عز الكلام
ليه كده يا هرم؟؟
أم وضاح
أنا ميالة بل أتعمد أن أحتفي (وأقشر) وأفتخر بالشخصية السودانية في أي محفل أتواجد فيه، وأظل في حالة عزف على وتر أننا أحسن ناس في كل شيء، وأننا كما قال الشاعر “إسماعيل حسن” بنينا الدنيا بويت في بويت وأننا أصحاب حضارة وتاريخ وفن وإبداع، سبقنا الكثيرين في تلمس فضاءات التميز بدليل أننا ولشعوب كثيرة شقيقة وصديقة كنا المعلم والقدوة والمثال. لكل ذلك ما شايفة زول يغني أحسن مننا وما شايفة زول يمثل أحسن مننا وما شايفة زول بيكتب أحسن مننا، وما شايفة زول أحسن مننا، في أية حاجة كبرت أو صغرت، صحيح هذا الإبداع وهذا الجمال تعوق مسيرة زحفه عوامل ما بيدنا، لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح. وبالتالي وبكل هذا الانحياز للسودان ناس وشجر وحجر وقيم زعلت حد الزعل وغضبت حد الغضب، إذ كيف تنازل الهرم “كمال ترباس” وهو واحد من القمم الفنية الباذخة كيف تنازل وقبل أن يتشارك الحوار والتجربة والإطلالة مع مغني مصري مغمور اسمه أيه كده “الإسكندراني” من خلال سهرة وتر عربي والبون والفرق شاسع بين “كمال ترباس” وبين هذا المغني الذي لا وجود له حتى على مستوى البرامج والشاشات المصرية.
فمن أي (جُب سحيق) أخرجه البرنامج ليطل على المشاهد السوداني وكليهما غريب عن الآخر، فلا هو يعرفنا ولا نحن سمعنا به، ومهم جداً أن أقول إن الفنانين العرب الكبار أمثال “محمد عبده” أو “أحلام” أو “شيرين” أو “صابر الرباعي” لا يطلون من خلال برنامج إلا بعد أن يملوا شروطهم ويضعوا بصمتهم على تفاصيل اللقاء، بل ويحددون أسماء الضيوف وحتى المحاور وكل واحد و(برستيجه) أو هو حر فيه وبالمقابل يتنازل “كمال ترباس” الهرم ليجلس مع فنان مغمور في بلاده وتجربته الغنائية نفسها ليست ذات علاقة بمسمى البرنامج (وتر عربي) والرجل وتره غربي واستايله أجنبي، فما الذي لم الشامي على المغربي.
أنا شخصياً ظللت طوال الحلقة أبحث عن الرابط السحري للضيفين فلم أجد إلا مزيجاً ماسخاً من غير طعم لعلاقة فنية لا تتوفر لها أدنى أركان اللقاء تحت سقف واحد، وده كله ما مهم والناس جميع ما تهمني كيف ارتضى “ترباس” أن يتشارك حلقة لا تضيف له بل تخصم منه الكثير وما خصم منه اكتسبه فنان الإسكندرية، ولو كنا نعرف قيمة أنفسنا لما حظي بشرف الجلوس مع واحد من أعمدة الفن السوداني. و”ترباس” عندي لو أنه تشارك الحلقة مع “شيرين” أو “هاني شاكر” أو “الكينج” “محمد منير” لكان أكبر منهم جميعاً بتاريخه وفنه وجميل كلماته، لكن لماذا سقط “ترباس” هذا السقوط المدوي، ما بقدر أقول “ترباس” ما عارف قيمة نفسه لا عارف واقعه ليه!!
لكن حتى لو كان المبلغ الذي عرض عليه مبلغ (خنفشاري) وبسيل له اللعاب، ما كان عليه أن يوافق على هذه الحلقة، والفنان عندما يصل إلى القمة عليه أن يحسب كل خطوة يخطوها حتى لا تنزلق قدمه كما فعل الهرم في وتر عربي، أقول ليك حاجة أخي “ترباس” والله بالحيل حارقاني!!
كلمة عزيزة
وصلاً لما سبق في هذه الزاوية هل صحيح أن “إيهاب توفيق” رفض أن يتشارك معه فنان سوداني تسجيل البرنامج رغم وجود فنانين سودانيين لحظة التسجيل، واشترط أن يسجل منفرداً ووافقت الشركة المنتجة على شروطه. لو حدث ذلك نكون فعلاً ما عارفين قدر نفسنا وفنانينا تصيبهم البلاهة ويشعرون بالسعادة لو سلم عليهم فنان مصري من شارع “محمد علي”!!
كلمة أعز
لفتت نظري اسكتشات كوميديا على فضائية الخرطوم بعنوان (نشرة نسوان) فيها كثير من خفة الدم والمواقف الستاتية الحية، أجمل ما في هذه الحلقات أن البطولة النسائية فيها متكافئة وكل ممثلة أكدت نجوميتها في المشهد الذي تظهر من خلاله. أتمنى أن تكون هذه (الست كوم) بداية لكوميديا سودانية معمولة ومطبوخة تخاطب الإنسان السوداني بمفرداته التي يفهمها، بدلاً من التعبيرات الوافدة التي عوجت لسان أولادنا وغيرت من نطقهم. برافو بطلات (نشرة نسوان) بلا استثناء وبرافو المخرج “أبو بكر الشيخ ود رقية”