رأي

مسألة مستعجلة

تكريم مستحق.. وخريف ضاغط
نجل الدين ادم
سعدت بالاحتفال الصغير والكبير في معانيه الذي أقامه أعيان أهلنا الشنابلة المتمددين من النيل الأبيض حتى كردفان الكبرى، للقائد الميداني المعروف في منطقة الجبال وحاميها الأمير العقيد “كافي طيارة” في الخرطوم، بحضور أهله وأصحابه وتشريف سعادة الفريق أول “هاشم عبد المطلب”، وبعض أركان حربه. كان الاحتفال بمثابة تكريم للرجل على ما ظل يقدمه من أدوار وطنية مسانداً للقوات المسلحة في الذود عن حياض الوطن وتأمين أهله من شرور التمرد الذي لا يعرف صغيراً ولا كبيراً ولا السبيل للبناء والتعمير بل الهدم والتكسير، فقد ظل هذا القائد رمزاً قومياً جمع إليه كل أهل السودان في هذه المهمة، وأهله الشنابلة الذين قاموا بتكريمه وعلى رأسهم “محجوب دليل الشنبلي”، فقد أقام معهم علاقات تصاهر وتداخل كان لها الأثر في تعزيز النسيج الاجتماعي.
وقيمة الاحتفال أيضاً جاءت من خلال مشاركة المؤسسة العسكرية بقيادة نائب رئيس هيئة الأركان البرية الفريق أول “هاشم عبد المطلب”، الذي أعجب بالمبادرة وعدّ معانيها رسالة بوجود صمام أمان وهو حالة التعايش والتمازج بين مكونات المنطقة من الرعاة والمزارعين يجعلهم مطمئنين.
حرصت على متابعة الاحتفال الذي تم فيه تكريم القائد “كافي طيارة” حتى النهاية لما حمله من فقرات شيقة، حيث جاء أهله النوبة بفرقتهم الشعبية تعبيراً عن حبهم لقائدهم، فالرجل يستحق وأكثر. وحسناً فعل سعادة الفريق بأن عزز ثقته في هذا القائد وأشاد بدوره وأثنى على الشنابلة وهم يرسمون حالة تعايش واقعية.
مسألة ثانية.. ما تزال آثار الأمطار الأخيرة في ولاية الخرطوم شاهدة على ضعف التحضيرات.. عدد من الأحياء بالولاية ما تزال حتى اليوم غارقة في وحل الأمطار دون أن يتم إسعافها ويخشى سكانها من القادم. لكن المؤسف حقاً أن الكثير من الشوارع الأسفلتية التي تحولت إلى حفر كبيرة وغمرتها المياه كان قد قام بتنفيذها مستجدون لا يعرفون شيئاً عن الهندسة وأصولها.. ملايين الجنيهات أهدرت في أخطاء فنية بدائية دون أن يطال المنفذون أفراداً أو شركات أي حساب أو مساءلة.
ما حدث كان نتيجة مطرة واحدة فكيف الحال إن غشيتنا مطرتان أخريان على هذا النسق؟! لا أتوقع شيئاً سوى أن الشوارع الأسفلتية ستصبح مجرد ردميات ترابية تكون في حاجة لملايين الجنيهات لإعادتها سيرتها الأولى مره أخرى بعد انتهاء الخريف.. والدائرة تدور.
أتمنى أن تكون المساءلة حاضرة من قبل المجلس التشريعي الولائي لأن ما حدث يعدّ تقصيراً، والتقصير يلزمه الاستجواب وطرح الثقة إذا استدعى الأمر، كما أتمنى أن تضع ولاية الخرطوم هذا المشهد في اعتبارها وتتدارك الأخطاء، عندها فقط ستكون قد أدت رسالة المحافظة على المال العام كاملة، وجنبت المتضررين تكرار السيناريو المرعب.
 والله المستعان.     

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية