أخيراً.. الحكومة توافق على بدء التفاوض حول البترول اليوم
في تطور مفاجئ أعلنت الحكومة، أمس، أن وفدها المفاوض بأديس أبابا سيدخل، اليوم (الخميس)، في مفاوضات مباشرة مع دولة الجنوب تحت إشراف لجنة الإتحاد الإفريقي رفيعة المستوى بشأن المسائل البترولية وإنتاج واستخراج ونقل وتصديريه.
وقال المتحدث الرسمي باسم وفد السودان في مفاوضات أديس دكتور “مطرف صديق”، في تصريحات صحفية، أمس، من مقر المفاوضات، أنه ومنذ أمس الأول كانت المفاوضات بين الجانبين تسير على قدم وساق حول المسائل الأمنية، ولكن الطرفين سوف يتبادلان المسائل المتعلقة بالبترول اليوم (الخميس).
وكانت (المجهر) قد نادت على مدى شهرين بضرورة بدء التفاوض مع الجنوب بملف النفط بينما ظلت الحكومة تتمسك بأولوية الملف الأمني.
وقال دكتور “مطرف” أن وفد السودان سيقدم رؤيته حول البترول والرسوم والخدمات وغيرها، وبعدها سيطرح الطرف السوداني مجموعة من التساؤلات حول مقترحات الجنوب عن البترول قبل أن تقدم الخرطوم مقترحاتها، التي تسعى لردم الهوة بين ما كان السودان قد تقدم به حول هذا الأمر وما تقدم به وفد جنوب السودان.
وألمح دكتور د. “مطرف” أن الطرفين سيصلان لاتفاق حول هذا الأمر إذا رفع وفد جنوب السودان من عرضه، بحيث يقوم الجانب السوداني بتقديم تنازل من سقفه الذي يري أنه المستحق.
وقدم، في ذات الوقت، شرحاً للوضع الآن عقب الإجراءات التي اتخذها السودان، والتي اتبعها قرار حكومة جنوب السودان بإغلاق أنابيب وإيقاف تصدير النفط وضخه عبر السودان. وأكد أن الطرفين يحاولان الوصول لحلول مرضية لإعادة ضخ بترول الجنوب عبر الشمال.
وجدّد دكتور “مطرف” أن الحكومة لديها الرغبة في استمرار ضخ النفط عبر أراضيها، معرباً عن أمله في أن يصل الطرفان لترتيبات أمنية تسمح بضخ ونقل البترول.
وأوضح أن تفاصيل موقف كل جانب فيما يتعلق بالبترول سوف تظهر اليوم عندما تبدأ الجولة التفاوضية، ويفتتح النقاش. ورأى أن الجنوب قد رفع سقف عروضه مما كان عليه الحال عند بدء جولة التفاوض، إلا أن ما قدمه وفد الجنوب في الورقة التي تم تداولها في الإعلام بعيد عن طموح الجانب السوداني، ولكن التفاوض لا يعني القبول بأمر واحد أو لا شيء، بل يعتمد على المرونة. وعبّر عن أمله في أن يقدم وفد جنوب السودان إثناء التفاوض عرضاً أفضل بينما يقوم وفد الخرطوم بتقديم بعض التنازلات حتى يتم الوصول لاتفاق حول هذا الأمر.
وقال “مطرف” إن الجانبين قد اتفقا على أخذ الموضوعات حزمة واحدة، وأن لا تكون هناك انتقائية، وأن القاعدة هي أن تؤخذ الموضوعات حزمة متكاملة وبمنظور كلي في إشارة إلى أن الترتيبات الأمنية ذات صلة قوية بالترتيبات والاتفاقات الاقتصادية التي سوف يتم تنفيذها على الأرض.
وكان “باقان أموم” قال أمس الأول في مؤتمر صحفي عقده في أديس أبابا إن بلاده تقترح تسعة دولارات وعشرة سنتات لعبور كل برميل من بترول شركة النيل الكبرى (جانبوك) وسبعة دولارات وستة وعشرين سنتاً لعبور بترول بترودار.