الديوان

الأواني المنزلية.. العودة إلى زمن القرعة وقدح السِّدر

كل عام وفي شهر رمضان، تحتشد الأسواق بالباعة والمشترين استعداداً لصومه بيسر واحتفاءً بقدره وعظمته، ولكن هذا العام ظلت الأسواق تفغر أفواهها مشدوهة من إمساك المشترين لأغراض رمضان، الذين تقاعسوا أو تقاعست بهم جيوبهم عن إحياء سنة التسوق الرمضاني، بل حتى عن اقتناء بعض الضروريات لهذا الشهر الكريم، ربما تمسكاً بالمقولة الرائجة والعبارة الشائعة (الغالي متروك).
 (المجهر) ومن خلال جولتها الميدانية، قبل وأثناء الشهر الكريم في سوق الأواني المنزلية بكل من أم درمان والسوق المركزي، وقفت على كساد كبير اتسمت به حركتي البيع والشراء هذا الـ( رمضان).
غلاء غير مبرر..
عدد من الذين تحدثوا لـ(المجهر) أكدوا أن أسعار الأواني المنزلية بلغت حداً جعل شراءها شبه مستحيل، وهذا ما أكدت عليه الأرقام التي حصلنا عليها من بعض التجار.
المشترون الذين صدمتهم الأسعار عادوا أدراجهم دون الحصول على بغيتهم، كما قال المواطن “محمد علي جابر” الذي حضر برفقة زوجته إلى سوق أم درمان لشراء أواني رمضان، ولكن أسعارها جعلته في وضع حرج جداً، لم ينقذه منه سوى اقتراح بإمكانية الاستفادة من الأواني القديمة الموجودة بالمنزل، وأضاف “جابر”: أسعار هذا العام فوق طاقة الكثير من المواطنين خاصة ذوي الدخل المحدود.
وليس بعيداً عما ذهب إليه “جابر” أكدت الحاجة “ميمونة علي التوم” على استحالة شراء أوانٍ جديدة بهذه الأسعار الخرافية، وفصّلت قائلة: هذا العام بلغ سعر الـ(صينية النيكل) (90) جنيهاً والألمونيوم (75)، وأضافت: الوضع المالي للأسر ضعيف جداً في ظل ارتفاع غير مسبوق في أسعار كل السلع، وبالتالي أحجمت عن شراء متطلباتها الرئيسة، دعك عن الأواني التي تعتبر مهمة أيضاً، لكن يمكن الاستعاضة عنها بالقديم.
مؤشرات مذهلة وغلاء فاحش
وفي السياق ذاته قال السيد “محمد الأمين” صاحب متجر للأواني بالسوق الشعبي: ” إن الأسعار هذا العام بلغت ضعف ما كانت عليه في العام الماضي، فقد وصل سعر (الجك + ستة كبابي فايبر) إلى (130 جنيهاً)، بينما كان سعره العام الماضي (15) جنيه فقط، أما سعر جك الزجاج المصري بدون كبابي بلغ (90) جنيهاً، بعد أن كان بـ(60) فقط في العام المنصرم، واستطرد “محمد الأمين”: سعر دستة كبابي الشاي ارتفعت من (4 جنيهات) رمضان الماضي إلى (10) الآن، أما سعر دستة كبابي العصير، فالحد الأدنى للنوع (الردئ) بلغ (22) جنيهاً، بعد أن كانت بـ(8) رمضان الفائت، وارتفع سعر الجردل من(5) جنيهات إلى (10) جنيهات اليوم، وحتى جك البلاستيك الذي كان لا يجد من يشتريه بجنيه واحد الآن بـ (3.5) جنيه.
إقبال ضعيف…
 وكشف “محمد الأمين” عن أن الأسعار العالية جعلت القوى الشرائية تنحدر لأدنى مستوياتها ما سبب ركوداً غير مسبوق في الوقت الذي كان التجار ينتظرون فيه الموسم لتعويض الخسائر الكبيرة التي لحقت بتجارتهم خلال العام، وبرر”الأمين” خلو السوق من المشترين بأن الناس عجزوا عن شراء أوانٍ جديدة بسبب ارتفاع الأسعار.
إلى ذلك أوضح المواطن “علي جبر الله” – موظف –  أن المرتبات لا تكفي لشراء المستلزمات الضرورية، وبالتالي أصبح شراء الكماليات شبه مستحيل في ظل الوضع الراهن الذي يعيشه المواطن والمتمثل في تدني الأجور والدخول، حيث يعمل كثير من المواطنين في أعمال هامشية دخلها اليومي لا يتجاوز الـ(10) جنيهات، وعليه يصبح أمر شراء أوانٍ جديدة أو حتى مستلزمات ضرورية أخرى مهمة شبه مستحيلة إن لم تكن كذلك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية