تقارير

"الحسن الميرغني" يستنفر جماهير حزبه للتحضير للمؤتمر قبل عودته للبلاد

“علي السيد” يهاجم “الحسن” ويقلل من قدراته التنظيمية  ويستبعد عقده مؤتمر الحزب
“حسونة” يؤكد أن أعمال التحضير للمؤتمر العام مستمرة  ولم تنقطع أصلاً
‫الخرطوم – محمد جمال قندول‬
‫على نحو مفاجئ وجه رئيس قطاع التنظيم بالحزب الاتحادي، “الحسن الميرغني” عضوية الحزب للاستنفار والانتظام في لجان في مختلف المستويات، وتنشيطها  و”حضور عضوية الحزب في أقرب وقت ” وفق ما ورد بصحيفة (المجهر)  أمس،  تمهيداً لانعقاد المؤتمر العام، وقد أعلن ذلك مقرر قطاع التنظيم بالحزب “مالك درار”، عقب لقائه بـ”الحسن” في القاهرة، فيما أشارت الأنباء التي حملتها صحف الأمس، إلى قرب عودة “الحسن الميرغني”، مساعد أول رئيس الجمهورية، ورئيس الحزب بالإنابة إلى الخرطوم، ليباشر أعماله بالقصر، بجانب التحضير للمؤتمر العام الذي تأخر عقده لأكثر من أربعين عاماً.
‫الخبر بقدر ما كان ملفتاً للانتباه، فقد أثار الكثير من التساؤلات بشأن طرح مسألة   انعقاد المؤتمر العام، في هذا الوقت بالذات، بالإضافة إلى ما يرتبط بها من تفعيل لجان الحزب بالولايات وتشكيل لجان في إطار التحضير للمؤتمر،  وتتعلق التساؤلات بما إذا كان  الأمر يحمل في طياته ما يفيد بأن “الحسن” ينوي ترتيب إعادة أوراق الحزب، ومواجهة المشكلات المزمنة التي يعيشها الحزب، وحسم الصراعات داخله بصورة ديمقراطية، وتحسن صورته، أم أنه مجرد حديث للاستهلاك السياسي‬؟
‫*لجنة المؤتمر العام‬
‫القيادي بالحزب الاتحادي (الأصل) “علي السيد” سخر من الخبر المنشور بصحف الأمس، وقال لـ(المجهر) إن المؤتمر العام شكلت له لجنة وهو عضو بها، وهي برئاسة رئيس الحزب و”الحسن” عضو  فيها، ولكنهم حال انعقاد أي اجتماع لهذه اللجنة التي بدونها لن يكون هنالك مؤتمر عام بحسب اللؤائح، سوف يستبعدون “الحسن” منها، لأنه أضر بالحزب بفعل قراراته الهوجاء، بجانب فصله لأغلب القيادات الفاعلة، خاصة وأن الكثيرين منهم ضمن لجنة المؤتمر العام‬.
‫وأضاف خلال حديثه: هو فصلنا من الحزب ولكننا لسنا خارجه، وغير معترفين بقراراته‬.
‫وتساءل “السيد”: “كيف يقيم الحسن المؤتمر بدون اللجنة المكونة له”، واستطرد قائلاً: “يعني ح يعمل مؤتمر كيف بدونا؟، أي بدون اللجنة،  وبعدين دا ما بقدر يعمل أي شي، دا اجتماع حلة ساي ما يقدر يعمل!! تقول يعمل مؤتمر؟! خليكم منطقيين يا خوانا “، وأضاف خلال حديثه لـ(المجهر) أن المؤتمر العام له لجان تدعو لانعقاده، وليس مجرد حديث يثار بالصحف‬.
‫غير أن وزير تنمية الموارد البشرية والعمل، “أسامة حسونة”، اعتبر في حديثه لـ(المجهر) أن الخبر المتعلق بالمؤتمر العام خبر عادي، لأن الترتيبات والتجهيزات للمؤتمر العام، لم تنقطع أصلاً، ويجري الاستعداد لها منذ فترة‬.
‫وأشار “حسونة” خلال حديثه إلى أن الحزب الاتحادي الديمقراطي من الأحزاب الجماهيرية العريقة والكبيرة وليس مجرد حزب على ورق، لذا فإنه يجهز لعقد مؤتمر عام استثنائي يغير من خارطة السياسة، ليس على مستوى الحزب، وإنما على مستوى السياسة السودانية‬.
‫وأشار “حسونة” إلى أن “الميرغني” سيصل خلال الأيام القادمة، وهو ملتزم اتجاه الشعب بأن ينجز مهام منصبه الرئاسي بصورة تخدم تطلعاتهم‬.
‫*تفعيل دور اللجان‬
‫وبحسب مقرر قطاع التنظيم، “مالك درار” والذي التقى “الحسن” بالقاهرة، فإن الأخير وجه بتفعيل دور اللجان بالحزب بالعاصمة والولايات، بجانب حضور عضوية الحزب تمهيداً لقيام المؤتمر العام بجانب تفعيل اللجان، بالإضافة إلى توجيه خاص من “الميرغني” لأمانة التنظيم بالجلوس الدوري مع الوزراء، ورفع تقييم عن أدائهم بصورة دورية منتظمة، وتقييم أداء دور الحزب بالحكومة.‬
‫حديث “درار” يشير بعمق إلى أن نجل “الميرغني” الكبير يطمح إلى إحداث تغييرات بالحزب، وإعادة ترتيب أوراقه، ويبرز ذلك بصورة واضحة من خلال التركيز على لجان الولايات، وحضور الأعضاء تمهيداً لقيام المؤتمر العام ويشير بوضوح إلى أن أزمة “الحسن” التي أثيرت بالصحف عن غضبه من الحكومة وخروجه خارج البلاد انقشعت، وهو ما أكده “درار” بأن عودته ستكون خلال أيام قليلة، بجانب تأكيد من سكرتيره الخاص “معتصم الحسين” لـ(المجهر) قبل أيام، بأن عودة “الميرغني” ستكون خلال أيام وسيباشر مهامه فور عودته، نافياً وجود خلافات بينه وبين الحكومة والحزب الحاكم المؤتمر الوطني.‬
‫وبحسب مصادر تحدثت لـ(المجهر) فإن “الحسن” الموجود بالولايات المتحدة الأمريكية حالياً، سيتوجه إلى العاصمة لندن لمقابلة والده، وبحث إمكانية حلول لأزمات الحزب، بدءاً من الانقسامات الحادة التي تشهدها، بالإضافة إلى تقييم أداء المشاركة مع الحكومة بالسلطة، بجانب الاستعداد للمؤتمر العام الذي لم ينعقد لقرابة نصف القرن.
‫وكشفت ذات المصادر عن حقيقة وجود خلافات بين “الحسن” والحكومة في السابق بداعي التهميش  الذي يتعرض له الأخير، وعدم تكليفه بمهام تليق بمنصبه كمساعد أول لرئيس الجمهورية، ولكن هذه الخلافات تلاشت ولم يعد لها وجود بعد عقد لجان من الحزبين الوطني والاتحادي اجتماعات أفضت إلى أن يعود “الحسن” في غضون الأيام القليلة القادمة ليباشر أعماله‬.
‫بحسب خبراء فإن مساعي  “الحسن” لعقد مؤتمر عام إذا نجحت في التحضير للمؤتمر، ستساهم في تحسين صورته التي اهتزت لدى الغالبية العظمى من جماهير الحزب الاتحادي، عقب القرارات التي أصدرها قبيل المشاركة بالانتخابات، حينما أقدم على فصل قيادات تاريخية على وزن “طه علي البشير”، و”علي السيد” و”بخاري الجعلي” و”حسن أبوسبيب”، مما جعل الحزب الاتحادي يترنح ويشهد انشقاقات كبيرة في ظل وجود رئيس الحزب مولانا “محمد عثمان الميرغني” خارج البلاد بالعاصمة البريطانية لندن  مستشفياً لأكثر من (3) سنوات‬.

‫الجدير بالذكر أن “الحسن الميرغني” كان قد غادر الخرطوم مغاضباً بسبب تهميشه حسب وصفه، وقضى قرابة الـ(5) أشهر بالقاهرة قبل أن يعود قبيل شهر رمضان، ومن ثم يغادر مجدداً إلى القاهرة في أيام الشهر الكريم وسط أنباء عن خلافات جديدة بينه وبين الحكومة، بالإضافة إلى أنباء كانت قد انتشرت عن وجود خلافات مع مجموعات داخل حزبه، بفصيل يقوده وزير مجلس الوزراء الحالي “أحمد سعد عمر”، ومن ثم غادر القاهرة إلى أمريكا، ومن المتوقع أن يغادرها إلى لندن لمقابلة والده، ومن ثم العودة إلى الخرطوم، وخلال كل هذه الحيثيات يبرز السؤال المهم:  هل بإمكان نجل “الميرغني” أن يعقد المؤتمر العام لحزبه ويخلد اسمه بين العظماء حال قيامه، أم أن حديثه سيكون مجرد استهلاك سياسي؟.. هذا ما ستثبته الأيام.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية