رأي

فوق رأي

عندهم حالة
هناء إبراهيم
 
أحياناً تقوم حبوبة جيرانا بنفض غبار الرتابة وإجراء تعديلات وترتيبات شاملة داخل منزلها فتعثر أثناء ذلك، على العديد من الأشياء القديمة التي لم تعد تحتاجها البتة ولم يعد لها نفعاً أو نوايا استعمال، فتعترف (يلا الحاجات دي كلها ما نافعة ومنها فائدة) لكنها تكمل الجملة بـ(يلا لموهن لي في المخزن).
لماذا المخزن يا سيدتي؟!
أعلم أن عربة النفايات لم تعد تزوركم ولم تكن تفعل لكن عليك أن تتصرفي مع هذه الكراكيب كما تتصرفي مع باقي النفايات.
المخزن لتلك الأشياء التي يرجى منها.. ذات الاستخدام الموسمي والنادر.
الأشخاص الحاصلون على ماجستير هذا الطبع والطابع النفسي المحرض على جمع الحاجات عديمة الفائدة وإصرارهم ورفضهم التخلي عنها رغم اعترافهم بعدم حاجتهم إليها، قيل إنهم مصابون بحالة اسمها الاكتناز القهري.. الحالة 80 لملمت كراكيب.
وهي حالة جمع الأشياء مهما كانت تالفة ومنتهية وشينة وما منها رجاء.
يعتقد هؤلاء أنهم سيحتاجون لها في يوم من الأيام التي لن تأتي أبداً.
طبعاً هناك من يحتفظ بالأشياء لسبب عاطفي بحت، ذكرى ما أو إهداء من شخص ما.
هذا الاحتفاظ هو الذي يجعل البيت عبارة عن (حِلة راحلة).
لذا قد تجد كراكيب على السقف ما ليها أي لازمة.
إلا إذا خاتنها كـ(ونيس) لطبق الديجتال؟!
ثمة أشياء لها جذور عميقة داخل القلب، هذه الجذور تستبقيها مهما حاولنا التخلص منها، لكن مستحيل أن تكون هذه الأشياء بوتجاز باظ وخلاطة اتكسرت وطبلة ذات مفتاح ضايع وفردة شبشب وبطارية خسرانة.
أقسم بالله ما ديل يا جوجو جيرانا.
على صعيد متصل: أعجبتني جداً فكرة التحايل النفسي على النفس البشرية الأمارة بالامتلاك التي اتبعها أصحاب فكرة (مكتبة التبادل المتحركة)، هذا المشروع الرائع الذي نفذ قبل أيام بشارع النيل الجميل.
عادة في كتب صعب علينا جداً نتنازل عنها بعد قراءتها، حتى وإن لم يكن في نيتنا إعادة قراءتها مرة أخرى، بس لم تحس إنك ح تبدل الكتاب بكتاب بتروق ليك الفكرة.
فحسب تجربتي الشخصية، مافي زول بستعير منك كتاب أو رواية ويرجع ليك.
احتمال يرجعو ليك بعد سلة روح وأشواط مطالبة.
بس فكرة التبادل دي حلوة.
فشنو؟!
شكراً جميلاً
لدواعٍ في بالي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية