عاصفة الغضب
إن كنت ممتزجاً بكيمياء الجسد، أو كنت جزءاً من لُعاب الروح.. دعني أبصقك على وجه الحياة، وأواجه الموت بصدر رحب.. إن كنت القلب أنت.. فتبَّاً لهذه المضخَّات التي تقتل جسدي تدريجياً بوابل الصمت الذي يدمر اعضائي.
إن كان نمو خلايا هذه الجثة متوقف على نموك في قلبي، فإني أتمنى أن أظل كما أنا.. وقفاً على نفسي, أمَّا إن كنت تنمو مع كل جزء مني فإني أُعلن توقفي عن النمو لحين خروجك من كل جزء يعنيني مني.. أخرج من الدماء.. لأن عاصفة الغضب القادمة من هذا القلب أقوى من أن تظل به.. أو لم يكن بيتك القديم.. ودارك التي تقطنها؟
رغم ذلك.. ها هو يقسم على خروجك، وإن كانت العاقبة ألا ينبض.
عاصفة الغضب هذه أقوى من أن تظل سابحاً في الدماء, لذا فلتخرج من عمق الشوق الكافر، ومن سجلات الحب الذي لا يترك مجالاً لآخر، من هدوء الآه.. ومن ضجيج الحزن الساخب.. أخرج.
خير لك أن تخرج.. لأنك لن تحتمل البقاء.. فبُعدك عن تفكيري سمٌّ انتشر في انحاء جسدي كله، ولم يبق من الفراغ ما يحتمل فراغ جسدك الذي لا يعنيني بشيء.. فلغتي يا سيدي.. أشرف من لغات الجسد التي يعشقها الفارغون، وغايتي أسمى من البقاء بنبضٍ وبعض شهيق تحت سيطرة الاحتياج.
أنت تحتاج لمراحل تعليمية أكثر تقدماً.. لتترجم لك مدى احساسي.. وتحتاج لأستاذ آخر غيري.. ليشرح لك معنى الوفاء.
فأنا ما عُدت احتمل دوران ساعة الزمن على قارعة رأسي.. ولا عُدت احتمل صوت فرقعة أصابع الملل على أذني.. أنا لم أعد تلكم الأنثى التي خُلقت من طين الاحتمال.
حتَّام.. سوف احتمل هذه الفوضى التي حطمت آلاف المدن.. أنا لست بمدينة تموت عاطفتها بموت آخر ذرة تراب من معمارها.
أنا أنثى.. تتقاطر أدمعي منذ أن نظرتك في الأزل.. تتجه أنت صوب قلبي الذي ما عاد مكانه من الجسد.. والآن مزيد من الدمع..
حتَّام.. يا سيدي سيستمر نزيف الدموع.. فأنا لست بيعقوب الذي يملك من الصبر ما يحتاج..
ولا أنت بيوسف كي تلبس عيني رائحة جسدك لينقشع الظلام..؟!