الحكومة تشترط السماح بإدخال الإغاثة لمناطق النزاع عبر الآلية الثلاثية
تحصلت (المجهر) على رؤية الحكومة التي دفعت بها خلال جولة التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال في أديس أبابا بشأن المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بينما تمسكت الحكومة بأن يتم العمل الإغاثي للمتأثرين من القتال والنازحين عبر الآلية الثلاثية المتمثلة في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية. واشترطت ألا تصل الإغاثات لمقاتلي الحركة الشعبية.
وكشف تقرير صادر عن مفوضية العون الإنساني دفعت به لوفد الحكومة المفاوض أن جملة المتأثرين بالنزاع في ولاية جنوب كردفان بلغ (270) ألف شخص، وأن المتأثرين في ولاية النيل الأزرق بلغوا (485) ألف شخص، بينما بلغ العائدون لولاية جنوب كردفان (63) ألف فار، وبلغ العائدون لولاية النيل الأزرق (417) ألف متأثر، بينما لا يزال نحو (207) آلاف متأثر في جنوب كردفان و(67) ألف متأثر في النيل الأزرق.
واشترطت الحكومة في موافقتها على المبادرة الثلاثية على (الالتزام الصارم بسيادة السودان وحقها في حفظ الأمن وإنفاذ القانون)، وكفالة حق الحصول على الغذاء والمساعدات الإنسانية لكل المتأثرين بالنزاع دون تمييز، فضلاً على قيام المقترح على الوقف الفوري للنزاع المسلح عبر منهج متكامل.
الإقرار بما قامت به الحكومة من تقديم المساعدات الإنسانية بالمناطق المتأثرة بالولايتين، وسيادة الحكومة في الإشراف على عمليات العون الإنساني في كل الأراضي السودانية، ضرورة الاتفاق على جدول زمني للعمليات الإنسانية لفترة زمنية محددة، واعتماد خطة عمل مشتركة لتقديم المساعدات الإنسانية بين الحكومة والأطراف الثلاثة.
وأفادت الحكومة بأنها وفرت موارد مالية لولاية جنوب كردفان بواقع (9 ) ملايين دولار، والنيل الأزرق بواقع (5) ملايين دولار مؤكدة إعادة الأوضاع إلى طبيعتها عن طريق معالجة ما يربو على 90% من حجم المتأثرين في النيل الأزرق، و85% في جنوب كردفان، مبينة أن الجهود والدعم مستمر لإكمال التغطية الشاملة للاحتياجات (للمتأثرين حالياً والعائدين من مناطق تواجد التمرد ودول الجوار).
وذكر التقرير أن الحكومة أجرت مسحاً مشتركاً مع شركائها في فبراير المنصرم غطى حوالي (80%) من المحليات المتأثرة، وخلص إلى أن الأوضاع الإنسانية جيدة ومستقره طيلة فترة الأحداث. وكشف التقرير أن معدل سوء التغذية العام بلغ (4.4%)، وأن المعدل الطبيعي حتى (15%) وفقاً للمعدل العالمي لمنظمة الصحة العالمية، وأن معدل سوء التغذية الحاد بلغ (0.7%) بينما المعدل الطبيعي. ونفى وجود أي وبائيات وسط المتأثرين، بينما لا توجد أي حالات وفيات غير طبيعية، بيد أن هنالك (13%) من الأطفال دون الخامسة يحتاجون إلى غذاء نوعي حتى لا يكونوا عرضة لسوء التغذية، ولفت التقرير إلى السماح لمنظمة اليونسيف عبر اليونامس بتوصيل مساعدات إنسانية للأطفال والنساء في مناطق (كاودا – جلد).