القيادية بالمؤتمر الوطني"رجاء حسن خليفة" في حوار خاص لـ "المجهر"
لن يفارق الأستاذة “رجاء حسن خليفة” ربطها باتحاد المرأة.. حتى في القصر تتحدث عنه، وقالت إنها أوصت الرئيس خيراً بنساء السودان (أنا خائفة على حقوق المرأة في السودان).. عملت معلمة بنهر النيل وطافت السودان من أقصاه إلى أقصاه وقالت إنها تعرفه عن قرب.. وأكدت أنهم راضون عن مغادرة القصر الجمهوري ولم يبكِ أحد، والتظاهرات لا تخيفنا، (أنا عادية ولم أغير من عاداتي في الشراء أو غيره لأنني لم أسمح لنفسي بأي تغيير وأعرف أن المناصب ضل ضحى، ونحن أخوان الشهداء الدنيا ما بتدخل جوة قلوبنا).
{ ماذا نقول لرجاء.. كفارة أم مبروك (كتلوك ولا جوك جوك)؟
– لا كفارة ولا مبروك، أنا مكلفة من حزب “المؤتمر الوطني”.
{ مكلفة في القصر بدرجة مستشار (صحيح)؟
– أدخل في الموضوع يا صديق.
{ هل أنتِ سعيدة؟
– أنا سعيدة، لأن الأخ البشير أصدر بقناعات قوية حزمة متكاملة من القرارات الاقتصادية.
{ ولكن معظم خبراء الاقتصاد قالوا إنها لن تغير الحال المائل؟
– ربما لأنهم يعرفون أن السودان النمو فيه غير راسخ، ولهم الحق أن التأثير لن يكون عميقاً.
{ إذن لماذا الدفوف والطبول وكأن نصراً قد تحقق؟
– التصفيق كان للعزيمة والفائدة المعنوية واضحة لتأكيد أن الدولة مثل المواطن تعاني.
{ ظننتِ أن التغيير بكل عواصفه لن يصل إليك؟
– أنا من قمت بهذا الاقتراح قبل شهرين من التفكير فيه.
{ وخرجتم مثل ما جئتم بدون أثر؟
– ليست لدينا مهام تنفيذية.
{ إضافة إلى أنكم كنتم بدون أعمال واضحة؟
– لا لا لا.. كنا نقوم بأعمالنا بمخاطبة الورش ومخاطبة القطاعات والافتتاح نيابة عن الرئيس، ولم نكن كتلة صماء، ومعظم التعيين كان ذا دلالة سياسية، وأدينا دورنا بصورة ممتازة.
{ أديتم دوركم بصورة ممتازة؟
– أنا قلت ليك دورنا ما تنفيذي، إنما طبيعة شغلنا (تمثيل إنابة).
{ (ما فاهم حاجة)؟
– معناه دورنا تعبوي، إرسال رسائل موجبة، لا يرى بنتائج ولكنه موجود.
{ هناك تعيس آخر في الساحة (الأحزاب المشاركة) في الحكومة العريضة أين هم من عاصفة التقليص؟
– دي أحزاب شجاعة ووطنية قبلت بالتحدي في شراكة سياسية.
{ خلاص سيرة وانفضت يا حضرات المستشارين؟
– أنا أعمل ضمن بيعة في الأعناق (وصاح كنت عاوزة اعتزل).
{ كيف كان الوداع مع الرئيس بالقصر الجمهوري؟
– ونسة عادية.
{ ما الموضوع الذي طرح أثناء الونسة؟
– كنا نتكلم كمنتدى سياسي، تحدثنا عن الانتخابات المصرية، وعن الفكر والتاريخ وتوثيق التاريخ السوداني، وتحدث دكتور “غازي” عن الفرق الإسلامية وتأثيراتها.
{ من الذي بكى وذرف الدموع (استحلفك بالله) هل كنتم حزانى؟
– والله العظيم ما في زول حزين، ديل ناس قامات، وأنا شخصياً جهزت حاجاتي من بدري، ونحن ما نفونا من السودان (نحن شغالين شغل تاني).
{ مؤكد قلتم أشياء لن تنشر أبداً؟
– طيب (بتسأل ليه)، وبعدين دي أسرار مجالس.
{ سمعنا بنكتة أطلقها واحد من 9 مستشارين؟
– أشك في المعلومة ودي واحدة من فنونكم، وأثق في كل المستشارين التسعة.
{ النكتة متداولة.. ما رأيك؟
– الرئيس دا يا جماعة ما مدير شركة اتصالات، بل هو رئيس الجمهورية.
{ هل أشاد الرئيس بأدواركم العظيمة؟
– أشاد بنا لأنه يعرف ويقدر أعمالنا، وتحدث بالنيابة عنا الدكتور ” إبراهيم احمد عمر” وتحدثت أنا.
{ لماذا أنتِ تحديداً؟
– أنا من أجل ( النسوان)، وأوصيته بالنساء خيراً، وأن لا يكون التقليص على حساب بناتنا في الوطن، وأنا أخاف على حقوق المرأة.
{ كلكم بكيتم في السر؟
– الله يهدينا ويهديك، الذي يبكي في سره مخير (خلوه يبكي)، ودي أسرار أنا ما عارفاها.
{ هل تعلمين أن الشعب لم يذرف دمعة واحدة من أجلكم وأنتم تغادرون؟
– عرفت كيف.. وذاتو ما كان في عنصر مفاجأة.
{ فقدتم مرتبات معتبرة ستذهب لدعم الحليب والسكر والبن..
– (ياريت)، وأنا أعمل منذ عشرين عاماً وأحرص أن لا يتغير نمط حياتي ولا أسرتي، لأننا نعرف أن المناصب ضل ضحى، وأنا أوفق أوضاعي بصورة طبيعية.
ونحن أخوان الشهداء نعرفهم واحداً واحداً، قدموا الآباء والأبناء حتى الزوجات والطلاب، وديل الدنيا ما بتدخل جوة قلوبهم، نحن من يمسك بزمامها ويذكرها بالمعاني الثانية.
{ ما هو الجانب الذي يحترمه الناس للمستشارين التسعة؟
– هي رسالة تضامنية سياسية.
{ اذا تم تنفيذ 50% من القرارات الاقتصادية الأخيرة.. هل ستستقر الأمور؟
– لا لا لا.. الحزمة متآزرة جداً ولا مجال لتجزئتها حتى لا تنهار.
{ تتصرف الحكومة مع هذه الأزمة وكأنها جاءت بلا مقدمات؟
– أبداً بالعكس كان هناك تمهيد، وكانت زيادة الوقود تراوح مكانها منذ عامين.
{ أمكن الانفصال سبب رئيسي؟
– الانفصال هو مهر السلام، ولم نتخيلهم أن يكونوا أعداء.
{ ولكن المواطن الكريم يهمه اقتصاد مستقر؟
– هناك ضجر من بعض السياسات والغلاء، الأخير عليهم صعب (حار عليهم)، وبالمقابل كان الرئيس واضحاً ولم يكذب عليهم.
{ هناك مقولة للصادق المهدي (لقد هزمني التجار).. هل التجار يهزمون الدولة والحكومات؟
– التجار مارسوا سلوكاً غير أخلاقي في هذه الأزمة، وسيحاسب كل من يتاجر باستقرار البلد.
{ ديل تجار عاوزين ربح لا أكثر ولا أقل؟
– وكمان الدولة عندها أدوات السيطرة على من يتلاعب بقوت الناس، وهذا خط أحمر.
{ كيف توقعتِ ما دعت له المعارضة يوم الجمعة بالخرطوم؟
– المعارضة “نهازة” للفرص، وعاوزين يجوا للخرطوم من الأطراف بالعمل العسكري.
{ أنتم من رفض للمعارضة أن تعمل بحرية؟
– بالعكس، نحن من سعى ليلاً نهار أن تكون المعارضة مسؤولة لنبني الوطن مع بعض.
{ تقصدون معارضة التوالي السياسي لترسيخ الحكم الحالي.. أليس كذلك؟
– يشهد الله في برلمان 2005 كنا نرتب للفوز بـ60% فقط لنفسح للمعارضة مجالاً للمشي وتقويم الأداء، ونحنا عاوزين معارضة (جد جد).
{ وهل هناك خط أحمر؟
– دائماً الخط الأحمر موجود.
{ كيف التعامل مع الاحتجاجات؟
– الاحتجاجات التي تحرق البصات والكمبيوترات لا تعبر عن الناس الأحرار، ولا علاقة لها بحرية التعبير كقضية في الحريات.
{ جماهير (الشعبي) و(الشيوعي) هل ينقصها الوعي لفهم الحريات أو التعبير عنها؟
– الشعبي والشيوعي تطرفا.
{ تتحدثون في المنابر الاعلامية وكأن الشعب يصفق للغلاء؟
– لم يكبر الشعب للإجراءات، لكنه قدر وتفهم خطاب الرئيس.
{ علمتم الناس المطالبة بالحقوق كواحدة من إفرازات التعليم العالي؟
– وعلمناهم كيفية الانتقال من الحكم العسكري للحكم المدني والكثير والكثير، لكنكم تغمطون الحقوق والجهود والله المستعان.
{ إنه عهد الربيع العربي عهد مختلف وأنتِ شاهدة على العصر؟
– هناك من يخوفوننا بالفضائيات.. قناة “العربية” و”البي بي سي”، وهي قنوات غير عادلة.
{ ولكن ظهرت أخطاء كبيرة في أسلوب إدارة الدولة؟
– (يا زول) نحنا ما ملائكة.
{ والاحتجاجات هل هي كما تصفون؟
– أقسم بالله العظيم سألت (4) مصادر مختلفة، خلفياتهم، أعمارهم، (كلهم) قالوا إن التظاهرات عبارة عن شفع يولعوا اللستك ويجرون يغلقوا الطرق الفرعية، هل هذه تظاهرات السودانيين في 21 أكتوبر و6 أبريل؟
{ مَنْ يتحدث معكِ يعلم أنكِ قيادية بالمؤتمر الوطني؟
– نحن ما جايين من السماء، ولو التظاهرات كما يقال ويشاع في الفضائيات، والله العظيم الإنقاذ ما قعدت ساعة.
{ المعارضة تدعوا عليكم ليلاً نهار؟
– ونحن ندعوا ليلاً نهار أن يلم شملنا في وحدة سياسية قوية، وما خايفين من التظاهرات.
{ ماذا قلتم في اجتماع الشورى غير الزيادات؟
– نحنا كلامنا أحياناً في شأن الوطن زي الكلام بين الراجل وزوجته.
{ السودان مصنف من أكثر الدول فشلاً؟
– نحنا ما فاشلين، وعندنا الأرقام.
{ وفصلتم الجنوب؟
– لن نعتذر عن اتفاقية نيفاشا.
{ في أي عمر يعيش المؤتمر الوطني؟
– نحن حزب كبير، ومن الطبيعي أن تظهر فيه أمراض الكبر.
{ والعلاقة بين الشعب والحكومة؟
– الشعب لن يقبل إلا بـ (ود بلد) لكي يحكمه.
{ (سؤال افتراضي): إذا كان في يدك صوت حاسم للرئاسة بين “علي عثمان” و”سعاد الفاتح” لمن يكون؟
– قالت بعد صمت طويل: أعطيه لـ”علي عثمان” وأعتذر لـ”سعاد الفاتح”، وأنا لا أتعامل مع قضايا المرأة بهذه العاطفية وأنا ضد العصبية.
{ هل يمكن أن يحدث السيناريو الليبي أو المصري أو السوري أو التونسي في السودان؟
– نكون ظلمنا النظام دا.. لأن كل الأنظمة المذكورة فيها ظلم وقهر وكبت وتعذيب.. ويا جماعة نحنا في السودان.
{ ما رأيك في حديث “أمين حسن عمر” عن انتخابات مبكرة لو الشعب أراد؟
– انتخابات، لكن ما مبكرة.
{ هل تتوقعون مفاجأة في الحكومة الجديدة؟
– ما من المصلحة أن لا تأتي وجوه جديدة لتنفيذ الإصلاحات، وهذه الأمور لا تخضع للمجاملة.
{ الناس ينتظرون مثل هذه الوجوه الجديدة؟
– (المسألة) ما موديل عربية.
{ وإذا فشلت الحكومة في تنفيذ القرارات الاقتصادية؟
– فقط نحتاج لصدق الإرادة والتوجه.
{ وموضوع الفساد ما هي القرارات المناسبة لالحاقه بجدية المرحلة؟
– مش عشان في زنقة، لكن نحن نحارب الفساد بآليات الدولة.
{ هل الاحتجاجات مدعومة من الخارج الأجنبي؟
– الحكومة ما قاعدة في (اضنيها)..!