"البشير" يهاتف "سلفاكير" و"مشار" و تفاقم الأوضاع الأمنية بـ"جوبا"
تجدد العمليات العسكرية والمواطنون يلجأون لمبنى الأمم المتحدة
جوبا ـــ الخرطوم ــ نزار سيد أحمد
خيم التوتر مجدداً على دولة جنوب السودان بعد تجدد العمليات العسكرية في مدينة “جوبا” أمس (الأحد)، وسط تبادل الاتهامات بين قوات “سلفاكير ميارديت” والدكتور “رياك مشار” وضباط الجيش من الفصائل المتقاتلة، بشأن المعارك العنيفة التي اندلعت في مناطق متفرقة من العاصمة “جوبا” منذ (الخميس) الماضي. وبحسب (الجزيرة) تركزت الاشتباكات حول منطقة جبل كجور الذي تتواجد حوله قاعدة عسكرية تابعة لقوات النائب الأول للرئيس د. “رياك مشار”، وجاءت اشتباكات أمس (الأحد) مختلفة بعد أن استخدمت فيها نيران المدفعية الثقيلة، كما حلقت طائرات عسكرية حول نقطة تفتيش رئيسة موجودة عند مخرج الطريق المؤدي من “جوبا” إلى مدينة “واو” وتحديداً عند جبل كجور، مما اضطر المدنيين للفرار من منازلهم إلى قواعد الأمم المتحدة في العاصمة أو إلى المدن الأخرى.
وتشير إحصائيات غير رسمية إلى وقوع أكثر من (272) قتيلاً على الأقل في الاشتباكات، بين جنود تابعين للرئيس “سلفا كير” وآخرين تابعين لزعيم المتمردين السابق ونائب الرئيس الحالي “رياك مشار”.
وفي الأثناء تدخل رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” لتهدئة الأوضاع وذلك عبر اتصال هاتفي بكل من رئيس دولة الجنوب “سلفاكير ميارديت” ونائبة الأول الدكتور “رياك مشار”، مطالباً بضرورة ضبط النفس وتغليب مصلحة شعب جنوب السودان، من أجل استقرار المنطقة وعدم فتح ثغرة للإرهاب. ودعا “البشير” بحسب تعميم صحفي من إدارة الإعلام بالقصر الجمهوري أمس (الأحد)، كافة الأطراف لحقن الدماء وعدم جر المنطقة لصراعات قبلية وسياسية تسهم في تعطيل عجلة السلام والتنمية في دولة جنوب السودان.
وبدوره أدان مجلس الأمن الدولي تجدد الاشتباكات ملوحاً بعقوبات جديدة (لم يوضحها) وفقاً لقرار العقوبات رقم 2280 الذي تم اعتماده في 9 أبريل الماضي، والذي يشمل تجميد أرصدة مالية وحظر سفر بعض الأفراد والمسؤولين في جنوب السودان. وطالب بالإسراع في التحقيق لمعرفة سبب المواجهات ومحاسبة المسؤولين عنها. وأكد على ضرورة إحكام السيطرة والقيادة على الأفراد العسكريين.
وعبر تغريدة عل موقع التراسل الفوري تويتر، أفادت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بأن هناك (أعيرة نارية وتبادلاً كثيفاً لإطلاق النار مستمر منذ الساعة الخامسة والربع صباحاً بالتوقيت العالمي).
فيما حمل المتحدث باسم الرئاسة في جنوب السودان “أتني ويك” قوات المعارضة بقيادة “مشار”، مسؤولية بدء إطلاق النار، قائلاً إن الحكومة تبذل قصارى جهدها للتأكد من أن الوضع الأمني العام سيعود إلى وضعه الطبيعي في أقصر وقت ممكن. وقال في بيان (الأحد) (هم يختارون الحرب بدلاً من إصلاح الوضع لإنقاذ اتفاق السلام).
من جانبه، نفى “جيمس قديت داك” المتحدث باسم “مشار”، التقارير التي تفيد بأن قواتهم هي من بادرت بالهجوم على القوات الحكومية. وقال إن المقر العام لقوات المعارضة هو من تعرض للهجوم من القوات الحكومية التي اضطرت في الآخر للتراجع إلى وسط المدينة.
ونقلت “رويترز” عن وزير إعلام جنوب السودان “مايكل مكواي” قوله، إن قوات “مشار” هُزمت وبعضها فر والبقية عادت لمعسكرها. وأضاف أن “مشار” تغيب الليلة الماضية لأسباب غير معروفة عن اجتماع مع رئيس جنوب السودان، كان من المقرر أن يبحثا فيه عن حل للأزمة.