رأي

فوق رأي

صداع دليفري
هناء إبراهيم
 
ستثبت لك الأيام أن أغلب المصابين بمتلازمة (غشوك) هم الذين يتعرضون للغش أكثر من أي شخص آخر.. أولئك الذين يسألونك (بكم إشتريت هذا؟) ومهما كان السعر أنت في نظرهم غشوك..
تستطيع أن تتنبأ بعبارة (غشوك) الصادرة منهم، قبل أن ترد على استفسارهم..
معروفون بهذه الغشوك.. هذه الكلمة تريحهم نفسياً..
الواحد منهم إن لم يقل (غشوك) يفقد متعة الحياة..
ويقابلهم في السلم النفسي (نواب حياتك) أولئك الأشخاص الذين يريدون منك أن تعيش الحياة حسب طريقتهم، فإن كنت تفضل الاستماع إلى “محمد منير”، يقول ليك (شوف.. لا تقول لي محمد منير لا تقول لي منير الرماح أنا بفتكر إنت لازم تسمع لعبد الصمد الكناني)..
كأنو أنت تذوقك قاصر، وكأنو هو وصي على مزاجك..
ومش حب الناس مذاهب واختلاف الآراء وارد؟.. يدخلون بين الإنسان وقلبه ومذهبه، فيُقيمون حبه على مذهبهم ويخبرونه أن هذا الحب ليس على مقاسه (ياخ عليك الله دا زول تحبو؟! بتبالغ لكن)..
بتبالغوا إنتوا والله العظيم.
على سبيل الحكي، كانت لدينا زميلة إن وجدتك تقرأ كيمياء، ترتفع طاقتها النكدية وتتفاعل مع كل المواد العصبية وتقول ليك (ياخ دا ما وقت كيمياء، المفروض في وقت زي دا تقرأ أحياء)، وإن وجدتك تقرأ عربي (دا ما وقت عربي، مفروض تقرأ فيزياء)، وإن كنت تقرأ بالطريقة التي تناسبك من حيث الاستيعاب، فأنت المفروض تقرأ بالطريقة التي تراها هي مناسبة..
وإن رأتك تأكل (شاورما فراخ) تقول ليك مفروض تفطر بسلطة سواسيو..
أذكر مرة، كنا في إجازة وتلت الإجازة مباشرة امتحانات، فاتصلت تسألني عن مسألة ثم بعد أن أجبتها سألتني ماذا اقرأ الآن.
 قلت لها (حالياً ما قاعدة اقرأ لأنو عندي صداع)، فما أن سمعت كلمة صداع حتى وصل صوتها ما يعادل 56887 (ديسيبل) ووصل غضبها حدود السماء وانفعالها حدود الانفلات وصرخت بي (هسه دا وقت صداع أصلك ما بتعرفي تصدعي متين، بتبالغي لكن يا هناء)
اتفرجتوا؟!
هي جااادة طبعاً وهناء مهجومة طبعاً (يا بتي أنا قلت ليك عندي صداااااع، سمعتيها سباق خيل والاّ سباق الفورملة والّا سمعتيها سينما والّا شنو بالضبط؟!)..
فواصلت هجومها جاااااادة، دون مراعاة لحالتي الصحية..
حسستني إني طلبت الصداع (دليفري)..
صداع بالباشميل..
وهسه شربنا الشاي..
ود ما وقت شاي..
وإن لم تكن لديك قوة تحمل فلا تخاطر بالاستماع إليّ من يؤثرون على سلامة مزاجك..
أقول قولي هذا من باب الرصد والحكايات
و……..
شكراً جميلاً
 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية