هيئة الرهد الزراعية تشكو من اختناقات مائية بسبب انخفاض معدلات الأمطار
في تقرير متشائم عرضته لتشريعي الولاية وطالبت بالتدخل العاجل
ود مدني – زهر حسين
كشف تقرير هيئة الرهد الزراعية من خلال بيان شهر يونيو 2016 عن كثير من الحقائق التي يعيشها المشروع والواقع الراهن، حيث تبلغ مساحة مشروع الرهد الزراعي (350) ألف فدان وتقع (40%) منه في ولاية القضارف و(60%) بولاية الجزيرة، بالإضافة إلى (70) ألف فدان تمثل المشاريع والمزارع الخاصة. وقد لازمت الموسم الزراعي 2015/2016 بعض الاختناقات المائية نتيجة لانخفاض معدلات الأمطار التي أثرت سلباً على إيرادات نهر الرهد، حيث جاء متأخراً وانحسر مبكراً بالإضافة للأعطال المفاجئة والمتكررة بطلمبات “مينا الشريف” في فترة الاحتياجات المائية القصوى. وقد بلغت جملة المساحة المستهدفة 205.000 فدان والمنفذة 236.241 فدان بمحاصيل القطن – الفول – الذرة – زهرة الشمس – بقوليات – القمح -الخضروات – الأعلاف. توقفت زراعة القمح بالمشروع منذ العام 2008 لضعف الإنتاجية نتيجة لعدم ملاءمة المناخ لزراعته ومع ظهور الأصناف الملائمة للجهد الحراري حيث بلغت المساحة المزروعة قمحاً (1437) في مواقع مختلفة، وقد بلغت متوسط إنتاجيته (10.5) جوال للفدان. وقد ظهرت آفات متعددة مثل الذبابة البيضاء- ديدان اللوز الأفريقية – الجاسيد – الايفدس -التربس واخطر افه البق الدقيقي وقد بلغت المساحة المتأثرة به (5000) فدان. ومرض الساق الأسود في مساحة (3000) فدان، وصلت المساحة المزروعة من الغابات (4507) فدان. من أهم التحديات التي تواجه المشروع طلمبات مينا الشريف الذي انتهى العمر الافتراضي لها (أكثر من 38عاماً)، وهي تقوم بتوفير (75%) من احتياجات المشروع المائية، والوضع الراهن للطلمبات يصعب معه الحديث عن الموسم الزراعي القادم 2016/2017. تم الاتفاق على توريد اسبيرات إسعافية لصيانة (5) طلمبات لدخول الموسم القادم، ولكن هذا لن يستقيم معه الحال عليه يصبح من الضروري استعجال إحلال الطلمبات بصورة كاملة (11) وحدة. ونسبة لكبر المبلغ (10) ملايين يورو يمكن التدرج في الإحلال بتوفير مبلغ الإحلال، بتوفير مبلغ لثلاثة أو أربع طلمبات (3-2.7) مليون يورو بصورة عاجلة، كذلك يواجه مشروع الرهد بانعدام وسائل الحركة وعندما آلت إدارة المشروع لشركة سكر كنانة تم التصرف بالبيع في جميع عربات الهيئة، وتعتمد الهيئة الآن على إيجار أكثر من (50) عربة متهالكة وبأسعار مرتفعة ولا تؤدي المهام الموكلة إليها، بالإضافة إلى أنها تضيف عبئاً كبيراً على ميزانية الهيئة. ويرى مراقبون أن هذا المشروع في الرمق الأخير والدليل خروج الفول من الزراعة. وأهم التحديات عملية الري بعد تهالك الطلمبات، كما يرى آخرون أن الإهمال كان من المركز والحكومة، وأن المشروع مر بتحولات أقعدت مسيرته وهو دخول كنانة مما أضر بالإنتاجية وأبعد المزارع عن المشروع، وأن أمر تأجير العربات لا يستقيم وكذا الحال بالنسبة للطلمبات، ويحسب الكثيرون أنها بداية النهاية. وقد رأى مدير عام هيئة الرهد الزراعية مهندس “عبد الله محمد أحمد عمر” أنه لابد من الإحلال التام للطلمبات، لأن الإجراءات الإسعافية ما عادت تكفي وأن الموقف الآن في المشروع حرج، وبخروج كنانة خرج معها كل المشروع وقد قامت كنانة ببيع (165) عربة، كذلك هناك أثر للمقاطعة الأمريكية المفروضة على السودان في عدم توفر الاسبيرات، وقد تحدث وزير الزراعة بولاية الجزيرة “أحمد سليمان” أن المطالبات للجهات الاتحادية معلومة بالضرورة، وأن أثر المقاطعة الأمريكية الجائرة على السودان بات واضحاً. وقد رأى رئيس مجلس ولاية الجزيرة التشريعي د.”جلال من الله” لابد من التحرك والعمل في جهات مختلفة وذلك بإرسال خطاب معنون للنائب الأول لرئيس الجمهورية وصورة منه لوزارة الزراعة والري والسدود وأعضاء مجلس الولايات والجهات الأخرى، كذلك تتم الدعوة للهيئة البرلمانية لولاية الجزيرة في المجلس الوطني (وكنانة بدل ما جابوه فزع بقى وجع)، وعلى لجنة الزراعة أن تعد تقريراً بذلك ووضع مقترحات الحلول.