قابلات المجتمع.. يقدمن خدمات التمريض والولادة
أعمارهن ما بين (18-21) عاماً
الخرطوم – عماد الحلاوي
أكملت أكاديمية العلوم الصحية استعدادها لتخريج (1417) قابلة مجتمعية من ولايات دارفور، تتراوح أعمارهن ما بين (18-21) عاماً خلال الشهر الجاري.
وقال المدير العام لمجمع تدريب القابلات الدكتور “طارق نصر الدين بدوي”، إن الخريجات سيسهمن في سد النقص في مجال العمل الصحي، وخفض نسبة وفيات الأمومة والطفولة بمناطق دارفور المختلفة. وتقول “مشتهى محمد النور” المدير الإداري لمدرسة القابلات بأم درمان (المدرسة الأولى من نوعها في السودان، تأسست سنة 1921): “القابلة المجتمعية هي تطور لقابلة القرية (الأمية)… فهي فتاة صغيرة ومتعلمة تقوم بجانب عمل (القبالة) بعمل التمريض والتوعية الصحية في مجتمعها”.”الفترة التدريبية للطالبة (15) شهراً متصلة، تم تدريبهن على أيدي خبيرات في مجال (القبالة)، وأشرف عليهن استشاري نساء وتوليد”. وكانت جميلة بشير – 19 عاماً – (الجنينة – حي الجبل) واحدة منهن، بعد حصولها على الشهادة الثانوية التحقت بأكاديمية العلوم الصحية للحصول على رخصة القبالة، رغبة منها في وقف وفيات الأمهات في منطقتها لدارفور.
أما زميلتهن “خديجة عبد الكريم”، ففقدت أختها “مريم”. كانت مريم – 26 سنة – في الشهر الثامن من الحمل عندما بدأ جسمها يتورم، لم تكن هناك قابلات في القرية ولم يفهم أحد ما الذي يحصل معها. وتقول خديجة: “للأسف توفيت في الشهر التاسع من حملها”.وأضافت: “لم يعتن بها أحد، فلم يكن أحد يعرف ما العمل، هذا ما دفعني للالتحاق بهذه الدورة لأتمكن من إنقاذ الأرواح”.تروي زميلاتها قصصاً مشابهة، فـ”حسنية محمد أحمد” عانت من تمزق مبكر للأغشية في رحمها خلال ولادتها سنة 2010م. وقالت لها جدتها إن هذا طبيعي وإنه ليس هناك ما يستدعي القلق، ولكن طفلها توفى بعد ذلك بقليل نتيجة المضاعفات. وتشير إحصاءات المسح العنقودي متعدد المؤشرات الذي أجري مؤخراً أن معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة انخفضت خلال العقدين الأخيرين في السودان من 104 حالة وفاة لكل 1000 حالة ولادة حية سنة 2006 إلى 68 حالة وفاة لكل 1000 حالة ولادة حية سنة 2014م. كما أن نسبة النساء الحوامل اللواتي يستفدن من خدمات رعاية ما قبل الولادة ارتفعت من 74% سنة 2010م إلى 79% سنة 2014، بينما ارتفعت نسبة الولادات التي تتم بوجود شخص مدرب خلال الولادة لتصل إلى 77.7%، مقارنة بنسبة 72.5% فقط لنفس المرحلة الزمنية