دردشة رمضانية على مائدة تسيدها الراحل المقيم الأستاذ "سعد الدين إبراهيم"
الحلقة الثالثة
تذوقنا خلالها عدداً من الموضوعات الشيقة والشهية
حوار ـــ أمل أبو القاسم
{ أستاذ سعد الدين أنت زول متحرك تركب المواصلات وتمشي بين الناس وقارئ جيد جداً للشارع السوداني بصورة عامة وهذا واضح من خلال كتاباتك.. كيف تنظر لهؤلاء في رمضان؟
ـــ بقراهم كويس جداً وأتوقع منهم. فالواحد تلقاه ما بتم الجملة يقول: والله بس خليها ساكت.. يا أخي ما الموضوع دا نقول شنو لكن.. نهائي ما في زول يتم الجملة. تاني حاجة إذا هبشتو ساي يحمر ليك. بعدين في ظواهر بايخة زي المسواك في المواصلات العامة مرات بتكلم مع الناس ومرات بسكت لكن أنا في العادة شليق وعشان كنت مدرس وبقيت صحفي دايماً ما أشعر الناس ديل تلامذتي فعادة أقتحمهم وأعلق، وألاحظ للظواهر مثلاً البدافسو في المواصلات بعاين للحاجات دي وبرصدها.
{ كمان إذا الزول “نيرفز” أيام السنة في رمضان العيار بزيد؟
ــ طبعاً، لأن الصيام عنده آثار بيولوجية بالذات ناس الكيف الشاي والقهوة والتمباك وغيرها، زي ديل بعانوا وبلقوا مشقة أكبر. فالناس دي من (9 ــ 11) بكونوا مقبولين ممكن تهزل وتنكت معاهم ومن (10 ــ 12) وسط أما بعد (12) تاني ما تسأل زول خاااالص إلا بعد الأذان.
{ أنت كيف؟ بتقدر تضبط نفسك ولّا “نيرفز”؟
ــ “نيرفز” جداً.
{ على كدا بتعمل لناس البيت هلع في رمضان؟
ــ شفتي لو لقيت المخدة زول ساي شالها دي مشكلة كبيرة، ولو فكرت أصوم (الاثنين) و(الخميس) يقولوا لي لا لا.
{ نمشي للدراما وأنت ناقد فني وعندك رؤية ثاقبة في الدراما عموماً والفن.. عايزنك تكلمنا عن الدراما زمان وهسي خاصة في رمضان؟
ــ أنا طبعاً كنت منتج درامي ومؤلف إذاعي، وعملت عدد من المسلسلات بعضها ما زال في ذاكرة الإذاعة زي مسلسل (باب السنط) و(المدينة تحاصر عبد الله) وهو آخر مسلسل اشتغله “جمال حسن سعيد” بعدها توقف، وكان مفترض نجهز واحد تاني للتلفزيون لكن ما لقينا وقت لذلك، حتى دراما التلفزيون ما زال الناس يضربوا بيها المثل زي (الشاهد والضحية) و(دماء على البحر) و(دكين).
{ حالياً في …..؟
ـــ (مقاطعاً)… في “عوارة”.
{ أيضاً فجوة في الدراما عندما كانت غزيرة يقوموا يجيبوا مشاهد موغلة في المحلية لبعض المناطق النائية والبدائية بكل ثقافاتها حتى أن المتلقي كان يخشى عكس صورة مشوهة للسودان ككل فجأة كدا انتقلوا لإنتاج دراما باذخة تتجاوز محليتنا المعتدلة، فضلاً عن شطحات جديدة تسجل في الخارج زي (جو أوروبي) على سبيل المثال؟
ـــ كوميديا بس، وتفتقر للمجهود، والناس ديل مع احترامنا ليهم ولما قدم من جهد ونحن الآن ننتقد نقداً عاماً مش عشان قدموا (جو هندي) بالتحديد لكنه نقد عام كلها كوميديا، والكوميديا نفسها غير هادفة عبارة عن مجموعة من الاسكيتشات. يعني شنو تمشي الهند وتحاكي الهنود، قد تضحك، لكنها غير مفيدة وأصبحت على حساب الدراما الجادة الحقيقية التي تعالج قضايا زي مسلسل طالبات الداخلية (الشيمة) الذي أخرجه “مجدي مكي”، أيضاً (الشاهد والضحية)، برضو “إسحق فضل الله” عمل مسلسل ما متذكره لكن احتج عليه الأطباء، فكلها كانت دراما مؤثرة.
{ تحكي وتعكس قضايانا؟
ـــ نعم، وتجعل الرأي والشارع العام ينتبه، لكن هسي مافي دراما جادة مجرد اسكيتشات فكاهية ما فيها مجهود، ليتهم قعدوا وشافوها بتروي، بصراحة دراما غير جادة وتشبه دفن الليل أب كراعاً بره.
{ طيب بخلاف الإنتاج الخارجي هسي الكاميرا الخفية العندنا دي أعتقد أنها لا ترقى لأن تكون كاميرا خفية تشبه تلك التي بالدول الأخرى؟
ـــ لأنو السوداني ما بستحمل تقول ليه كاميرا خفية يديك “بونية”.
{ المشكلة الافتعال ظاهر فيها؟
ــ لأنو حاجات زي دي لازم تفتعلها وتفبركها يعني الكاميرا الخفية لذتها أنك تحس الشخص، تفاجأ بالموقف لكنه قد يكون جارحاً لا يمكن تحمله، فيضطر للكشف، وبالتالي يكون التمثيل راح فيها، و”ربيع طه” طلع بره أكتر من مرة مشى سوريا ومصر لأنو الناس هناك أقل تأثيراً.
{ أعتقد يا أستاذ “سعد الدين” أن الإنتاج نفسه قل وفي حوار سابق مع الممثلة القديرة الأستاذة “فائزة عمسيب”- متعها الله بالصحة والعافية- قالت إنه شتان ما بين العمل زمان وهسي في رمضان وحالياً أصبحوا ما قادرين يقدموا حاجة في التلفزيون لأنو بطالبوهم برعاية.. رأيك شنو في موضوع الرعاية وضنين الإنتاج ممكن نعزوه لشنو رغم أن الدراميين في زيادة والتقنيات تطورت ومع ذلك الإنتاج ضعيف؟
ـــ زي ما قلت ليك في تراجع كبير وبعدين أنت تحدثت عن أن أستاذة “فائزة” قالت ليك الرعاية وكدا، هو الحاجة دي أنت ما بتطالب بيها مافي عمل من غير مؤسسية، لكن في المؤسسة إذا كان في تلفزيون أو غيره لازم يكون في قسم بتاع رعاية يروج، لكن أنت كمخرج أو مؤلف ما عندك يد، هم يجيبوا الرعاية وأنت عليك تجود شغلك وتجذب الراعي يمول ليك.
{ طيب دي مش مشكلة إنو لازم يكون عندك راعي ما أنت عندك إمكانيات وخبرات متراكمة؟
ـــ لازم تكون في مؤسسة لأنو في النهاية الدراما مكلفة فلازم المؤسسات تدخل فيها. أنت لاحظي للإعلانات فيها والناس لسه بتتذكر “يا خلف الله ما عذبتنا”، والانتخابات دي ما جابوهم لأنه على ما أعتقد اختلفوا في التكاليف لأنه القصة بقت زي مكلفة، لكن بكون في ترويج للدراما، لاحظي في مسلسلات بره حسب المسلسل بتكون في كمية من الإعلانات خاصة مسلسلات “عادل إمام” و”إلهام شاهين” و”يحيى الفخراني” تشيل نفسها براها لأنو بكون في تزاحم على الإعلان.
{ أصبح هناك نجوم دراما عربية معروفين لكن نحن ما أظن عندنا بل العكس؟
ـــ الدراما أصبحت غير جاذبة هنا بعكس جاذبيتها في الخارج أكثر من البرامج العادية، برامج “التك شو” وكدا، ونحن أكثر الإعلانات أصبحت في برامج الأغاني، وكذلك “غُنا السباتة”، أو برامج الحوارات الصعبة زي بتاعت الاتهامات وكدا.