلاّ عبر صناديق انتخابات العام (2015).. بعد نحو ثلاث سنوات، إن صوتت له جماهير الشعب السوداني الكريم.. هذا هو المنطق.. ومبادئ الأخلاق.. وأبجديات السياسة.
{ و”عرمان” لا مكان له في قلوب (الأكارم) و(الشرفاء) من أبناء هذا البلد.. هذا ما لمسناه في الطرقات، ورأيناه في عيون الناس. وما زلت أذكر مشهد شيخ أشعث أغبر، لا أعرف من أين أتى، يطرق على زجاج سيارتي في تقاطع السكة الحديد جوار مستشفى الخرطوم (ساعة إشارة حمراء)، فإذا بي أفتح النافذة لأسمعه يهتف بارتعاش: (عليك بياسر عرمان.. عليك بياسر عرمان)!! ثم يمضي إلى حال سبيله.. ويومها كان “سلفاكير” نائباً أول لرئيس البلاد، و”عرمان” متحدثاً في الخرطوم باسم (وزراء) و(نواب) الحركة الشعبية (الحاكمة)، ومتحدثاً أيضاً بلسان (معارضة الشتات)!!
{ لا أظن أن ما قاله ذاك (الشيخ) رسالة من سماء الغيب، وعالم (الروحانيات) البعيد، ولكنها كلمات عبَّر بها عن أنفاس المساكين الذين يأملون في سلام وأمن واستقرار، يهدم بنيانه “عرمان” وصحبه الأشرار.
{ نصيحتنا الثانية للدكتور “كمال عبيد”: لا تأبه أبداً، بتاريخ الثاني من أغسطس، ولا تشغل بالك بمهلة مجلس الأمن، فليهتم بشأنها سفراء وزارة الخارجية، فإن الشعب السوداني الفقير لا يدفع فواتير طعامه، ودوائه وكسائه مجلس الأمن، ولا تتصدق بدقيق خبزه وزارة الخزانة الأمريكية.
{ إن هذا الشعب يدفع من (دم قلبه) كل يوم فاتورة كبريائه وعزته واحترامه، فلا تخوفونه بقرارات الزنجية “سوزان رايس”، فلتذهب، هي، وإدارتها، وقراراتها، ومن يشايعونها من بني جلدتنا إلى الجحيم.
{ هذا أو (التغيير) الذي لن يقوى عليه لا “عرمان” ولا مناضلو (الكي بورد).. ورمضان كريم.