حوارات

رئيس حزب الوسط "يوسف الكودة" لـ (المجهر) : بسط الحريات في الدولة أهم من تطبيق الحدود

الدكتور “يوسف الكودة” رجل مثير للجدل، لم تلتفت له الوزارة بالرغم من تأهيله الجيد لإدارة أي شأن ذي طبيعة جماهيرية.. اختار (الحرية بحسابات الداعية).. يتجه لمؤتمر صحفي أو ندوة سياسية أو بحضرة مفكرين، وذات مرة أمام المحاكم ضد المتشددين في بعض فتاويه.. ومرة رابعة يجلس في الصفوف الأمامية (كرسي بكرسي) مع الامام الصادق المهدي.. والمكان ليس منزلاً بـ (ود نوباوي) ولا بـ (قبة الخليفة).. إنما هو المسرح القومي.
خرج من جماعة أنصار السنة بالنهار، وقد حافظ على شعرة معاوية.. أسس (حزب الوسط الإسلامي) وكأنه يبني تفكيره في الحياة على هدى التواصل مع الوسط العام المؤمن بالآخر على الطريقة السودانية.
“الكودة” تحدث لـ (المجهر) بعيون يقظة وفكر مرتب، فإلى مضابط الحوار:

{ في آخر ظهور قلت إن منهج (عليّ وعلى أعدائي) مرفوض.. (مرفوض ليه)؟
–  لأنه منهج يدمر، ونحن نسعى للإصلاح، ومن يقول بها فإنه مصاب بقصور في النظر.
{ من أنت لتصف الناس بقصر النظر وغيره من الأحكام؟
– نحن مصلحون وبس.
{ تقول ذلك لأنك (تحت تحت) – كما يقول البعض – زول حكومة تلعب أدواراً؟
– للأسف دا وصف فيه إساءة، وفيه اتهام عدائي تجريمي وتخويفي.
{ (وكمان) بعضهم يصفه بالموقف الانبطاحي؟
–  الموقف المنبطح لا يشبهني، وهذه عبارات وقحة. أنا لا أختلف مع هؤلاء في فشل النظام السياسي الحالي في سياسة الناس نحو الرشاد المأمول، وأنا فقط أختلف في العلاج.
{ فسر كلامك بصورة أوضح؟
– عاوز أقول إن السيناريوهات التي وقعت في محيطنا العربي لا تفسر كل واقعنا السياسي، ومن هنا فالتقليد ضار.
{ أكرر السؤال…؟
– لا تكرر أي سؤال، نحن لا نساند النظام، بل نحذر من سيناريو خطير يعمل على تمزيق السودان.
{ ماذا يمنع أن يتكرر سيناريو سوريا في السودان؟
– لن نكون مثل سوريا بل أسوأ إذا انفرط الأمر، ومن يقول بالتشابه فإنهم المعارضون المحبطون.
{ وكيف ترى الأمر؟
–  أنا لا أملك سوى أن أناشد النظام أن يكون رشيداً وعاقلاً، ولا زالت هناك فرصة موجودة، ولو كان الزمن ضيقاً فالمؤتمر الجامع ضرورة لابد منه، ولا نمانع أن نكون جزءاً من المعادلة.
{ تبدو حريصاً على بقاء النظام؟
– أنا مش حريص على أن يحافظ على نفسه، بل هي حوافز لتجنب الوضع الكارثي الذي يرسمه المحبطون في المعارضة.
{ هل حزب الوسط كائن حي؟
– حزب الوسط هو التعبير الذي يليق بالمرحلة بعد فشل كل أنواع التطرف يمينا ويسارا، وبهذه المواصفات فحزب الوسط معناه التوازن.
{ ولكن المعنى الليبرالي الواسع للوسط هو التوازن.. أن تكون للإنسان مجموعة وحزمة تجمع أطرافاً من اليمين واليسار.. ما رأيك؟
– من الذي يستطيع أن يجمع كل التناقض من أجل أن يكون متوازناً ووسطاً!!
{ ما هو الوسط عند الكودة؟
– هو الموقف الشرعي الصحيح من كل قضية.
{ بصراحة الإجابة غريبة على الفهم السياسي للوسط؟
– كلمة وسط لا نقصد بها مجتمعاً معيناً ولا زماناً معيناً، ولكنها معايير تحكم توجه الإنسان لأفعاله.
{ لكنك بنيت الرؤية على الشريعة لصياغة دلالات الوسط؟
– دائماً الحكم الصحيح يتفق مع الشرع والدين والمهندس والداعية والقاضي.
{ فسر أكثر؟
– تعبير (الوسطية) يأخذ معاني النبراس لإنارة الطريق ليكون بعيداً عن الإفراط والتفريط.
{ توسيع الفكرة يضيف للقارئ معلومة عن الموقف من الوسط (تفضل)؟
– لا بد من علم وفقه، والمعيار للواحد الصحيح هو الإلمام بالعلم والفقه الصحيح النابع من كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) وقفاً للقواعد الأصولية والفقهية.
{ بمناسبة الوسط.. هل أنت من الطبقة الوسطى؟
– أنا من بقايا الطبقة الوسطى، وقد بقي منها القليل.
{ هل في التظاهرات ينطبق حكم الخروج عن إمام المسلمين؟
– لا ينطبق أبداً ولا علاقة بالنهي الوارد في السنة، شريطة أن يكون هناك تخريب وتعدٍ.
{ ما رأيك في الاحتجاجات الأخيرة؟
– حتى الآن لم نشهد تخريباً أو تعدياً.
{ هل خدمت ذات مرة وكنت جزءاً من هيئة علماء السلطان؟
– قولي واضح.. أن تقع أي مؤسسة دينية تحت تأثير السلطان فذلك يدخلها في آثام وهو أمر منبوذ شرعاً.
{ يلاحظ أنك تنشط في الفتوى؟
– الغريب في الفتاوى أنها لا تكون بالتنقيب في نوايا الناس لمحاكمة الجهة الأخرى بميزان.
 {  لماذا تطرح فتاويك وكأنها نهائية؟
– لا لا.. أنا أصلاً لا أزعم أن كل ما أختاره من فتاوٍ هو الحق وما عداه الباطل، بل أؤمن بمقولة الشافعي (رأي صحيح يحتمل الخطأ ورأي غير خطأ يحتمل الصواب).
{ وكيف بالأصل تبنى الفتاوى بأي مبدأ وأي فهم؟
– عبارة عن آراء مبنية على اجتهاد  نقلاً عن علماء أجلاء.
{ إذا جاءك رجل طلق زوجته ثلاث مرات.. كيف تكون الفتوى وبأي معيار؟
– أبحث عن مخارج طلاقها عن سكر أو غضب أو مسها بعد طهر، وكيف ذكر اسم الطلاق.
{ والمؤثرات.. ثقافة الزوج وعمله وفهمه وتربيته وكذا.. أليس لها دور في الفتوى المنتظرة؟
– لا علاقة أبداً بما تقوله العوامل المؤثرة وغيرها لاعتماد الطلاق من عدمه.
{ ربما البعض يحتج على رؤيتك ولا يمانع أن يقول إنها محدودة؟
– كلامك عام وهلامي، وأنا أتكلم عن دين مش تقديرات.
{ حدثنا عن مفهوم الخلوة والاختلاط؟
– ليس كل وجود لامرأة مع رجل يعني اختلاطاً لأنها قد تكون معه معية وجود، وليس وجود معية.. اختلاط.
{ وهل الموسيقى حرام؟
– الموسيقى والغناء من المباحات، وهذا لا يعني أي موسيقى وأي كلمات إنما تحت القاعدة (حسنه حسن وقبيحه قبيح).
{ ولكن هناك من له أدلة على تحريم الموسيقى بذات القوة والأدلة؟
– الخلاف معروف، و”الشوكاني” من الذين قالوا إن صحابة أجلاء استمعوا لآلات موسيقية.
{ هل الأدلة قوية وثابتة بالكتاب والسنة؟
–  الأدلة صحيحة وليست ضعيفة، ومن حقنا أن نبني عليها أحكاماً.
{ ما رأيك في نموذج الشريعة بالمملكة العربية السعودية؟
– يكفي أنها تقيم الحكم بما أنزل الله وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية.
{ هل توجد حريات بالمملكة العربية السعودية؟
– السعودية أحسن من غيرها، ويكفيها ما تقدمه من خدمات مذهلة في الحج لأمة الإسلام.
{ هل يمكن المقارنة مع السودان؟
– السودان دولة إسلامية قبل أن تأتي الإنقاذ والشريعة موجودة.
الشريعة لا تحتاج لإعلان وصندوق دعم، بل الشريعة تقاس بما يوجد في المجتمع المسلم.
{ وإذا وُجدت حدود غير مطبقة؟
– حتى لو خلت من حدود لا يخرجها عن كونها دولة مسلمة.
{ حدثنا اكثر؟
– واهم من يظن أن الشريعة أن تلاحق الفتيات والنساء المتبرجات في الشارع العام.
{ إذا أعلن مرسي تطبيق الشريعة بأرض الكنانة مصر بعد الثورة؟
– ما أفهمه من مدلول الشريعة متوفر في السودان ومصر قبل وصول الإنقاذ ومرسي للسلطة، وللحركة الإسلامية في السودان رأي مختلف للشريعة الإسلامية ويبدو أنهم عجزوا.
{ لماذا كنت متناقضاً حول تطبيق الشريعة في السودان (مرة قلت في وتاني قلت مافي)؟
– أوريك.. ما فيهو شريعة إذا لم يكن هناك عدل ومساواة وحريات.
{ واصل في الكلام؟
– أقول ليك كلام، من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه.
{ ما هو الشيء الأهم من تطبيق الحدود؟
– الأهم من تطبيق الحدود هو توفير الحريات.
{ هناك من يتهمك بأنك (مؤتمر وطني) وتؤدي دوراً لا نعلمه؟
{ أنا لا التفت لهذه الاتهامات الجزاف.
{ أحياناً تلجأ الحكومة لبعض المتطرفين لأداء دور من الأدوار، كما يقول محللون؟
– الحكومة لها علاقات مع بعض المشايخ المتشددين لتضغط على طرف ثالث.
{ هل تتوقع أن تأتي القرارات الاقتصادية بأي مردود؟
– لا أتوقع أية نتائج ملموسة على الأرض.
{ هل ترضى أن تكون في منصب قيادي بالحكومة الحالية؟
– لو أدوني رئاسة السودان حالياً لا أرضى بها.
{ معناه أنت ترى خللاً مريعاً بالمؤتمر الوطني؟
– مشكلة الوطني في الانفراد وعزل الآخر، وفي غياب العدل.. كثيرون جاءوا للسلطة بدون تزكية للنفس، وشاهدنا الفساد والتشبث بالسلطة.
{ بعد الاعتزاز بفترة الخلافة الراشدة.. هل تصلح ذات الفترة أن تكون عنواناً للتداول السلمي للسلطة؟
– كل الخلافة الراشدة كانت تتوفر فيها مزايا التداول السلمي للسلطة.
{ هل حزب تجمع الوسط حقيقي؟
– قواعدنا رهن الإشارة في كل أمر.
{ من يدعم الحزب مالياً؟
–  من اشتراكات الأعضاء.
{ هل لديكم إدارة مالية وحسابات؟
– وهل أنت المراجع العام؟
{ ما رأيك في أسلوب “عبد الحي يوسف” في الدعوة الإسلامية؟
– معليش معليش معليش، أنا لا أتكلم حول أشخاص.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية