حوارات

رئيس هيئة علماء السودان بروف "محمد عثمان صالح" في حديث بلا مسكنات (2-2)

حوار – محمد إبراهيم الحاج

المرأة ممكن تكون طبيبة أو محامية أو أي شيء…. إلا رئيساً للجمهورية
الغناء (حلاله حلال).. وأطرب لابن عمي الراحل الفنان “عثمان حسين”
* ولكنهم يستعينون بكم في توفير الأئمة والدعاة؟
– هم بيأخدوا من الخريجين والشيوخ البارزين ومرات المسألة فيها وراثة.. وبعدين ما كل المساجد تابعة للدولة للأسف الشديد.. وده أمر بعض الناس يحسبونه سيئاً، ولكنه في النهاية قد يحسب حسنة لحكومة السودان بأن أتاحت الحرية للصوفية بمختلف طبقاتهم وللسلفيين وهم الآن خمس أو ست مجموعات، وأتاحت الحرية للتبليغ والتحرير ولكل الفئات الإسلامية الآن في السودان تعمل، وهذا لا يوجد في أي بلد وهو أمر نعتز به، الدولة فاتحة عينها صحيح لا تقبل التفلت، ولكنها أتاحت الفرصة لكل العاملين للعمل الإسلامي ونحن دي نثبتها ميزة لهذه الدولة.
*نعود إلى أداء بعض أئمة المساجد التي تنزع في كثير من الأوقات إلى التعصب؟
– ليس كل الأئمة بالمستوى المطلوب، فهناك بعض الأئمة جاءوا إليها بالوراثة وليس لديهم التأهيل الكافي، وليست كل المساجد داخلة تحت رعاية الوزارة، بعضها يمكن أن يكون متفلتاً وتتاح له الحرية إلى درجة ما، ولكن هناك جهات أمنية ورقابية في الوزارة يمكن أن توقفهم، وأنا أقول بالجملة السودان أفضل من غيره في هذا المجال، في بعض البلاد تأتي الخطبة مكتوبة وليس على الإمام سوى قراءتها فقط.. وفي السودان مافي كلام زي ده.. فيه حرية وهذه الحرية نعتز بها، ومع ذلك أوجه إخوتي الأئمة في المساجد والخطباء أن يخافوا الله سبحانه وتعالى في هذا الشأن، ويعدوا خطبهم إعداداً جيداً ويركزوا على جوانب التربية وتحرير الوجدان من كثير من المسائل التي تبعد الناس عن الدين، وقضايا كثيرة جداً يمكن أن تثار في الخطب وليست القضايا السياسية فقط، يعني مثلاً تربية الأبناء والحديث عن الأمهات والآباء وطهارة اليد والقلب، والحديث عن مكافحة المخدرات والخمور، والحديث عن العلاقات الزوجية وكيف تكون هي الأفضل، وافتكر أن كل هذه يمكن أن تكون قضايا تشغل بها المنابر، وإذا تناولت قضية سياسية ينبغي أن تكون بالتي هي أحسن، وهنا لابد أن أقول إن هناك فرقاً بين النصيحة والفضيحة، إذا تكلمت عن معتمد أو والٍ في غيابه وشتمته.. هذه غيبة ربنا يسألك منها، لكن لو تحدثوا قال (ما بال أقوام لا يقاومون فساد البيئة.. أو هكذا)، وهو المنهج الذي كان يقوله الرسول “صلى الله عليه وسلم”، إذا كتبت ليه مذكرة أو مشيت ليهو في مكتبو عليك أن تقول كل ما تريد قوله، ولكن في المنبر لا ينبغي إثارة الفتنة، وافتكر أن الأئمة يحتاجون إلى تدريب وإعداد، والجهات الحكومية المختلفة لابد أن تقوم بهذا الواجب، وهناك تقصير كبير جداً في هذا الأمر.
*أنتم لا تنتقدون الحكومة؟
– قلت الكلام ده من قبل.. هناك فرق بين النصيحة والفضيحة.. إذا نصحنا الناس في أماكنهم وبالطريقة التي هي أقوم هذه نصيحة، ولكن عندما أقف وأتكلم وأثير الجماهير هذه فضيحة، وهذا كلام يؤدي إلى فتنة والفتنة يجب أن نتجنبها، ومن يقول إننا لا ننصح الحكام؟ هذا الكلام غير صحيح.
*هل من الممكن أن يكون المسيحي رئيساً للسودان؟
– بحسب الدستور الحالي مافي كلام… لكن بحسب الواقع لن يكون لأن الديمقراطية تقتضي أن الأغلبية هي التي تتحكم في ذلك، ولذلك نحن ندعو إلى تعديل دستور نيفاشا ليضع الأمر في نصابه، وأن يكون الذي يقوم على أمر المسلمين مسلماً، وهذا الأمر ندعو له بشدة.
*هل يجوز أن يكون رئيس السودان رجل مسيحي؟
– ما دام السودان أغلبيته مسلمة لا يجوز.. وما دام المسلمون هم الأغلبية ينبغي أن يكون مسلماً.
*هل سوف ترضى إذا حكم البلاد الحزب (الشيوعي)؟
– إذا عملوا انقلاب وحكموا البلد.. دي مصيبة.. لكن قبل كده عملوا انقلاب وعايزين يحكموا البلد ونحن قمنا وثرنا وكنا طلاباً وأسقطنا حكمهم.
*إذن ترفض حكم الشيوعيين السودانيين رغم أنهم مسلمون؟
– مسلمون دي يا سيدي فيها كلام كتير كشفوا “أحمد سليمان” في كتابه (مشيناها خطى)، فرق ما بين العقيدة الشيوعية والذين يدخلون في هذه الزمرة من غير تبصر.
*هل تشكك في إسلامية الشيوعيين؟
– العقيدة الشيوعية التي تقوم على الماركسية اللينينية كفر صراح.. ولا أزيد على ذلك، ومن أعتقد بها فهو كافر لاشك بذلك.
*ولكن الشيوعيين السودانيين يصلون ويصومون؟
– والله يراجعوا أنفسهم.. ويقارنوا بين عقيدتهم المسلمة وبين هذه النظرية.. الاتنين ما بيتجمعو.
*إذا جاء رئيس شيوعي؟
– قبل كده قامت الشيوعية في “روسيا” قبل أكثر من سبعين عاماً وسقطت والآن الشيوعية لا توجد في “روسيا”.. و”الصين” رجعت مرة أخرى إلى السوق الحر وانتهت النظرية الشيوعية فعلياً، ومن ثم أرى أن يراجع إخواننا في الفكر الشيوعي أنفسهم، وفعلاً أنا سمعت بعضهم يتكلم عن أن الوقت مناسب جداً لأن يغير الحزب الشيوعي قناعاته ويغير حتى اسمه.
*جانب آخر.. سبق أن رفضتم إمامة المرأة؟
– رفضناها وسنرفضها.. إلا أن تكون بين النساء وتصلي بينهن دي ما فيها مشكلة.
* رئاسة المرأة للبلاد؟
– رئاسة المرأة لا تجوز.
*هل من الممكن أن تكون المرأة في السودان رئيساً؟
– لا يجوز… في السودان أو في أية دولة مسلمة.
* لماذا؟
– هذا ما قاله الفقهاء وفصلوا فيه… وذلك لظروف خاصة بالمرأة.
*ولكن المرأة في السودان أصبحت قاضٍ وطيار وطبيب؟
– تبقى طيار وطبيب وأي حاجة ما عدا أن تكون رئيس على مجموع المسلمين لظروف تعلمها المرأة نفسها.
*هل من الممكن أن تترأس مجموعة صغيرة من الناس؟ 
– تكون في أي شيء لا بأس.. وبفضل الله سبحانه وتعالى الآن من حيث تمكين النسوة في “السودان” هو أفضل من “أمريكا” و”بريطانيا” ومن كل الأماكن.
* ماذا تقصد بالتمكين؟
– يعني أن تكون في الوزارات الاتحادية والولائية والقضاء والسلطة التنفيذية والتعليم وفي كل المجالات المرأة الآن متاحة لها.
*سبق أن أصدرتم عدداً من الفتاوى أصدرتوها ضد سفر المرأة؟
– والله شوف أنا لا أتحدث عن رأي جميع العلماء.. أنا أتحدث عن رأيي الشخصي في هذه المقابلة، ولابد أن تعرف ذلك، ثم أن العلماء يختلفون بعضهم يجيز في حالات معينة، والبعض الآخر يقول لابد أن يكون لها محرم وسفر مقيد.. والفتوى هكذا لابد أن تكون أمام المفتي لأنه ينظر إلى الظروف المحيطة ويعطي الرأي، ولكن لن أقول النساء يسافرن أو لا يسافرن.
*مثلاً إذا سافرت امرأة لوحدها بغرض التجارة؟
– جيب لي الحالة أنا بنظر فيها، ولكن لا أعطي رأياً عاماً.. والشريعة قسمت الأمور إلى ثلاثة أشياء.. أولها ضرورية بمعنى إذا لم تقم يكون الهلاك.. ثم حاجية بمعنى الحاجة وهي تأتي بعض الضرورة، وتحسينية أي تحسين للحياة، وهذه الأشياء الثلاثة هي التي ينظر فيها الفقيه قبل أن يضع الفتوى… افتكر أن هذا الفقه إذا انتشر وعرفه الناس ما ممكن تكون فيه فتوى عامة، وهكذا تطلق على الهواء.. لا من القنوات أو الصحف أو غيرها.. ونحن كعلماء ننظر إلى المآلات ومناط الحكم يعني سببه وما يقود إليه.
*نتحدث عن ضوابط الفتوى وتكاثرها وتضاربها يضع الناس في حيرة؟
– أولاً الفتوة لابد أن تعتمد على نص وهذا النص ظاهر وبين ما فيهو أي كلام.. نصوص القرآن والسنة، وبعد ذلك ما أجمع عليه العلماء أو رأي الجمهور الغالب، ثم يقدر الحالة ثم يعطي رأيه، أما أن يقول رأيه من غير مرجعية دينية، فهذا يكون هالك لا محالة.. وينبغي أن يكون من أهل العلم وأن يعرف اللغة العربية جيداً ومؤدى النصوص، وكلام كتير كتب في ضبط  الفتوى ومعرفة كيف يفتي الناس.. وما أي واحد قرأ ليهو كتاب كتابين أو سنة سنتين أو تخرج ببكالوريوس ولم يتبحر في العلم ينصب نفسه إماماً.
*حديث أخير عن الفن والغناء.. كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟
– والله كلمة واحدة “حلاله حلال وحرامه حرام”.
*هل تستمع إلى الغناء؟
– إذا كان غناءً منضبطاً ممكن.
*هل تستمع إلى فنانين سودانيين؟
– قليل.
*منو؟
– ابن عمي “عثمان حسين”.
*تعدد القنوات الفضائية التي تبث الغناء والمسلسلات؟
– بضوابط الشريعة ساعة وساعة.. يعني النبي “صلى الله عليه وسلم” أباح من سأله أنه ساعة وساعة.. معناه ما كل الساعات تنصرف في الغناء و(الكورة).. لابد أن يكون هناك توزيع صحيح للوقت وإلا أضعته، والوقت مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى ومصلحتك الشخصية ومصلحة الأسرة وتعليمك وكذا كذا.. أما أن يضيع الإنسان وقته كله في اللعب فهذه خسارة كبيرة.
*كثير من أبناء هذا الجيل يتابعون المسلسلات الأجنبية بشكل كبير؟
– ذو العقل يميز.. إذا كان فيها خير وفائدة فيمكن أن يستمع ليها ولكن لا يضيع وقته فيها… وإذا كانت شراً يقفل باب الشر.. والإنسان عنده بوصلة في داخل ضميره بيوريك ده شر أو خير حتى في (القطط).. والإنسان يعرف متى يكون الخير ومتى يكون الشر.
*آخر فتوى أصدرتوها؟
– ومعظم الفتاوى في الأحوال الشخصية مثل الميراث والطلاق وغيرهما، وافتكر أن المنابر التي أشرت إليها ينبغي أن توجه الناس بحسن العلاقة والعشرة بين الأزواج وأفراد الأسرة الذين يتنازعون في المواريث.
*هل تعتقد أن المجتمع السوداني متمسك بالتعاليم الإسلامية؟
– بفضل الله نحن أحسن كثير من غيرنا، لأنه عندنا قيم ثابتة ويجب أن نبني عليها الفرد السوداني حتى يصبح طاهراً نظيفاً شهماً، وأيضاً نزيل الأنانية والحسد، وهذه أكثر الأشياء التي تظهر في صراعاتنا سواء أكان في الأحزاب أو الجماعات أو التجارة، يعني حياتنا كلها الأنانية والحسد ينبغي أن يزال.
*ترى أن أكثر صفات المجتمع السوداني الآن هي الأنانية؟
– نعم هي الأنانية.. ينبغي أن نبذل مجهوداً كبيراً لإزالتها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية