الفنان صديق أحمد: يا حليل زمن الفطور على القيزان!!
تحسر الفنان القامة الأستاذ “صديق أحمد” على أيام رمضان (زمان) عندما كانوا في مرحلة الصبا والشباب، الذين قضوه بين تلال ورمال (حلتهم) (أرقي) بالشمالية، تحسر على ذكريات تفاصيل رمضان تلك الأيام الخوالي عندما كانوا يفرشون “البروش” على القيزان، ويأتي كل سكان الحلة بإفطارهم الذي تعده النسوة باكراً، وأضاف: كانت “القراصة” تتسيد وجبة الإفطار الذي كان يكفي ويفيض للضيوف وعابري السبيل، سيما وأن المنطقة ملتقى طرق وتقع على ضفة النيل، حيث المعديات التي تقل المواطنين جيئة وذهاباً طيلة ساعات اليوم.
(1)
واستطرد “صديق أحمد” ولما لم تكن هنالك وسائل ترفيه كما الآن، كان الجميع يتجهون صوب المسجد عقب الإفطار لأداء صلاة التراويح، ثم يتجمعون بعدها على القيزان ويديرون (ونسة) جميلة متنوعة وخفيفة، ويستمعون إلى (الراديو) الوسيلة الإعلامية الوحيدة المتاحة حينها، ثم يتناولون العشاء المكون في الغالب من (الفطير باللبن) جماعة، بيد أنهم لا يطيلون السهر لارتباطهم بأعمال تستدعي نهوضهم باكراً، واعتبر “صديق” السحور أجمل برنامج رمضاني في ذلك الزمن، حيث المسحراتية (أولاد الحلة) يطرقون كل الأبواب باباً باب (ويصحوا الحلة كلها).
(2)
وعن التغييرات التي طرأت على الثقافة الرمضانية يقول “صديق أحمد”: ” أنا الآن أسكن الخرطوم، (حي أم القرى)، ورغم ذلك ظللنا نخرج أنا وجيراني للإفطار في الشارع، لكن هناك أحياء أخرى مجاورة لا تكترث بالأمر، وقد أجد لهم العذر فربما لا يأتمنون أي زائر يطرق بابهم، وأضاف: التغيير طال أمور أخرى حتى نوعية الأكل، سكت برهة ثم ردد أغنية تجسد ذلك، وتحكي قصة والدة أحد المهاجرين من البلدة تخاطب أبنها الغائب..
بلالي متين يجي يا يمه بلالي متين يجي
فرد عليها ابنها المهاجر قائلاً:
الرسول يمه الهدايه
قولي لامي أنا ماني جايي
كنا نشرب لبن السعايه
بقينا نشرب لبن الشرايه
المي بالماسورة جايي
طبيخنا في الحلة أم غتايي
إلى ذلك يُشار إلى أن النشاط الفني الرمضاني لصديق أحمد كان كبيراً جداً خاصة بين الروابط الطلابية، التي ظل يشاركها حفلاتها الترفيهية، قبل أن يقعده المرض ويلزمه السرير الأبيض، (المجهر) تتمنى له الشفاء العاجل، ومتعه الله بالصحة والعافية.