نحنا (سلاقين بيض)!!
{ رحب رئيس وزراء إثيوبيا “هايلي مريام ديسالين” خلال مؤتمر صحفي مشترك في أديس أبابا خلال زيارة رئيس وزراء إسرائيل “بنيامين نتنياهو” لعاصمة الاتحاد الأفريقي ضمن جولة أفريقية قبل أيام، رحب بانضمام إسرائيل للاتحاد الأفريقي بصفة (مراقب)!! وأكد “ديسالين” أنه ليس هناك ما يمنع انضمام إسرائيل للاتحاد الأفريقي معدداً أوصافها ومحاسنها!
{ وحصد “نتنياهو” موافقة عدة دول أفريقية في شرق ووسط القارة على حيازة مقعد في الاتحاد من بينها “يوغندا”، “كينيا”، “رواندا” و”جنوب السودان”.. ولا ندري من وافق باسم (جنوبنا) المحترق، الذي لم يعد فيه حاكم ولا سلطة.. ولا جيش.. ولا خارجية!!
{ وبعد أن زار رئيس وزراء إسرائيل “أديس أبابا” وسط ترحاب حافل وغير مسبوق من الأخوة (الإثيوبيين)، وصل وزير خارجية “مصر” السفير “سامح شكري” إلى “تل أبيب” واجتمع مرتين في يوم واحد مع “نتنياهو”، والعنوان الكبير للزيارة هو عودة مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين لإقامة دولتين مستقرتين جنباً إلى جنب، ولكن لا يعقل سياسياً ولا دبلوماسياً ألا تتطرق مثل هذه الزيارة إلى الدعم الإسرائيلي للدولة الإثيوبية الذي أعلن عنه “نتنياهو” بنفسه، ويشمل كما قال (التعاون الأمني).. أمني ضد منو؟!!
{ لابد أن تطرح “مصر” مشاغلها على الطاولة الإسرائيلية حول التعاون المائي (سد النهضة) والأمني بين “تل أبيب” و”أديس أبابا”، وهذا من حقها.
{ ولكن من يطرح مشاغلنا نحن- شعب وحكومة جمهورية السودان- وعلى أية طاولة، إذا كان كل (حليف) مرتجى قد يمم شطر مصالحه الخاصة جداً.
{ هل نسقت “أديس أبابا” بشأن الوجود الإسرائيلي المرتقب في الاتحاد الأفريقي مع شقيقتها “الخرطوم” الودودة الحنينة.. المسكينة التي تفيض كل يوم عشقاً وهياماً ومفاوضات في بلد أهلنا (الأحباش) المعتدين على “الفشقة ” تحت لافتة عصابات (الشفتة)، ثم ننظم غزلاً في فوائد ومكاسب (سد النهضة).. وها قد بدأ التخزين، وخلونا نشوف الفوائد وكلنا قاعدين إن شاء الله؟!
{ من حقنا على “إثيوبيا” أن تنسق معنا في موضوع “إسرائيل”، لأننا نسقنا معها في قضايا كثيرة، وساندناها في قيام (سد النهضة)، وما كان له أن يقوم لو تعاون السودان مع مصر ضده، وهو على مرمى حجر من الحدود السودانية.
{ “إسرائيل” ما زالت أكبر عدو للسودان، الجنوب انفصل برعاية إسرائيلية، وواجهة أمريكية، ومساعدات جمة من دول الجوار ومن بينها “إثيوبيا”، “يوغندا” و”كينيا”، ونحن نحفظ للرئيس الإريتري “أسياس أفورقي” أنه كان رافضاً لانفصال جنوب السودان عن شماله، وقالها علناً في مؤتمر الدول الأفريقية الفرانكفونية في مدينة “نيس” الفرنسية عام 2010م، وكنت من بين حضور ذلك المؤتمر ضمن وفد النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية الأستاذ “علي عثمان محمد طه”.
{ كان رأي “أفورقي” واضحاً وقوياً، دون جميع زعماء القارة، مع أنه وفر أرضاً وحماية للحركة الشعبية والتجمع الوطني الديمقراطي المعارض في منتصف تسعينيات القرن المنصرم.
{ وغير جنوب السودان، مولت منظمات وهيئات (صهيونية) الحرب في إقليم دارفور من العام 2003م إلى أن انشغلت تلك المنظمات بالأوضاع في سوريا والعراق وتهديدات (داعش).
{ وضربت إسرائيل بسلاحها الجوي عدة مواقع عسكرية ومدنية في بورتسودان والخرطوم ضمن أكثر من (4) عمليات حربية خلال السنوات الماضية.
{ أمريكا تقودها إسرائيل بطرق غير مباشرة في الكثير من المواقف بشأن أفريقيا والشرق الأوسط، وحكومتنا تتعامل مع أمريكا وقبل أيام استقبلت مبعوثها الرئاسي رغم الحصار الاقتصادي اللئيم (الحصل حد الخنقة)!!
{ حكومة السودان تتعامل وتتعاون مع أمريكا.. وتتعرض للعدوان من إسرائيل!!
{ حكومتنا تتعاون (حد المصير المشترك) مع “إثيوبيا”، لكن “إثيوبيا” تتعاون (أمنياً) مع “إسرائيل”!!
{ حد فاهم حاجة؟!
{ ببساطة.. نحنا- حكومتنا وخارجيتنا- (سلاقين بيض) في السياسة الدولية!!