بريق السلطة يسأل.. (أين دكتور نافع؟)
بقلم – عادل عبده
الدكتور “نافع علي نافع” يجلس الآن على مقعد الأمين العام لمجلس الأحزاب الأفريقية بعد أن فقد الصولجان وبريق السلطة عندما كان مساعداً لرئيس الجمهورية ونائباً لرئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، لكن دواخله ما زالت تقاوم إفرازات التغيير الدراماتيكي الذي جرى له على صعيد الجهاز التنفيذي للحزب الحاكم مع ثلة من الطاقم الأعلى للإنقاذ، حيث صار عضواً في المكتب القيادي للحزب الحاكم.
لم يستوعب دكتور “نافع” نزوله الدرج الذي نتج عنه ضياع سطوته وبريقه العاتي، فقد كان الرجل الشخصية المحورية في الإنقاذ، وكان له حواريوه من القيادات الوسيطة يعبرون عن منهجه ويرسمون بصماته بعد أن يتكفل برعايتهم وتعيينهم في المواقع التنفيذية والتشريعية المختلفة. مشاعر “نافع” الخارجية لا تعلن الندامة والتحسر على فقدان خيوط السلطة، فهو يحمل جينات لا تعبر عن الضعف والانكسار، لذلك ظل يقول إنه مقتنع بوجوب ضرورة التغيير، وإنها تجربة لابد أن تجد التقدير اللازم، وبذات القدر تجري في عروق الرجل نزعة اشتهاء الصولجان ومجد القيادة ومذاقها الحلو، فهو يستخدم مقعد الأمين العام للأحزاب الأفريقية جسراً قوياً ليطل من خلاله على قلب الساحة تارة، وتارة أخرى ينفخ في صورة مقعد عضوية المكتب القيادي للمؤتمر الوطني حتى يظهر على شاكلة القيادي الكبير الذي لم ينزل من الدرج، وبذلك تلوح بين الفينة والأخرى مواقفه القوية المعادية للمعارضة وإشاراته الواضحة التي تدافع عن منهج الإنقاذ بضراوة مثلما كان قبل صدور قرار إعفائه من منصب مساعد رئيس الجمهورية، في حين أن القيادات الإنقاذية التي طالها قرار الإعفاء معه انزوت عن الساحة.
رويداً رويداً، تلاحظ في الظرف الحالي أن هنالك شيئاً من الانعكاسات النفسية في تماسك الدكتور “نافع”، وأن حيويته أصابها نوع من الكدر على خلفية الاعترافات الخطيرة التي نقلتها قناة الجزيرة هذه الأيام على لسان الدكتور “الترابي” حول عملية اغتيال الرئيس المصري الأسبق “حسني مبارك”، حيث ألقت هذه المعلومات ظلالها السالبة على الدكتور “نافع”، فقد شاهدته مرهقاً وهو يصافح رجل الأعمال “الزاكي التجاني محمد إبراهيم” في مناسبة عقد قران كريمة الزميل “جمال عنقرة”، فقد ذهب الرجل مسرعاً على غير عادته دون أن يتحدث مع الحضور.
لا شك أن ما حدث للدكتور “نافع يمثل” سحابة صيف ستتلاشى في الأفق، انطلاقاً من همته العالية وروحه القتالية وشجاعته الواضحة، فالأحداث الحساسة دائماً تدق في خلجات النفوس.
الشاهد أن بريق السلطة يسأل عن الدكتور “نافع”، حيث يتلمس منهجيته الثابتة التي تنتصب كعود غاب لا تثنيه الرياح وخصائصه القائمة على عشق المنازلة وتفخيم المنظار الوردي لحزبه، فالدكتور “نافع” يجد متكأ من السلوى والانتعاش في الوسائط الإعلامية التي تساعده في الشعور بنشوة الرجل الاستثنائي في تركيبة الإنقاذ، فالصحافة تريد رجلاً قوياً في تعاطيه للأحداث والتطورات السياسية، و”نافع” يريد نافذة تعبر عن طموحاته ورفضه الوقوف على ساحة الظل.. كلاهما يستفيد من الآخر