شهادتي لله

عندما يقيمون الحد على "أسامة حسونة" المسكين..!!

{ لماذا يتعامل البعض في صحافتنا، وكذا وسائل التواصل الاجتماعي بـ(مكيالين) تجاه الكثير من القضايا العامة، فإذا تجاوز وزير من الحزب (الاتحادي الديمقراطي)- مثلاً- أقاموا عليه الحد (إعلامياً) بكل قوة وجرأة دون أدنى خوف أو وجل، وإذا تجاوز وزير من (المؤتمر الوطني) تركوه، وآثروا السلامة، خوفاً من التبعات وربما المصادرات!!
{ كم تكلف إقامة لخمس ليالٍ في أحد فنادق الخرطوم، عشرة آلاف جنيه؟!
{ كم تساوي مقابل عشرات المليارات من الجنيهات التي نهبها (بتغطية جيدة عبر صفقات وعطاءات شكلها سليم.. وباطنها أعوج) زيد وعبيد من الذين يدافع عنهم أصحاب القلم الشريف النظيف؟!!
{ بالله عليكم.. مَن المسكين، الوزير بولاية الخرطوم “أسامة حسونة” الذي أخالفه سياسياً هنا كل يوم هو ورئيسه “الحسن الميرغني”؟ أم ذلك الذي استحوذ على (2000)- تلاتة أصفار- دكان وطبلية في موقف جاكسون بالخرطوم مقابل عقد انتهت صلاحيته وكان لـ(500) فولدت وتناسلت وصارت (2000) تجني مليارات الجنيهات؟! فأزالها الفريق “أبو شنب” بضربة واحدة!!
{ أنا لا أدافع عن إجراء خاطئ اتخذه هذا الوزير أو ذاك، فهو والذين سربوا الورق من الإدارة المالية بوزارة تنمية الموارد البشرية بولاية الخرطوم مخطئون، ويجب أن يحاسب المسؤول عن هذه الإدارة، لتسرب مستندات رسمية داخلية تخص الوزارة، ليس دفاعاً عن العدالة والاستقامة، بل تواطؤاً لصالح جهة أخرى داخل الوزارة، في إطار الحروب القذرة المعروفة داخل المؤسسات والوزارات عند استعار معركة بين الوزير والوكيل أو وزير الدولة أو غيرهما.
{ هي ليست حرباً ضد الفساد أن أساند مفسداً (كبيراً) لصالح مخطئ (مستجد)!! هذا خداع للقراء.. ولذا تجدني أتابع ما يسمى بمسلسلات كشف الفساد في بعض الصحف بكثير من الاستياء، لأنني أعلم أنها في الغالب جزء من حرب التصفيات الداخلية بين مجموعتين فاسدتين، لا طاهر بينهما!
{ قبل سنوات زارتني مجموعة من كوادر (المؤتمر الوطني) بإحدى الوزارات الاتحادية تشكو من (سوء سلوك) مسؤول في الوزارة محسوب على (الوطني) والحركة الإسلامية، كانوا يطلبون استشارتي وكيفية معالجة الأمر إعلامياً، فقدمت لهم بعض النصائح من بينها تقديم شكاوى للجهات العليا، وسكت عن الموضوع سنوات، وسترت الرجل، لخطورة القضية وحساسيتها وتداعياتها الاجتماعية، ومن منا بلا أخطاء.. دلوني على ملائكي واحد لأقبل يديه.
{ تمر السنوات وينقل المسؤول بدرجة وظيفية قيادية إلى وزارة أخرى، ثم إلى وزارة ولائية ثم يثير ذات المسؤول مشكلة مع الوزير!! وتنفجر الأوضاع لأسباب أخرى هذه المرة.
{ إذن.. من كان بلا خطيئة فليرمِ “أسامة حسونة” بحجر.
{ أما مناضلو الأسافير.. فإنهم إذا سرق فيهم الشيوعي أو اليساري عدو (الكيزان)، مالاً من المنظمات والجمعيات الخيرية أو حتى سرق مقالاً من (النت) تركوه وغطوه، وإذا سرق فيهم (الإسلامي) أو نصير النظام، سعوا لقطع لسانه وإقامة الدنيا عليه (فهم لا يؤمنون بإقامة الحدود وقطع الأيادي)!
{ مبدئياً.. لا نريد أن نكون في صحافتنا مثل أقوام هلكوا حدثنا عنهم رسول الله “صلى الله عليه وسلم”، كانوا إذا سرق فيهم القوي تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية