رأي

عابر سبيل

هذه الأوسمة والنياشين!
ابراهيم دقش
أتذكّر ونحن أغرار كنا نسمع من الكبار عن فلان الذي منحوه (نيشاناً) وبالسؤال- ربما الملحاح – عزمنا أن النيشان تكريم لحامله وتمنحه الدولة للمستحق في مجالات محددة، لكن أشهرها بالنسبة لنا كان “للمحاربين” في صفوف القوات المسلحة أو من أمضوا خدمة طويلة ممتازة.. وعرفنا أيضاً أن “النيشان” يوضع في الصدر من الجهة اليمنى أو اليسرى، ويرتديه حامله في المناسبات فقط إذا كان غير عسكري، لأن الأخير يزين به بزته الرسمية.. وأظن أن عبارة “النيشان” وردت في إحدى أغنيات الحقيبة، وأحسب أن “النيشان” المقصود عاطفي أو غرامي أو غزلي، والله أعلم..
وعندما شببنا عن الطوق أفهمونا أن الأوسمة والنياشين تمنح بموجب لائحة تحدد دواعي المنح، كما تحدد الامتيازات التي يتمتع به حامل النيشان أو الوسام، بل أكاد أجزم أن هناك قانوناً واضح المعالم في ذلك الشأن، ولا أريد الجزم بأن هناك فئة مالية (مما يعرف بالظرف في هذا الوقت) تصحب الوسام أو “النيشان”.. ومنذ عهد الاستعمار حتى الآن تعرض قانون النياشين والأوسمة إلى تطورات وإضافات، وحتى عهد الرئيس الأسبق المشير الراحل “جعفر محمد نميري” كان قانون الأوسمة والنياشين معروفاً ومتاحاً من حيث لمن تمنح وما هي امتيازاتها ومستحقاتها، خاصة وأن نظام مايو أدخل أوسمة (ولا أريد التعرض لنياشين العسكريين لجهلي بها) لا يصح يحكم قانونها – اعتقال حاملها، وأن من حقه مقابلة كبار المسؤولين، وحضور المناسبات المهمة في الدولة علاوة على حق العلاج- عند المرض-في الداخل والخارج..
وليس في حوزتي مما أتحدث عنه إلا وسام أو نجمة السلم التعليمي في 1970م الذي منح لي إبان نظام مايو بتوصّية من الدكتور المرحوم “محيي الدين صابر” وزير التربية والتعليم وقتها، وبموجبه ترقيت إلى درجة وظيفية أعلى من تلك التي منحنى إياها السلم التعليمي.. ولا أملك دليلاً على تلك النجمة أو الوسام حتى اليوم، لكنى بالتأكيد احتفظ بوسام الفنون والعلوم والآداب الذهبي الذي منحني له الرئيس المشير “عمر البشير” في الثمانينيات عندما كنت غائباً في متاهات أفريقيا مع ثلاثة آخرين هم بروفيسور “عز الدين الأمين” والأستاذ “الفاتح النور” والدكتور “عبد العال عبد الله”. وحتى الآن لا أعلم عن أي حماية أو امتياز يتيحه لي هذا الوسام..!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية