المشهد السياسي
ما حدث في الحرم المدني و”القطيف” كارثة..!
موسى يعقوب
ونقول إنه (كارثة) لأنه استهدف إحدى المواقع المقدسة واجبة الاحترام والتقدير بالنسبة للمسلمين في العالم، وهي “المدينة المنورة” وحرمها المقدس قبلة الحجاج في بدء حجهم وختامه.
أما مدينة “القطيف” فهي مقدسة في الأمن السعودي بشكل عام، والاعتداء عليها أو على مقدساتها أي مساجدها يعد خرقاً لتلك القداسة. وتبعاً لذلك فقد كانت الغضبة الأمنية والإعلامية الكبيرة التي وسعت كل الدول الإقليمية والدولية والمحيطة بالمملكة بشكل خاص، أي الدول الإماراتية والعربية والإسلامية لا ريب.. فالحدث التفجيري الذي حدث في المنطقتين ليس سهلاً بل كارثي، إلا أن الضارة ربما كانت (نافعة) كما يقول المثل والحكمة التي هي (رب ضارة نافعة..!).
وما حدث في حرم “المدينة المنورة” ومدينة “القطيف” السعودية كانت نافعاً، حيث أيقظ روح العداء للإرهاب والتطرف الديني ورموزه المعروفة عالمياً وإقليمياً.
فالمملكة العربية السعودية ليست دولة عربية أو مسلمة وحسب، وإنما دولة قائمة على حماية الحرمين الشريفين وتوسيعهما وتطويرهما وتحسين الأوضاع وتأمين حجاج بيت الله الحرام الذين يأتون من كل مكان على اختلاف اللهجات واللغات والجنسيات، وتلك مسؤولية لها احترامها وتقديرها عند سائر المسلمين في بلاد العالم وغيرهم.. ذلك أنها مسؤولية كبيرة ظلت المملكة قائمة عليها وبها. ويعمل أهل تلك البلاد بالضرورة على المساهمة والإسناد في ذلك فضلاً أن المملكة ذاتها ذات صلاحية وقوامة بالمهمة.
غير أنه ومع ذلك جاءت الأحداث الأخيرة لتدعو إلى المزيد من الترابط في أمر الأمن والسلامة السعودية بشكل خاص وأمر تأمين زوار بيوت الله في الحج وغيره، فأين الجامعة العربية وأين الاتحاد الخليجي والعلاقات الثنائية العربية والإسلامية وغيرها بل الدول والمؤسسات الدولية العاملة على الأمن والسلامة في العالم والمملكة العربية السعودية لها دورها المعروف فيها..؟
وما يدعو إلى أن تلك الاتصالات في محيطاتها المذكورة تجري على قدم وساق أن الإعلام قد غطى كل تلك الاتصالات بل حضَّ عليها.
فمكافحة الإرهاب والحرب على (داعش) في مواقع انتشارها وكذلك التطرف الديني كلها تقول إن ثمة اهتمام بأمن الدول والمجتمعات، ولا سيما المملكة العربية السعودية التي لها دورها الديني والاقتصادي والدبلوماسي والسياسي وحفظ الأمن في المنطقة، فهي الدولة الأولى في دعم الاقتصاد العربي والأمن العربي في المنطقة.
من هنا فإن المواطن العربي والإسلامي والخليجي يشعر بضرورة الوقوف إلى جانب المملكة العربية السعودية في ما حدث مؤخراً وما حدث من قبل، فضلاً عن أنها ذات خصوصية دينية وتعبوية، فالحج هو المرتبة الخامسة في أركان العبادة التي بدأت بالصلاة وانتهت بالحج.!
ولكن هناك من يقول: نعم هناك اهتمام كبير بما حدث ولكن لماذا لا يترجم مجتمعياً ومنظماتياً إلى ما يشعر الرأي العام بأن هناك اهتماماً..؟
فأين المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية والتي تعبر عن التضامن مع المملكة ورفض ما حدث.. فرفض ما حدث والاحتجاج عليه يعبر عن الرغبة في الأمن والاستقرار الذي بات مطلباً عالمياً ودائماً ومستمراً.
حفظ الله المملكة العربية السعودية وبلادنا والبلاد الأخرى من التفلتات الأمنية والأعمال الأخرى غير المؤسسة والتي لا يسندها دين ولا عقل.
عليه في خاتمة هذا المشهد السياسي نقول: ما حدث في الحرم المدني ومدينة “القطيف” (كارثة) ليس إلا.. والحافظ الله.