اقتصاد

شيخ قرية الرقيبة التي تم تهجيرها بعد تعلية خزان الروصيرص: عانينا كثيراً وانتظرنا (54) عاماً واليوم نحن أسعد الناس بعد التهجير

قطعنا المسافة بين المدينة (9) وقرية الرقيبة بولاية النيل الأزرق، وبينما نحن نزول حول تل كبير، خصصت مساحة منه لاستخراج مواد التشييد لمشروع تعلية سد الروصيرص، أطلت علينا قرية الرقيبة بملامحها من بعيد تحمل العيد.
تجوالنا في القرية قادنا للجلوس مع شيخ القرية «عبد الرحمن عمر علي» الذي تجولنا في الحديث معه، وقطعنا مسافات طوال بين الماضي والحاضر، حيث قال:
سكان الرقيبة يهجرون الآن من القرية (9)، وهي تقع في منطقة تم اختيارها بعناية، فها هي في مأمن من مجاري الأمطار، فالمباني تم إنشاؤها بصورة ممتازة أفضل من مباني المدن الكبرى، وهذه نقلة كبيرة بالنسبة لنا، خاصة وأن المباني في قريتنا من القش أو في أحسن الأحوال من (الجالوص)، ومع مجيء الأمطار نعاني كثيراً، خاصة وأن الخريف في النيل الأزرق طويلاً جداً، كما نعاني مضاعفة الأسعار خاصة المواد الغذائية؛ والسبب انقطاع الطريق، وهذا هو أول خريف لا نعاني فيه من الانقطاع عن السودان. فالمدن الجديدة التي هجرنا فيها ترتبط بشبكة طرق معبدة تربط المدن الجديدة بكل أجزاء الولاية والأسواق والطرق القومية.
صدقوني لم تكن هنالك أي خدمات في القرى القديمة، ونضطر لإرسال أبنائنا إلى الدمازين وقيسان في المرحلة الثانوية، ويذهبون إلى مدارسهم عبر المراكب والجرارات، والمدرسة تبعد عن القرية (78) كلم، نعم هنالك أسر كثيرة ترك أبناؤها التعليم؛ بسبب المعاناة، وبسبب بعد المدارس عن القرية، وهناك أسر ليس لديها مقدرة مالية، وتحتاج كل أسرة لتوفير (500) جنيه يترك التلميذ المدرسة.
الآن نحن نقدر مجهود الدولة الكبير، ونحن سعداء جداً بما تم من مجهود كبير جداً لم نكن نحلم به قبل (54) عندما تم تهجيرنا لإنشاء سد الروصيرص، وقد ولد الحلم بعد هذا الوقت الطويل، ومات الكثيرون ولم يروه، ولكن ها هم الأبناء يشاهدون بعيونهم الخير الكثير، والحقيقة نحن مع كل حكومة كان لنا انتظار، والحمد الله الآن تحقق الحلم بعد أن تم تهجيرنا إلى قرى متطورة جداً، ونحن في خير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية