شهادتي لله

مذكرة الشخصيات القومية .. كنتوا متوقعين شنو ؟!

{لا أدري كيف توقعت الشخصيات التي أطلقت على أنفسها صفة (قومية) وقدمت مذكرة للرئيس “البشير” عبر وزير رئاسة الجمهورية، ووعد بتسليمها في ذات اليوم، أن تتم الاستجابة لمطالبها بتشكيل حكومة انتقالية من (التكنوقراط)، بعيداً عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم وحلفائه والتابعين .
{البروفيسور “الطيب زين العابدين” أحد الموقعين على المذكرة، قال للصحف قبل يومين إنه (يتوقع أن يستجيب الرئيس “البشير” للمذكرة، بينما سيرفضها المؤتمر الوطني) !!
{والمذكرة قدمها السادة (القوميون) في شهر (مارس) الماضي، لكنهم لم يكشفوا عنها إلا في شهر (مايو) الجاري، كما لم تكشف الرئاسة عن موقفها منها، وتعليق الرئيس عليها حتى يوم الناس هذا !!
{والحديث عن حكومة (انتقالية) يثير دائماً (قولون) المؤتمر الوطني، ويهيج معدته، ويستفز أعصابه، فالانتقال مرحلة تلغي سابقتها، وتنسف كل بنيانها، وتجعل جميع القوى السياسية سواسية كأسنان المشط، لا فرق بين الحزب صاحب الأغلبية في آخر انتخابات، والحزب الذي لم ينل مقعداً واحداً في كل تاريخ الانتخابات في السودان منذ العام 1953م !
{مصطلح (الانتقال) عنيف، وعسير الهضم، يمكن أن يقبل به الحاكمون المسيطرون على مفاصل السلطة فقط في حال استشعروا أن الأرض تهتز تحت عرش حكمهم، وأنه لا خيار؛ إما القبول بالانتقال والتساوي مع بقية القوى السياسية، أو المسح النهائي من الخريطة والإحالة للمحاكمات بعد نجاح الثورة .
{ولكن الحاكمين لن يسمعوا أو يسمحوا بخيار حكومة (انتقالية)، عبر مذكرة هادئة يوقع عليها  (52) رجلاً محترماً ومهذباً، يجلس مناديبهم إلى وزير الرئاسة بعد أن يرتشفوا كؤوس عصير (الكركدي) و(التبلدي) المثلج في القصر الرئاسي الجديد .. الفاره الفخيم .
{هل حقاً توقع “الطيب زين العابدين” وصحبه أن يستجيب لطلبهم الرئيس “البشير”، ويرفضه المؤتمر الوطني ؟! 
{وإذا كان السيد الرئيس (قاعد ومنتظر) على أحر من الجمر، أن ترفع له مذكرة لتشكيل حكومة انتقالية، ليأمر فوراً بحل الحكومة الحالية والبرلمان وتشكيل حكومة تكنوقراط، فلم قام مؤتمر الحوار الوطني، وأهدرت عليه الدولة كل جهد وزمن وفكر ومال ؟!
{يمكن أن يقرر المؤتمر العام للحوار الوطني تشكيل حكومة قومية انتقالية، فيتواضع الجميع عليها، بما فيهم المؤتمر الوطني، وفق أسس وضمانات لديمقراطية (رابعة)  كاملة الدسم، لا تستثني أحداً ولا تقصي حزباً، وتقر مصالحة وطنية شاملة يصفح فيها الجميع عن الجميع، ويتعاهدون على فتح صفحة وطنية جديدة، حفاظاً على استقرار البلاد من فوضى التصفيات والانتقامات .
{ولكن لا يمكن أن يستجيب الرئيس لـ(52) شخصاً، مع كامل احترامنا وتقديرنا لهم (بالمناسبة من بينهم الأخ “الصادق الرزيقي” نقيب الصحفيين)، ويرفض أن يستجيب لدعوات مماثلة سابقة قدمها زعماء كبار وأحزاب ذات وزن وتأريخ، وعلى رأسهم الإمام “الصادق المهدي” وحزب الأمة القومي، وتحالف أحزاب المعارضة !  
{أنا ما عارف .. إنتوا كنتوا متوقعين شنو غير (الطناش) ؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية