(بيت الإجازة) عرف جميل ،يجمع الإثيوبيين والإرتريين ،بالخرطوم،أيام العطلات
ظاهرة إيجابية تساهم في الترابط الإجتماعي وتشحذ الهمم للعمل
الخرطوم ـــ محمد جمال قندول
يعد السودان من الدولة المفضلة لدى الأثيوبيين والارتريين التى يتجهون اليها بحثا عن حياة أفضل، وذلك للتقارب الكبير بيننا وبينهم، بالإضافة إلى سماحة التعايش والخلق الذي يتميز به السودانيون ، وهو ما يجعلهم يشعرون بالأمان، ولذا من الطبيعي أن تجد بعض أحياء الخرطوم مكتظة بالأثيوبيين والارتريين، والذين لهم عادات وتقاليد، خاصة الفئات العمالية التي تعمل في المؤسسات والمنازل. (المجهر) رصدت واحدة من هذه العادات ، التي يحرصون على احيائها، وهم في غربة عن وطنهم.
مرح وضحك ونزهة
يحصل العاملون من الأثيوبيين والارتريين على إجازة لمدة يوم كل أسبوع، ويتجمعون بأعداد كبيرة في منازل مستأجرة ،يطلقون عليها (بيت الإجازة)، ويدفع الواحد منهم أو الواحدة ، مبلغ يقدر بـ(50) جنيهاً مساهمة في الايجار الشهري. وعادة يكون المستأجرون أكثر من (50) شخصاً يأتون، إلى (بيت الإجازة) أربع مرات ، في الشهر ، أوعلى أكثر تقدير مرتين، وهي المتبعة في الغالب. وهذه الأيام يقضونها في مرح ومسرة ، ويخرجون في شكل أفواج إلى المتنزهات والحدائق والأماكن العامة، يستعيدون ذكرياتهم، ويتعارفون مع بعضهم البعض ، بصورة اجتماعية كبيرة، خاصة وأن كل واحد أو واحدة منهم ، جاء من قرية أو مدينة مختلفة ، سواء كانت في أثيوبيا أو ارتريا.
القهوة الأثيوبية والزغني
وعن هذه العادة ، التي وصفتها بالجميلة، تحدثت إلينا الأثيوبية “تقست منغالي” وقالت لـ(المجهر)، بأن (بيت الإجازة) أحد العادات الجميلة التي تغرس فيهم الصبر بعد دوام عمل يستمر أسبوعاً أو أسبوعين، يتجمع فيه العاملون والعاملات من أثيوبيا بهذا البيت، ويعملون فيه القهوة الأثيوبية ،ووجبة الزغني الشهيرة، ويجتمعون فيه لمدة 24 ساعة، يشحذون فيه همهم من جديد للعمل، بالإضافة إلى أنها سانحة طيبة لتعارف أبناء وبنات ينتمون لمناطق، متعددة في أثيوبيا أو ارتريا، وخلق علاقات اجتماعية، ممتازة تعينهم في الغربة، وأضافت بأن (بيت الإجازة) يعد من الظواهر الايجابية، في اغتراب ابن جلدتهم بعموم السودان، لان في أغلب الدول الخليجية والأوربية ممنوع أن يستأجر المنزل أكثر من 10 أفراد، ولكن هنا يستأجر ما يقارب الـ(50) شخصاً منزلا واحدا، ويتناوبون بالحضور فيه أيام عطلاتهم ،بإيجارات رمزية تجعلهم يوفرون مالاً كثيراً، خاصة في أهم مرتكز من مرتكزات الاغتراب ، والمتمثل في الإيجار.
سلام وأمان
وتواصل “تقست” حديثها ، وتقول: السودانيون بطبعهم من أحب وأفضل الأجناس على وجه الكرة الأرضية، التي تقدر ضيوف البلاد والأجانب وتحترمهم، وتزيد: نعيش في أمن وسلام ، وشخصياً سعيدة جداً بالاغتراب في هذا البلد الآمن والجميل والمضياف.
وترى “تقست” بأن أبناء جلدتها يمارسون حياتهم ، ويحيون عاداتهم هنا، وذلك لأنهم يعيشون في سلام وأمان.
أما الارتري “اريك زنقا” والذي يعمل بأحد المطاعم بالخرطوم 2 ، فقد قال لـ(المجهر) بأن (بيت الإجازة) واحد من أجمل الأعراف الذي يجتمع عليها الارتريون والأثيوبيون في السودان، ويساهم بصورة كبيرة في حالة الارتياح النفسية ، لأغلب العاملين في عموم السودان، لأنه يقلل من تكلفة (الإيجارات) بالنسبة لهم، بالإضافة إلى أنه يخلق تواصلاً اجتماعياً ممتازاً ما بين الجميع، خاصة الذين يحلون على بيت الإجازة أيام عطلاتهم، وينتمون لأماكن متفرقة في أنحاء أثيوبيا وارتريا.