بروفيسور "الطيب زين العابدين يضع النقاط على حروف مباردة الشخصيات العامة لـ المجهر "
* قدمنا المبادرة لأن لدينا إحساساً بأن البلد في أزمة حقيقية !
* لا نعترض على الحوار الوطني ومبادرتنا لا تعارض خطوات الحوار ولكن !
* تعجل أمين الشباب بالتعليق على المذكرة فيه عدم لياقة !
* الرئاسة لم ترفض المبادرة وأنا أرى أن وزير رئاسة الجمهورية تشاور مع الرئيس أو مع نائبه قبل أن يقول لنا هذه العبارة !
حوار – سوسن يس
{ قدمتم مذكرة لرئيس الجمهورية طرحتم خلالها مبادرة ما هي فكرة مبادرتكم وكيف برزت؟
-نعم .. المجموعة التي قدمت المبادرة لديها إحساس بأن البلد في أزمة حقيقية وهذه الأزمة رئيس الجمهورية نفسه لا يخالفنا في وجودها ولذلك هو بدأ الحوار وقال هذا الحوار سيكون حوار الوثبة، يعني وثبة من أجل أن نتجاوز الأزمة والمشكلات الموجودة في السودان .. السودان محاصر اقتصاديا ومحاصر في علاقاته الخارجية وهناك حالة حرب في بعض مناطق البلد تزداد وتهدأ فأوضاع البلد صعبة للغاية، وبالتالي هذا الموضوع يستحق أن يسهم فيه الناس بأفكارهم ..والمساهمة من الممكن أن تكون بصورة منظمة مثل الدعوة للحوار، فالحكومة دعت الناس للحوار واستمروا (3) أشهر يتناقشون نقاشاً فيه كثير من الجدية وكثير من الصراحة وكثير من المقترحات الجيدة وبالمناسبة أنا شخصياً موافق على كثير من ما قيل في الحوار لكن هذا الحوار لم يدعى له كل أهل السودان. هناك ملايين لم تتم دعوتهم للحوار ومجموعتنا مجموعة الـ(52) هؤلاء معظمهم لم يدعوا للحوار .. أنا شخصياً موافق على كثير من ما قيل في الحوار فبالتالي قصة أنه المبادرة هذه تجاوز للحوار هذا كلام سخيف ولا معنى له لأن الحوار عبارة عن أفكار ونحن أدلينا بدلونا من خلال هذه المبادرة .. فالشعور بأن هناك أزمة هذه هي النقطة الأساسية التي انطلقنا منها، النقطة الأخرى أن هذه الأزمة وحتى تتم معالجتها تحتاج لوضع مختلف عن الوضع السائد منذ سنوات طويلة جداً .. المؤتمر الوطني هذا استلم السلطة في (30) يونيو 1989 وتحالف مع كثيرين خلال مسيرته ولكن الحكومة دائماً كانت وما تزال هي حكومة المؤتمر الوطني، لا خلاف في هذا إطلاقاً والوطني يحرص دائماً على أن يكون هو صاحب الأغلبية على الناس الموجودين معه. فإذا تكونت الآن حكومة من المؤتمر الوطني وبعض الأحزاب المتحالفة معه الناس لن يشعروا بتغيير ولن يكون هناك أمل في أن تحل المشكلات بل حتى المجتمع الدولي لن ينظر للحكومة على أنها مختلفة .. فلابد أن تأتي حكومة جديدة في طبيعتها وفي تكوينها حتى تفتح لناس باب أمل . . نحن نرى أن تتوقف الحكومات الحزبية ونفكر في حكومة تكنوقراط خبراء لديهم أمانة ولديهم حرص على البلد .. وأن يكون هناك تمثيل رمزي للأحزاب في هذه الحكومة .. ممثلون لخمسة أحزاب كبيرة لكل حزب ممثل واحد .. وبالتالي هذا يفتح باب الأمل أكثر من ما تفعل الحكومات الحزبية التي يغلب عليها أحزاب المؤتمر الوطني .
{ إذن أنتم ترون أن طريق الحوار الوطني لا يقود إلى هذا الهدف ويتكرر عبره سيناريو الحكومة الحزبية؟
– في توصيات الحوار قالوا هذا .. قالوا حكومة حوار وطني سياسية – (من الناس المشاركين في الحوار كمان .. دايرين هم ذاتهم يبقوا في القصة دي).
النقطة الثانية المهمة أن هذه الحكومة نحن حددنا لها (8) مهام هي المشاكل التي تعاني منها البلاد منذ سنوات طويلة ولم تستطع الحكومات السابقة التي ترأسها المؤتمر الوطني أن تحلها .. فهذا هو السبب الذي دعانا لطرح هذا الاقتراح .
{ إذن أنتم لا ترفضون الحوار الوطني ولا تعترضون على خطواته ومبادرتكم لا تعارضه ؟
– أبداً نحن ما معترضين على الحوار الوطني ولا معترضين على معظم المخرجات التي خرجت، أنا لدي معظم الوثائق تقريباً واطلعت على مخرجات (3) أو (4) من اللجان وأهمها لجنة قضايا الحكم ومخرجات الحوار .. هذه اللجنة هي التي تخصنا لأن مقترحاتها في الدائرة التي نحن مهتمون بها .. لجنة قضايا الحكم فيها (107) توصية .. من كل هذه الـ(107) توصية نحن لدينا خلاف في توصية واحدة فقط . وبالمناسبة ناس المؤتمر الوطني اعترضوا على حوالي (8) توصيات من توصيات هذه اللجنة وهذا يريك أن الناس الذين اشتركوا في الحوار كانت لهم شخصيتهم وكانت لهم استقلاليتهم .. نحن نقطة خلافنا في هذه التوصيات حول نقطة واحدة فقط، هي التوصية التي تقول حكومة وفاق وطني على أساس سياسي من الناس المشاركين في الحوار، أو الناس الذين يقبلون بمخرجات الحوار. هذه هي فقط نقطة خلافنا معهم فنحن إذن ما نافسناهم ولا ضيقنا عليهم في توصياتهم كلها. واختلافنا سببه أن الائتلاف السياسي سيجعل الأحزاب المشاركة في الحكومة تأتي بأجندتها السياسية كل حزب يأتي بأجندته، وثانياً هؤلاء نفسهم سيشتركون في الانتخابات بعدما تنتهي الفترة الانتقالية. ناسنا التكنوقراط هؤلاء لن يشتركوا في انتخابات ولا هم أعضاء في حزب ولا يريدون الترشح فبالتالي سيكونون أدعى للثقة بل وأدعى للتوافق حول حكومتهم . أيضاً الأحزاب تستخدم لغة أنا لي كم وزارة وأنت لك كم وحزبي أكبر من حزبك، ومن المؤكد أن المؤتمر الوطني سيكون له الأغلبية كالعادة فاقتراح حكومة التكنوقراط يخرجنا من هذه الإشكاليات وبالتالي نحن نظن أن مقترحنا يحقق الوفاق الوطني أكثر من مقترحات لجنة قضايا الحكم والاختلاف بيننا وبينهم في هذه النقطة (فبنقبل ليهم حاجاتهم ديك كلها اليقبلوا لينا الوحيدة دي بس).
{ عضو آلية (7+7) “كمال عمر” أعلن رفضه ورفض الآلية للمبادرة التي تطرحونها ويرى فيها تعارض واستباق للحوار الوطني؟
-أنا قرأت كلام “كمال عمر” وسأقول لك ردي على حديثه: أولاً نحن لسنا ضد الحوار الوطني ولم نختلف مع معظم مخرجاته يعني مثلاً مخرجات لجنة الهوية أنا موافق عليها كلها ومخرجات لجنة الحكم الـ(107) أنا موافق عليها كلها عدا واحدة أو اثنتين. لكن النقطة التي ذكرناها في مذكرتنا هي نقطة واحدة فقط وهي الخاصة بتكوين الحكومة المركزية لأنها مسألة أساسية ونحن حددنا لها مهاماً معينة هي التي تشكل أزمة السودان نحن ما تعارضنا مع مخرجات الحوار كما يقول الأستاذ “كمال عمر” ولا استبقناها لأننا نعلم بهذه المخرجات (نحن عندنا المخرجات وعارفنها .. صحيح هي ما طلعت بصورة رسمية لكن “كمال” يعلم جيداً أنه الحاجات في السودان دا بتصل للناس بشتى الطرق . ليس هذا فقط بل المخرجات التي معي موقعة من رئيس اللجنة ونائب رئيس اللجنة والمقررين.
{ متى قمتم بتسليم مبادرتكم للرئاسة؟ وهل ردت الرئاسة عليها ؟
– نحن سلمناها يوم (27) مارس لوزير رئاسة الجمهورية الدكتور “فضل عبد الله فضل” .. والمقابلة يا “سوسن” كانت إيجابية جداً والوزير رحب بنا ترحيباً حاراً وقال إنه سيسلم هذه المبادرة في نفس اليوم إلى السيد الرئيس ووعدنا بأنه سيعمل لنا لقاءً مع رئيس الجمهورية في أقرب فرصة. وبالتالي نحن في اعتقادنا أنها كانت مقابلة إيجابية لذلك قلنا نعطي مساحة لهذه القصة ولم نعلن المبادرة أو نقوم بنشرها لكن عندما طالت المدة، شهر ونصف مر الآن على تسليمنا لها للرئاسة (ونحن عايزين نقدمها برضو للقوى السياسية) فشعرنا أنهم قد يتهموننا بأننا أهملناهم فمن باب إشراكهم وتعريفهم بما حدث بدأنا نجري معهم اتصالات وسنسلمها لهم ولمنظمات المجتمع الوطني أيضاً وسنتحاور معهم حولها.
أيضاً سنتواصل مع المجموعات المسلحة التي بالخارج سنتواصل معهم بطرق عديدة وبعد ذلك سننشرها للكافة لكل الشعب السوداني.
{ دكتور “الطيب” شهر ونصف الشهر مر الآن على المذكرة دون أن ترد الرئاسة.. صمت الرئاسة مقروناً بالتعليق الذي أعلنه أمين الشباب بحزب المؤتمر الوطني والهجوم الذي صوبه على المبادرة ألا ترى فيه رفض الرئاسة للمبادرة؟ .. أمين أمانة الشباب هاجم مبادرتكم واعتبرها صباً للزيت على النار وقال إنها تبعث برسائل سالبة وتصور المشهد وكأن هناك أزمة في البلاد استعصت على الحل، وأنها تعني عدم اعترافكم بجهود الحوار ..؟
– طيب دعيني أرد على أمين الشباب هذا – الذي اعتبرها صباً للزيت على النار وأنها تحمل رسائل سلبية وأنها تعني عدم اعتراف بجهود الحوار .. أنا أريد أن أسأل: هل مبادرة من (52) شخصاً، ستصور المشهد وكأن أزمة البلاد استعصت على الحل ؟؟ أم دعوة رئيس الجمهورية نفسه لحوار وطني يجمع كل الناس ويناديهم للجلوس كلهم معاً؟. بالعكس دعوة الرئيس للحوار هي التي تصور أن هناك أزمة والرئيس قال إن هناك أزمة وحدد قضايا الحوار لحل الأزمة .. كلام أمين الشباب غير صحيح فأين الزيت وأين هي النار التي صببنا عليها الزيت؟ أنا أريد أن أقول شيئاً: تعجل أمين الشباب وتعجل آخرين معه بالحزب أنا أرى فيه عدم لياقة .. فإذا كان هناك أناس قدموا مذكرة لرئيس حزبك الذي هو رئيس الجمهورية أليس من اللائق أن تنتظر قليلاً لترى رأي رئيس حزبك رئيس الجمهورية ؟ جائز رئيس الجمهورية يحيل هذه المذكرة للحزب وجائز يحيلها لمجلس الوزراء وجائز يبت فيها بنفسه. فهل من المناسب أن يتكلم أمين الشباب باسم الحزب بخصوص مذكرة قدمت لرئيس الحزب؟
{ ربما تكلم أمين الشباب وأبدى ذلك الرأي بإيعاز من رئيس حزبه؟
– لا ليس بإيعاز منه .. رئيس الحزب ما يوعز إلا لأمين الشباب؟! الفرق بين رئيس الحزب وأمين الشباب كم من القيادات؟ كل المكتب القيادي فوق أمين الشباب وكل مجلس الشورى والقطاع السياسي فوق أمين الشباب . أمين الشباب هذا ليس من القياديين في الحزب. المهم أنا لا أريد أن أدخل معه في جدل لكن أنا أرى أنه كان من اللياقة أن ينتظر رأي رئيس حزبه قبل أن يعلن رأيه الشخصي بخصوص مذكرة تم تقديمها لرئيس حزبه .
{ لكن صمت رئيس حزبه ألا ترى أنه يعني الرفض؟
– لا أبداً .. هذا شيء معتاد. ونحن وعدنا، قلت لك الوزير الذي سلمناه المذكرة وعدنا بأن يرتب لنا لقاءً مع رئيس الجمهورية في أقرب فرصة ..(فهل تفتكري أنه قال الكلام دا قبل ما يتشاور مع جهة ما؟ أنا أفتكر أنه تشاور مع النائب الأول أو مع الرئيس نفسه).